تـــدمöـــر آثـــار الـــيـــمـــن

آثاريون: استهداف الآثار بالقصف الجوي جريمة بحق الإنسانية ولابد للمنظمات الدولية من وقفة

في تصرف شبيه بما يمارسه تنظيم داعش في العراق وسوريا بحق الآثار يمارس العدوان الهمجي السعوصهيو أمريكي عربدته ليطال آثار اليمن الضاربة في الجذور..
تدمير منظم للمواقع الأثرية في اليمن يطل علينا برأسه البشع والهمجي دونما اعتبار لهذا الإرث الذي يعد  “جامعاٍ” إنسانياٍ “بين اليمنيين كبشر داخل الخارطة الإنسانية ..وتراثاٍ عالمياٍ يتشارك فيه العالم.
غير أن ذلك التوجه الأخرق باستهداف المواقع الأثرية القديمة ينم عن حقد دفين تجاه اليمن وموروثه الحضاري ومحاولة لمحو حضارته وتاريخه الذي يتجسد في حضارات معين وحمير وسبأ منبع العروبة ووهج الإنسانية الخلاق. .وهذا مايراه آثاريون ومهتمون.

الباحثة في التراث الثقافي أروى عثمان قالت  في بيان تلقت الثورة نسخة منه: إن على جميع “مؤسسات الدولة وزارة الثقافة والسياحة وكل الأحزاب والقوى المدنية الفاعلة وكل الناشطين والناشطات والمنظمات المدنية الدولية كاليونسكو والأليسكو و… و… الخ وكل المعنيين في الداخل والخارج” أن يقفوا “بمسؤولية أكبر في وجه استهداف الآثار وكل ما يمس بهذا التراث باعتباره إرثاٍ إنسانياٍ .
وناشدت الباحثة في التراث الثقافي  الكف عن تصويب القذائف نحو ما تبقى من روح تربطنا كيمنيين على اختلافاتهم الفكرية والسياسية والدينية.
ووجهت نداءها بتأكيد الدعوة للداخل والخارج “لنلتقي على هدف ومبدأ: حماية إرثنا الثقافي الذي لا يقدر بثمن ووقف أطراف القتال وتلافي هذه الكارثة الإنسانية التي كل يوم نرى نتائجها تلتهم المدن المطحونة بالحروب.. مدينة صنعاء وصنعاء القديمة خصوصاٍ عدن مأرب الجوف الضالع رداع البيضاء شبوة حضرموت.”
محو للهوية
فيما وصف المواطن بندر سنان هذه الجريمة بالقول: استهداف   المواقع الأثرية بهذه البشاعة جريمة نكراء لأنها تمس تراث بلد وحضارة لوطن عريق وطن جذوره ضاربة في الحضارة الإنسانية.
وتساءل باستغراب: كيف سولت لهم أنفسهم قصف هذا الموروث العظيم الذي يعتبر كنزا للإنسانية جمعاء¿تراث يحكي قصة إنسان ترك بصمة للتاريخ تتعلم منه الاجيال المتعاقبة روح العزة والفخر التي عاشها الأجداد.
 ويختم بالقول: من لا تاريخ له لا حضارة له ومن لا حضارة ولا تاريخ لديه سيبقى هامشا في الحضارة الانسانية.
 المواطن أحمد الجدادي يرى أن استهداف المواقع الأثرية هو استهداف لحضارة أمة عريقة متعمقة في جذور التاريخ وهذا الاعتداء إن دل على شيء إنما يدل على حقد دفين على موروث اليمن من  فئة باغية تهدف إلى محو اسم اليمن وحضارته ولوجود إحساس بالنقص في أصالة المعتدين.
وزاد متسائلا : أما يعلم هؤلاء أن حضارتنا وتاريخنا وعروبتنا هي أصل العرب وتاريخه ¿فكيف يجرؤون على التفكير بالاعتداء على معالمنا الأثرية الضاربة في الجذور .¿
العمق الحضاري
قد ربما هؤلاء القوم من المعتدين لا يعرفون قيمة التراث الإنساني لأنهم لايمتلكونه وجل حضارتهم إسمنتية عمرها عقود معدودة من الزمن.. وللحديث عن هذا الأمر التقينا مهند السياني رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف الذي أكد أهمية المعالم الأثرية بقوله :إن هذه الحضارة تبرز الدور الحضاري الرائد لليمن الذي يعرفه الجميع ويتجاهله الأعداء حقداٍ على اليمن .
ويصف السياني الدور الذي لعبه اليمن في هذا المضمار بالخلاق وقال  :اليمن يمتلك مقومات حضارية منذ القدم فهي أرض حضارة  من قبل الإسلام حيث ذكر القرآن الكريم  مملكة سبأ والملكة بلقيس وحْكمهما وما ذكرت إلا لأنها حضارة تاريخية عريقة.
وأضاف السياني: : نحن ندين ونستنكر ما قام به العدوان الغاشم تجاه آثارنا كما ندرك أن هذا العدوان له دوافع حاقدة على اليمن لأنها بلد مهم على الخارطة الحضارية .
وبنبرة فيها حسرة وألم قال : لقد دمر العدوان الهمجي المسجد الأثري القديم (حمراء علب) في سنحان تدميراٍ نهائياٍ.
لكنه أكد أن الهيئة  ستعمل جاهدة على إعادة ترميمه على الرغم من أنه لن يعود كما كان  لأن أصله دمر ولم يبق سوى ضريح الشيخ العلامة الزاهد عبد الرزاق الصنعاني الذي كان الناس يشدون الرحال إليه..كما أشار مهند السياني إلى موقع مدينة براقش الأثرية بمحافظة الجوف الذي قال إنه تعرض هو الآخر إلى قصف عنيف من قبل العدوان السعودي.
وناشد رئيس هيئة الآثار والمتاحف المنظمات العالمية المهتمة بالتراث وحضارته أن يقفوا مع الشعب اليمني لحماية تاريخه وهوية وذاكرة الإنسان اليمني من العدوان الغادر والحفاظ على رصيد عالمي من التراث الإنساني يتعرض اليوم لأبشع الاعتداءات.
كارثة وطن
من جانبه يقول الدكتور / محمد السلامي  رئيس قسم الآثار بجامعة صنعاء: إن التعدي على تاريخ اليمن وعلى أبنائه هو تعد على تاريخ العرب لأن اليمن من أحد المراكز الثلاثة الكبرى في العالم من حيث المعالم الأثرية واليمن صانعة العروبة فهي نقطة الوسط من صناع تاريخ عروبة الجزيرة العربية.
لافتا إلى استهداف مسجد (حمراء علب) الذي قال أنه بني منذ القدم ويوجد فيه ضريح العلامة عبدالرزاق بن همام الصنعاني  وهو من أحد كبار علماء علم الحديث .
كما أشار إلى مدينة براقش التي تعرضت لغارات العدوان الهمجي وقال إنها من أهم وأجمل المدن الأثرية  في العالم  وتمتاز بأبراجها وسورها القديم وقد قصدها الآلاف  من السياح الأجانب لاحتواء هذه المدينة على معادن نفيسة.
 منوها إلى  الكثافة الأثرية الكبيرة التي تتمتع بها اليمن والتي يقوم العدوان السعودي بقصفها وتدميرها بشكل ممنهج تحت مبررات واهية .
وتساءل في الوقت ذاته.. ماذا يريد هؤلاء المجرمون من تراثنا ولماذا يستهدفون تاريخنا وحضارتنا وإنسانيتنا ..¿
لكن الدكتور السلامي يعرف الجواب حين يقول: إنهم يهدفون الى تهميش اليمن وتاريخه وضرب هويته الذي هو اعتداء على الإنسانية جمعاء.
ويختم الدكتور السلامي حديثه بمناشدة جميع المنظمات ذات العلاقة بشأن التراث الإنساني الانتباه لما يجري في اليمن لأن استهداف حضارة اليمن إنما هو استهداف لهوية الإنسان اليمني.
وفي الوقت ذاته  يدين رئيس قسم الآثار بجامعة صنعاء العدوان السعودي السافر الذي قال إنه يريد القضاء على اليمن سياسيا واقتصاديا وثقافيا وتدمير البنية التحتية للبلد.
إدانة واستنكار
فيما تدين منظمات المجتمع المدني هذا العدوان الإجرامي الذي يستهدف المواقع الأثرية ..وقد عبر صالح الفقيه مدير المركز اليمني للسياحة والآثار عن إدانة كل المهتمين بالتراث لهذا العدوان الغاشم وقال :إن قصف هذه المعالم هو تدمير لتاريخ بلد ومحاولة لمحو هوية الإنسان اليمني .
وأكد أن منظمته أصدرت بيانا باللغتين العربية والانجليزية تدين فيه العدوان الهمجي الذي يستهدف الآثار ويناشد جميع المنظمات الدولية حماية الآثار والتراث بما فيها منظمة اليونسكو والوقوف إلى جانب الشعب اليمني وعدم الاقتراب من المناطق الأثرية القديمة لأي سبب كان كما حذر من معاودة القصف تحت أي مبرر. 

قد يعجبك ايضا