ارتفاع أجور المواصلات.. تداع كارثي للعدوان

الانتظار الطويل في الشارع العام لحين مرور باصات النقل لم يعد الهم الوحيد الذي أثقل كاهل المواطن اليمني بعد ان اشتد حصار العدوان السعودي الأمريكي ليطال كل شيء .. بل زادت أسعار المواصلات إلى الضعف في ظل ندرة واضحة في حركة تلك الوسائل المهمة سببها الرئيسي أزمة الوقود كأحد ابرز تداعيات العدوان ..
التكلفة العالية للمواصلات وسيارات الأجرة الحقت ضررا بالغا بالموظفين الذين يضطر غالبيتهم لركوب أكثر من باص للوصول إلى أعمالهم وهناك من يعمل لفترتين…والحال نفسه مع المواطنين بشكل عام ..
كيف يعيش الناس أزمة المواصلات ..وما هي بدائلهم ..¿

التفكير في المبلغ الذي سينفقه أي إنسان يعيش تحت وطأة الحصار الخانق الذي نعيشه قبل الذهاب للعمل أو لزيارة احد ما بات في الأولويات خاصة بعد ارتفاع أسعار المواصلات العامة إلى الضعف وأحيانا للضعفين وهذا ما حول الخروج لقضاء عمل ما أو لغيره من الأسباب مشكله تتفاقم كل يوم .
الحصار الخانق على بلادنا شل الحياة بكاملها في اليمن وضاعف أسعار غالبية المواد الأساسية هذا إن وجدت فما بالنا بوسائل النقل التي تعتمد على المشتقات النفطية المنعدمة منذ بداية العدوان بسبب القصف المتواصل والحصار الهمجي.. هكذا استهل شاكر منصر موظف في إحدى الشركات الخاصة كلامه عن مدى المعاناة التي بات يعانيها هو وزملاؤه في الشركة بسبب ارتفاع اسعار المواصلات ويضيف : راتبي لا يتجاوز الخمسين ألف ريال حالياٍ وأنا اعمل لفترتين ومنزلي بعيد عن العمل وإذا ما أردت الذهاب إليه فإنني اضطر لركوب باصين في الذهاب وكذلك في الإياب وهذا ما يكلفني أربعمائة ريال في الفترة الأولى والثانية مما يعني أن أكثر من نصف الراتب يذهب للمواصلات التي قصمت ظهري خاصة وان ما تبقى من راتبي لا يكفي لسد احتياجات أسرتي لذا اضطررت لبيع ذهب زوجتي لشراء مواد غذائية تكفيني وزوجتي وأولادي .
لم يختلف معه زميله رضوان في حديثه حيث انه يتقاضى نفس الراتب ويعمل لفترتين أيضا ويؤكد رضوان أنه يخسر أكثر من نصف الراتب بسبب ارتفاع أسعار المواصلات العامة وهذا يضايقه كثيراٍ وبالرغم من انه غير متزوج إلا انه يعاني الأمرين بسبب هذا الارتفاع في أسعار المواصلات.

صعوبة التنقل
احمد عبد الواسع رب أسرة ظهر الاستياء الشديد علية بعكس كل من كان حوله بعد أن رأيته يصرخ بشارع حدة بصوت عال ويقول : أين الرحمة بين الناس وكيف عنعيش وحنا نخرج ما طلبنا الله به في المواصلات فاقتربت صوبه وسألته عن سبب استيائه وصراخه وقال لي إنه يعمل كسباك وقام بتصليح إحدى انابيب المياه وحصل على ألف ريال فقط وسيعطيه البقية في يوم آخر وهذا بحسب قوله مصاريف المواصلات فقد اتى إلى هنا بـ500ريال فوق الدراجة النارية التي بالكاد قبل احد سائقيها أخذه بسبب أدوات عمله الثقيلة وسيعود بنفس المبلغ وبهذا يعود عبدالواسع كما ذهب وهذا ما تسبب له بالاستياء وعبر عن ذلك بالقول بصوت مرتفع :كيف سأعود لأولادي بدون مصاريف الغداء يا الله استرنا وعاقب من كان خلف هذه الأزمات التي قتلتنا احنا المساكين , صراخ هذا العامل البسيط دفع احد الواقفين أمامنا لإعطائه له ألف ريال ولكنه رفض ذلك وبقي يدعو على من حاصرنا .

أزمة إنسانية
امة العليم ممرضة تستغرب من سبب ارتفاع أسعار المواصلات بهذه الطريقة الجنونية فهذا بحسب قولها يزيد من الأزمات الإنسانية وهذا ما يحصل بالفعل كما تقول: أتى إليها أحد الجيران هو وزوجته إلى منزلها لكي تساعدهما بعلاج طفلهما الصغير الذي أغمي عليه فجأة وحين ما قرر والد الطفل وأمه أخذه للمشفى طلب منهما سائق تاكسي الاجرة ألف وخمسمائة ريال وهذا المبلغ لم يكن بحوزتهما لذا اتيا إليها لمساعدتهما.. وتضيف أمة العليم :كثير من الحالات تصل إلينا وهي في حالة خطرة بسبب عدم توفر وسيلة مواصلات وأن وجدت فأسعارها باهظة لذا نلاحظ ان الكثير من الآباء يحملون صغارهم فوق ظهورهم فيصلون الينا متأخرين وانفاسهم تكاد تنقطع من كثرة الركض والهلع .
وختمت أمة العليم حديثها بالتمني بأن تنتهي هذه الأزمة التي تسبب بها الحصار وقالت: يارب ترجع بلادنا زي ما كانت فالمساكين يعانون بسبب هذه الحرب الشرسة والحصار الذي يفقد معه منفذوه كل معايير الإنسانية.

توقف عن العمل
ياسر حمزة محاسب في إحدى الشركات العقارية توقف عن العمل بسبب ارتفاع أسعار المواصلات وندرتها وبْعد المسافة بين مكان إقامته وعمله هذا ما أكده لي وأضاف :أنا اسكن في نقم وعملي في شارع صفر وراتبي تقلص إلى خمسة وأربعين الف ريال وإذا لم أتوقف عن العمل فإن ثلثي راتبي سأخسره بالمواصلات التي تضاعفت إلى الضعف وأحيانا ثلاثة أضعاف إذا كانت الساعة متأخرة وهذا ما دفعني للجلوس في البيت واخذ إجازة بدون راتب فالجلوس في البيت أفضل من العمل والتعب بدون أن اجني أي شيء .
لم تختلف معه سهير القباطي فهي أيضا توقفت عن العمل بسبب ارتفاع أسعار سيارات الاجرة التي اعتادت على الذهاب فيها لمقر عملها في الزبيري وقالت صاحب التاكسي يطلب مني 1000 ريال للذهاب من نقم للزبيري وهذا يعني اني سأنفق 60 ألف شهرياٍ فقط للمواصلات أي أني سانفق راتبي كله في المواصلات لذا قررت أن اجلس في منزلي حتى يفرجها الله ويعيد المعتدين علينا ظلماٍ إلى رشدهم فنحن جميعاٍ عرب ومسلمون إذا لم ينسوا ذلك.

أسعار تعجيزية
الحاج احمد مهيوب متعود على زيارة أخواته وبناته في كل يوم جمعه وهذا ما لم يعد بالمستطاع في الوقت الراهن هذا ما قاله الحاج مهيوب وهو ممتعض . ويضيف :أخاف على أخواتي وبناتي من القصف وأريد ان اذهب لزيارتهم كعادتي منذ سنوات ولكني لا استطيع فأسعار سيارات الأجرة مرتفعة للغاية وعندما اردت الذهاب لزيارتهن طلب مني سائق التاكسي أربعة آلاف ريال ذهاباٍ فقط وهذا مبلغ كبير للغاية لذا قررت قطع زياراتي خاصة واني لا استطيع أن أقف لمدة طويلة في انتظار الباصات .
وختم الحاج مهيوب حديثه بالدعاء على من تعدى على اليمن وجعل شعبها يعاني الأمرين بسبب الأزمات متمنيا من الله الفرج .
كل ما قررت الذهاب لأي مكان أنا وأولادي أتراجع بسبب الأسعار الباهظة للمواصلات هذا ملخص معاناة الحاجة سعيدة. وأضافت :الحرب والحصار علينا جعلنا لا نغادر منازلنا إلا إلى بيت الجيران وإذا ما قررنا الذهاب لزيارة أقاربنا والاطمئنان عليهم تقصم ظهورنا أسعار المواصلات الباهظة التي ارتفعت بصورة غير مسبوقة بسبب أزمة البترول والديزل جراء الحرب علينا من قبل جيراننا لأسباب غير مقنعة .

تصوير/ فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا