أكوام النفايات .. “إن ضاق حالك: نظف شارعك”¿

لم يقتصر الضرر الذي تسبب به العدوان الغاشم على البنية التحتية ومقدرات الشعب اليمني فقط بل وصل الأمر لكل شيء تقريبا فحرم الجميع الشعور بالأمان ورماهم في خندق المشكلات التي لا تعد ولا تحصى بعد أن دمر منازل الأبرياء ومنع المواطنين من الخروج والتحرك بصورة طبيعية في الأسواق والشوارع العامة التي اكتظت بالنفايات وملأت الأجواء بالأمراض والروائح الكريهة .
كل مشكلة مرتبطة بأخرى وهذا ما يفسر تكدس النفايات في الشوارع العامة وبالقرب من مقالب القمامة بصورة غير مسبوقة بسبب انعدام المشتقات النفطية جراء الحصار البري والبحري الذي فرض على اليمنيين ولحق به تعطل حركة الحافلات المخصصة بنقل النفايات من الشوارع والأحياء السكنية التي لا تزال أكوام المخلفات تعشعش فيها منتظرة قدوم حافلات النظافة لتخلصهم من الروائح الكريهة التي أجبرتهم على غلق النوافذ حتى تفرج أزمة المشتقات النفطية الخانقة التي حالت دون قدرة عمال النظافة على القيام بواجبهم وعطلت حركة السير في عموم محافظات الجمهورية إلى أجل غير مسمى
أكوام النفايات المنتشرة في الشوارع العامة والأحياء السكنية باتت بيئة حاضنة للأوبئة والأمراض مع تكاثر الذباب والبعوض وعديد الحشرات الناقلة للميكروبات التي تصيب الإنسان بالعديد من الأمراض وخصوصا الأطفال الأكثر عرضة للإسهال والحمى خاصة وأن النفايات تتكون من بقايا الطعام وحفاظات الأطفال وهو ما يسبب نمو أنواع خطيرة من الميكروبات المسببة للحميات والالتهابات البكتيرية الحادة التي تصيب العينيين وهذا ما يهدد بوقوع كارثة بيئية بسبب انتشار هذه النفايات بالقرب من منازل المواطنين وفي الأسواق العامة .
لا يعني عدم قدرة الجهات المعنية على نقل النفايات وتنظيف الشوارع العامة والأحياء السكنية والقيام بعملها تحت ضغط الظروف الحالية أن نعمل نحن أيضا على زيادة المشكلة من خلال رمى النفايات بالقرب من المنزل وعدم أخذها إلى أقرب مقلب للمخالفات فتجمعها في مكان واحد أفضل بكثير من انتشارها في جميع الأحياء والأزقة بالقرب من المنازل فهذا يخفف من وطأة المشكلة وانتشار الأمراض ويا حبذا أن يجمع أصحاب المنازل نفاياتهم داخل الأكياس الكبيرة المخصصة لذلك وأن يحكموا إغلاقها قبل رميها في المقلب حتى لا تتبعثر وتنتشر فوقها الحشرات المضرة وتفوح رائحتها بصورة أقوى .

تصوير/ فاروق الشعراني

https://www.althawranews.net/pdf/2015/04/24/09.pdf

قد يعجبك ايضا