واليمن تطرق باب جنيف..هل سقطت أوراق الوصاية السعودية¿

المراقب لمجريات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن لا يستطيع الفصل بين طبيعة العدوان وهمجيته وبين تعاطي منفذيه مع فرص الحل حيث تمثل الغطرسة والتخبط إطاراٍ عاماٍ لمواقف آلة الحرب .. لا فرق بين شن العدوان وبين الموقف مما يطرح من أفكار كما هو حال الموقف السعودي من مؤتمر جنيف رغم طلب الأمم المتحدة من كل أطراف الأزمة عدم وضع شروط استباقية لحضور الحواروتحذيرها المتكرر من عواقب إفشال الحوار لتبقى تساؤلات: لماذا تعيق السعودية الحوار اليمني- اليمني¿ وما دور القوى الوطنية الفاعلة في هذه الظروف¿
¶ إعاقة انعقاد مؤتمر جنيف الشهر الماضي أعطى مؤشراٍ أن دول العدوان لاتريد حواراٍ يمنياٍ يمنياٍ
يقول د. مجاهد الشعبي أستاذ علوم سياسية :إن صياغة مخرج سياسي لكل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والسعودية وحلفائها كان السبب وراء تأجيل مؤتمر جنيف الذي كان مقرراٍ انعقاده في 28 مايو .
مضيفاٍ : وفي هذه المرحلة أي حوار لا تكون السعودية طرفا فيه ليس في صالحها لأنه سيتم إجهاض كل ما خططت له منذ بداية العدوان وحتى الآن والسيطرة السياسية غير المباشرة هو ما تريده السعودية منذ عقود بمعنى أن أي قرار سياسي لابد من مباركتها له وبالتالي لن يتجاوز “الخطوط الحمراء العريضة التي تحددها السعودية” وهي اليوم تريد فرض أجندة جديدة .
وينهي د. مجاهد حديثه بتأكيده على أن الحوار يمني – يمني وسينعقد بدون شروط رموز الخيانة في الخارج من المؤيدين للعدوان على وطنهم .. المصفقين لقتل شعبهم .
الوصاية السعودية
فيما يرى عبدالوهاب الشرفي – كاتب صحفي ومحلل سياسي – أن السعودية لا تقوم بالعدوان على اليمن على خلفية العملية السياسية في اليمن وإنما على خلفية الحفاظ على اليمن تحت الوصاية السعودية كما ألفت ذلك خلال العقود الماضية مضيفاٍ : السعودية تعمل وستعمل على إعاقة مض اليمنيين إلى الحوار ما أمكنها حتى تتمكن تحت ذريعة حماية العملية السياسية في اليمن من العمل على إحداث تغييرات في الواقع تناسب أجندتها إن تسنى لها ذلك .
وييتابع حديثه بالتأكيد على دور القوى الوطنية في هذه الظروف المأساوية بالقول : المطلوب من القوى الوطنية أن تتفهم طبيعة العدوان على البلد وأهدافه الحقيقية وأن تعمل على أن تتقارب في ما بينها وأن تدفع باتجاه العودة إلى الحوار .
الحوار يْفشل المؤامرة
من جهته قال عبدالملك العجري – رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية اليمني – : النظام السعودي يعمل بكل جهد لعرقلة أي حل سياسي للقضية اليمنية قبل أن يجد مخرجاٍ لعدوانه على اليمن ولذلك عمل على إعاقة انعقاد مؤتمر جنيف السابق باعتبار أنه حوار يمني – يمني وانعقاده بحد ذاته يفضح زيف عدوانهم ويجرد تحالف الإجرام من أي مبرر لاستمراره في العدوان لكن في الوقت ذاته يبقى مأزق السعودية في اليمن معلقاٍ من دون مخرج º إذ لم تحقق بعد شيئاٍ من أهدافها المعلنة وإيقاف عدوانها هكذا من دون أي ترتيبات أو تسويات تحقق لها الحد الأدنى من أهدافها الحقيقية وهذا يشكل حرجاٍ بالغاٍ لها .
حوار اليمنيين يرعب السعودية
محمد العمري – يمني مغترب – يرى أن العدوان السعودي على اليمن جاء بعد فشل وكلائها في تغيير المعادلة السياسية داخل اليمن لصالح الأجندة السعودية وبعد رفض الشعب اليمني البقاء تحت الهيمنة السعودية وكذلك بعد فشل السياسة السعودية في تخويف اليمنيين من إيران والحوثيين من خلال استخدام التوجه الطائفي وعدم تمكنها من فرض الانفصال .
مضيفاٍ : السعودية على يقين أن الحوار السياسي باتت حظوظه الآن أكبر وسيكون حواراٍ حقيقياٍ وجاداٍ بعد أن أصبحت أدوات السعوديةمهزومة وفاقدة الأمل في تنفيذ المخطط السعودي الذي يسعى لبقاء اليمن في دوامة مستديمة ودائرة مغلقة من المشاكل التي لا تفض إلى حلول بل إلى أزمات وصراعات وحروب لتبقى السعودية هي المهيمنة كما هو الحال منذ أكثر من خمسين عاماٍ من المعاناة .
السعودية تخسر اليمن
إبراهيم فاضل – حقوقي وناشط سياسي – يقول : إعاقة الحوار مسألة كسب وقت فالسعودية تحاول أن تستبق الحوار بفرض قوة على الأرض بإعداد جبهات قتال داخلية تحاول من خلالها إعادة بسط سيطرتها على الشأن اليمني ليكون لها ثقل في الحوار وفي ما بعده.
متابعاٍ بالقول : بإعاقةالحوار يستمر العدوان الذي من شأنه توفير دعم للمرتزقة وتنظيم القاعدة وداعش بينما الحوار سيرفع يد السعودية عن القضية اليمنية ويوقف العدوان خصوصاٍ أن الأمم المتحدة ستتولى الملف اليمني وهذا سيمنح الجيش اليمني واللجان الشعبية المساندة المزيد من السيطرة على المناطق المتبقية التي تتواجد فيها عناصر الارهاب..
مؤكدا أن السعودية تحاول أن توجد قوة على الأرض ليكون لها رأي وثقل في حوار جنيف عبر أدواتها كالإخوان والقاعدة وداعش والمناطقيين ممن يسمون أنفسهم ” المقاومة “.
وعن أجندة السعودية في اليمن يقول فاضل : ما تريده السعودية لليمن أن يبقى في دوامة الفساد والإجرام والتخلف ومن أجل ذلك تدفع منذ أكثر من نصف قرن مبالغ مالية شهرية لوجاهات قبلية وقيادات عسكرية وحزبية وحتى اللحظة ما تزال تشتري ضمائر المرتزقة ومؤخراٍ أوجدت ورقة الطائفية معتمدة على القاعدة والإخوان والسلفيين والمتعصبين مذهبياٍ فيما تتاجر بالقضية الجنوبية رغبة منها في حدوث انفصال أو حروب أهلية .
مشدداٍ على دور القوى الفاعلة في أخذ اليقظة والحذر لمواجهة العدوان ومراقبة جميع الأحزاب والنافذين داخل البلد والتحفظ على المؤيدين للقصف حتى انتهاء العدوان والعودة إلى الحوارفي ظل سيادة اليمن ووحدته واستقراره ومنع أي تدخل خارجي في شؤون اليمنيين ومساندة الشعب وتوعيته كون الوعي الوطني هو الأهم في التغيير ويجب على القوى الوطنية المحافظة على ما تحقق من مكاسب.
ويختتم الحقوقي إبراهيم فاضل حديثه بالقول : السعودية قد خسرت اليمن وسوف تنتهي الهيمنة والوصاية السعودية على اليمن بلا عودة ولكن لابد من الصمود والثبات والتخلص من القاعدة وداعش وأدواتها وبناء دولة القانون والعدالة والتنمية .

قد يعجبك ايضا