صنعاء القديمة … فاتنة تحاول قوى الحقد تشويه وجهها الجميل

مدينة صنعاء القديمة إحدى روائع التراث الإنساني القادمة من أعماق التاريخ في ازهي عصوره ولأن المعتدين على اليمن يدركون مدى قيمة هذه المدينة والمكانة التي تحتلها في قلوب اليمنيين وما تمثله من زخم عالمي لليمن ها هو الحقد يمتد إليها والكراهية تنال منها ولهذا امتدت صواريخهم النتنة مثقلة بالحقد ومحملة بالغرور والكبر ومشحونة بالحسد من حضارة اليمن السعيد واستباحت هذه الصواريخ  حرمة صنعاء القديمة لمرات عديدة كان آخرها صاروخ ضرب العمق ودمر المنازل القديمة فوق ساكنيها ولولا قدرة الخالق عز وجل ولطفه لكان انفجر ذلك الصاروخ الذي استهدف حارة القاسمي ورغم انه لم ينفجر إلا انه دمر أربعة من المنازل التاريخية وخلف العديد من الضحايا فكيف إذا انفجر .
في حين يرى عدد من المهتمين والمعنيين إن استمرار استهداف العدوان السعودي للمواقع التاريخية والأثرية يستمر بطريقة ممنهجة ومخطط لها ابتداء من صرواح وبراقش ودار الحسن وزبيد ومرورا بصعدة القديمة وقلعة القاهرة ودار الحجر ومسجد الحمراء وغيرها وهاهو يواصل استهداف مدينة صنعاء القديمة لمرات عديدة قصر غمدان والعرضي وآخرها حارة القاسمي , واعتبر المعنيون استهداف التراث والكنز الإنساني بهذا الشكل أمرا خطيرا ومقلقاٍ يجب أن يجرم من كل شرفاء العالم ويتم وضع حدود له .

بدورها منظمة اليونسكو وعلى لسان المديرة العامة ايرينا يوكافو أوضحت أن استهداف تحالف العدوان بقيادة السعودية  للمدينة القديمة في صنعاء والتي وصفتها ب(واحدة من أقدم جواهر الحضارة الإسلامية )أمر يبعث على الحزن.
وقالت في تصريح لها بعد ساعات من استهداف العدوان لمنازل في حارة القاسمي : اعبر عن حزني العميق لخسارة الأرواح وكذلك للتدمير الذي لحق بأقدم جواهر الحضارة الإسلامية وأصبت بالصدمة جراء تلك الصور لمنازل وحدائق قديمة تم تدميرها .
وأشارت إلى أن القيمة التاريخية في الأماكن التي استهدفت أصيبت بإضرار أو تدمرت بشكل لا يمكن إصلاحه .
           انتهاك للقيم ووعي متخلف بالتراث
وبدورها أكدت نائب وزير الثقافة الأخت هدى أبلان أن ما حدث لمدينة صنعاء القديمة وغيرها من المواقع والمعالم التاريخية والأثرية جراء العدوان السافر عليها يعد انتهاكا للقيم والاتفاقات والمعاهدات الدولية لحماية التراث أثناء الحروب ويشكل وعيا متخلفا تجاه هذا التاريخ وهذه الحضارة .
وأضافت : كل هذا مردود على من يقومون بالعدوان فهم بلا تاريخ أو هوية وبالتالي يسعون إلى القضاء على كل الأشياء الايجابية في حياة اليمنيين وفي مقدمتها التاريخ والحضارة ولكن لا يدركون أن هذه المآثر وبالذات صنعاء القديمة ستظل حية وشاهدة وحتى ما عليها سيظل حيا وسيخلد انه في يوم من الأيام تم الاعتداء عليها من قوى تحمل حقداٍ على اليمن ولكن حقدهم وعدوانهم لن يقلل من قيمة صنعاء القديمة وأهميتها .
واعتبرت (أبلان) العدوان على المواقع الأثرية والتاريخية وخاصة صنعاء القديمة استهدافا مقصودا وليس عرضا وإنما عملا مقصودا يعد جزءا من ثقافة العدوان القائمة .
وأشارت إلى أن وزارة الثقافة وقطاعاتها وهيئاتها المعنية شكلت لجنة من المختصين وتعمل على رصد جرائم العدوان ضد التراث ورصدها رصدا كاملا .
وأوضحت أن كتابا ستصدره وزارة الثقافة خلال اليومين المقبلين يتضمن حصرا وتوثيقا لكل جرائم العدوان بحق التراث اليمني وسيتم إصداره باللغتين الانجليزية والعربية وسيقدم في المحافل الدولية وللمنظمات العالمية المعنية بالتراث .
وشددت على ضرورة تشكيل لجان محلية ودولية مشتركة لتقييم الإضرار التي لحقت بمواقع التراث العالمي التي تم استهدافها باعتبارها مواقع للتراث تهم الإنسانية جمعاء ولا تعني اليمنيين وحدهم وهذا ما ستعمل الوزارة عليه خلال الفترة القادمة .
          تحويل التصريحات إلى إجراءات رادعة
وأشادت (أبلان) بمواقف اليونسكو التي كانت عند مستوى المسؤولية ومواقف في مجملها متقدمة خاصة المديرة العامة التي كانت تصريحاتها وبياناتها منصفة للتراث اليمني , وتمنت أبلان أن تتحول هذه التصريحات إلى إجراءات رادعة بحق المعتدين , وقالت : كما أننا في وزارة الثقافة وهيئاتها نولي الجانب القانوني اهتماما بالغا ويتم العمل عليه وإعداد ملف متكامل حول هذه الاعتداءات ليتم تقديمها إلى الجهات الدولية ورفع دعاوى ضد من يقفون وراء العدوان على مواقع التراث اليمني.
                 وقفات احتجاجية
وكانت مؤسسة اليمن للتنمية الثقافية والسياسية قد نظمت الاثنين الماضي وقفة احتجاجية أمام المنازل التي دمرت في حارة القاسمي شارك فيها عدد كبير من المهتمين والمعنيين بالتاريخ والحضارة اليمنية وجمع من أبناء صنعاء القديمة , فيما نضم وجهاء وعقال صنعاء القديمة وقفة أخرى الثلاثاء الماضي في نفس المكان .
وحول الاستهداف الأخير لصنعاء القديمة وحجم الأضرار وما تمثله من خسارة أوضحت الأخت أمة الرزاق حجاف وكيل الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية أن العدوان استهدف أجمل واجهات مدينة صنعاء القديمة على الإطلاق ودمر منازل تاريخية يزيد عمرها عن (200) عام بينما يصل عمر نمطها المعماري إلى 1000 عام , وقالت : كل المعالم والمآثر الأثرية والتاريخية التي استهدفها العدوان هي مواقع في غاية الأهمية ولكن الاستهداف الأخير لصنعاء القديمة جريمة لا يمكن وصف بشاعتها فكيف تجرأ هذا العدوان على قداسة المدينة التي هي بالأساس مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي وهذا الاستهداف بما فيه من غطرسة وجبروت يدل أن هذا العدو لا يقيم وزنا لشيء لا لحضارة ولا لتاريخ ولا للسكان الذين كانوا آمنين في منازلهم .
         صنعاء القديمة محمية بياسين
وأضافت حجاف : لا يوجد سائح أو زائر لصنعاء القديمة لا يتوقف أمام هذا المكان بمقشامته الجميلة وواجهات المنازل الرائعة ويأخذ الصور التذكارية وللأسف الشديد فقد دمرت هذه المقشامة الجميلة وطمرت بالخراب وحجم الدمار الهائل وهذه المقشامة كانت لا زالت تحتفظ بخصائص الجمال والبهجة في حين معظم مقاشم صنعاء تصحرت , كما دمر هذا العدوان أربعة منازل تاريخية هي بيت حسن عبدالقادر وبيت أخيه وبيت يسكنه السياغي وآخر يسكنه كيدمة كما الحق إضرارا بالغة بأربعة منازل أخرى يمكن أن تسقط في أي لحظة , ولو كان الصاروخ انفجر كنا سنفقد ثلاث حارات (الأبهر- القاسمي – بروم) ولكن قدرة الله فوق كيد الاعداء وهنا نعود إلى مقولة نسمعها كثيرا من كبار السن في هذه المدينة تقول صنعاء القديمة محمية بياسين ) وبالفعل في كل مرة تتعرض فيها صنعاء القديمة للأخطار على مدى العصور السابقة يسلمها الله .
وانتقدت التصريح الذي صدر عن المديرة العامة لليونسكو عقب العدوان على حارة القاسمي واصفة هذا التصريح بالهزيل وبأنه لا يرتقي إلى مستوى الجريمة ولم يحمل إدانة واضحة للمعتدين واكتفى التصريح بالشعور بالأسى والحزن , ودعت جحاف إلى تفعيل لوائح وقوانين اليونسكو المتعلقة في الاعتداء على مواقع التراث الإنساني .

قد يعجبك ايضا