استهداف معيشة المواطن البسيط

لم يترك العدو السعودي وحلفاؤه وسيلة من وسائل العدوان الهمجي على اليمن إلا واستخدموها.. قتلوا الأطفال والنساء والرجال والآمنين في منازلهم.. استهدفوا المباني السكنية والحكومية والخدمية.. دمروا البنية التحتية وكل مقومات الحياة.. حاصروا أكثر من 25 مليون نسمة في غذائهم ودوائهم لم يستطع المواطن الحصول على مقومات الحياة التي كفلتها له قوانين حقوق الإنسان والمواثيق الدولية المجمع عليها دوليا.

كفلت القوانين والمواثيق الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان حق الحياة للإنسان والعيش الكريم.. إلا أن العدوان السعودي الأمريكي انتهك هذه الحقوق ولم يحترم الإنسان اليمني البسيط ودمر كل مقومات العيش الكريم.
حق الحياة والعيش الكريم من الحقوق الملزمة على جميع الشعوب سواء كانت في سلم أو في حرب.. لم يعد هناك مكان آمن يذهب إليه المواطن العادي فقد أصبحت اليمن مكشوفة تماما أمام العدوان السعودي ولأنه لم يراع الشرائع السماوية والقوانين والتشريعات الدولية أصبح كل شبر في اليمن هدف من أهداف بوارج ومدافع وطائرات قوى التحالف.. وإذا فكر شخص بالنزوح إلى منطقة آمنة تقف الطريق عائقا أمامه فقد يصبح هدفا من أهداف قوى التحالف كما أن إجرة وسائل النقل ارتفعت لانعدام المشتقات النفطية من السوق نهائيا بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه قوى التحالف بقيادة السعودية.
الأخ عبدالملك محمد يعمل في صنعاء مع مرور أسبوع من بدء العدوان السعودي قرر أن ينقل أسرته إلى محافظة تعز وتحديدا إلى مدينة تعز وصل إلى المدينة بسيارته وانتهى وقود السيارة ذهب إلى محطة البنزين ولم يجد شيئاٍ ومع استمرار انعدام المشتقات النفطية ظل عالقا في تعز ولم يستطع العودة إلى مقر عمله في صنعاء.
يقول عبدالملك: لم استطع العودة إلى صنعاء بسبب انقطاع المشتقات النفطية من السوق وارتفاع أسعار المواصلات إلى أضعاف مضاعفة.. أنا الآن عالق في تعز ولا استطيع العودة إلى عملي لقد فرض العدوان السعودي على الشعب اليمني حصارا خانقا بغرض تجويع أكثر من 25 مليون شخص في اليمن هذا العدوان لا يراعي شيئاٍ وليس عنده حدود للتوقف نتمنى من دول مجلس الأمن الدولي أن توقف العدوان السعودي الغاشم قبل أن تحدث كارثة إنسانية في اليمن.
وأضاف عبدالملك: ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم إلى الضغط على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي للعمل على إيقاف العدوان السعودي الهمجي الذي طال الأطفال والنساء واستهدف معيشتهم وغذائهم.. لقد بدأت أسعار المواد الغذائية ترتفع وقد تنعدم في السوق.. وقد بدأ ارتفاع أسعار الغاز من 1500 ريال إلى 5000 آلاف ريال.. وإذا استمر الحال في التدهور جراء العدوان السعودي الأمريكي تحت أنضار وإشراف المجتمع الدولي فهذه كارثة أعظم وسيكونون مشاركين أساسيين في ما سيحدث في اليمن من كارثة إنسانية لا سمح الله سبحانه وتعالى.
العدوان السعودي استهدف أيضا المحال والمخازن التجارية في أغلب محافظات الجمهورية حيث تعرضت مخازن تابعة لمحلات الحسنين للتجارة في منطقة خور مكسر ومنطقة كريتر بمحافظة عدن للقصف من قبل طائرات قوات التحالف العربي ما أدى إلى تدميره بالكامل وإحراق كل ما فيه من بضاعة والتي تتضمن كمية كبيرة من الملابس الجاهزة والمتنوعة والأحذية والحقائب الجلدية.
ويأتي استهداف المحال التجارية ضمن سلسلة من الاعتداءات التي تستهدف المحلات والمراكز والمخازن والمنشآت الاقتصادية والتجارية والتي تنفذها طائرات العدوان السعودي في عدد من المحافظات اليمنية مخلفة خسائر مادية واقتصادية كبيرة على أصحاب المحلات والمواطنين الذين يستفيدون من هذه المحلات في توفير احتياجاتهم الضرورية.
يقول رجل الأعمال طارق محمد القباطي مدير محلات الحسنين للتجارة :إن ما حدث من استهداف لمخازنه التجارية في يوم 19 إبريل المنصرم يعتبر بالنسبة لي كارثة اقتصادية وخسائر مادية كبيرة دون وقوع خسائر بشرية ولله الحمد.. وأن القصف الذي استهدف المخزن التجاري التابع لنا ودمره بالكامل وتسبب في إحراق البضائع التي كانت فيه يعتبر المخزن الرئيسي الذي يورد فيه البضائع المستوردة من عدة دول أجنبية أهمها الصين وتايلاند والهند واندونيسيا.
وأضاف القباطي: إن طائرات التحالف استهدفت أحد منازلنا ومخزنا آخر يقع في حي القطيع في منطقة كريتر في تاريخ 27 إبريل وبلغت الخسائر المادية التي لحقت بالمخزنين والمنزل الملايين من الدولارات.. ونحمل قيادة قوات التحالف العربي مسؤولية تدمير منزلنا ومخازننا التجارية والأضرار التي لحقت بها جراء القصف حيث وتعتبر مخازننا مخازن تجارية ولا يتجمع فيها أي فرد من الجماعات المسلحة وأتمسك بحقي في المطالبة بتعويضي تعويضا كاملا عن كل ما لحق بي من خسائر.
استمرار معاناة الشعب اليمني سواء كانوا مواطنين أو تجارا جراء الحصار الغاشم الذي تفرضه قوات التحالف العربي عليه سينعكس سلبا على دول الإقليم والعالم ودول الخليج خاصة.. فأمن واستمرار اليمن من أمن واستقرار دول الخليج والمنطقة العربية والعالم عدم استقرارها يعني عدم استقرار دول الخليج والمنطقة العربية وستتأثر أخلاقيا واقتصاديا وأمنيا.
خبراء اقتصاد يقولون إن الحصار الذي تفرضه قوى التحالف على الشعب اليمني سيؤدي إلى كارثة إنسانية إذا لم تتدارك الأمر الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتقوم بكسر الحصار والسماح للمواد الغذائية والدوائية بالدخول إلى اليمن.. مشيرين إلى أن انعدام المشتقات النفطية والمواد الغذائية عن اليمنيين سيفاقم من معاناتهم وستتضرر دول الخليج والمنطقة العربية من ذلك كون اليمن جزء لا يتجزأ من المنطقة العربية والإسلامية وكونها تتحكم بمضيق باب المندب الذي يعتبر ممراٍ دولياٍ وعالمياٍ لا يستطيع أحد فرض الوصاية عليه سوى الحكومة اليمنية.
ويؤكد الخبراء على أهمية دور المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة الدولية في التخفيف على الشعب اليمني من خلال دعمهم بالقوافل الغذائية والدوائية والضغط على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وإلزام قوى التحالف باحترام القوانين والتشريعات الدولية وإيقاف هذا العدوان الغاشم الذي يستهدف الإنسان اليمني دون أي مبررات قانونية.

قد يعجبك ايضا