قـصـص ومـآس إنـسـانـيـة

في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الأحد الموافق 12 ابريل استيقظ أبناء قرية الظهرة بمنطقة الجند بمديرية ماوية بمحافظة تعز على مجزرة إنسانية بشعة للغاية ارتكبها طيران التحالف الغاشم بقيادة السعودية لم يقتل فيها حوثي ولا عفاشي لم تدمر فيها أسلحة ولا مضادات ولا دبابات ولم يستهدف فيها معسكر أو تجمع حوثي كما يزعمون بل قتل فيها من أبناء المنطقة ما لا يقل عن 12 من الأطفال والنساء والشيوخ العزل وأصيب فيها عشرات الأشخاص وذلك (بحسب تقارير رسمية).
هناك يتحدث الناس عن قصص مأساوية لمشاهد الجريمة التي ارتكبت في جنح الظالم والجميع نيام جثث ممزقة وتحت الانقاض ومنها مفقودة وأخرى تبدو متفحمة وبعضها تحولت إلى أشلاء صغيرة ولا تزال حتى اللحظة متناثرة في ذات المنطقة المنكوبة بضربات التحالف البشعة, علاوة على تهدم شبه كلي للمنازل (العشش الصغيرة) للأسر المهمشة إلى التفاصيل:

أثناء نزولنا الميداني الى مكان الجريمة لاحظنا بعضا من أجزاء امرأة عجوزة نال منها القصف وتحت الركام قد تمزق جسمها كاملا وبقى فقط بعض من ملامح وجهها وتقاعيد شعرها الأبيض .. وبحسب الحاضرين فقد أشاروا في معرض حديثهم للصحيفة أن هذه المرأة الشائبة ليست الوحيدة التي لا تزال تحت هذا الكم الهائل من الركام بل ويتوقع عدد آخر من الأطفال والنساء لا يزالون تحت الانقاض بسبب عدم استكمال عملية رفع الركام والبحث عمن تبقى من الضحايا.
ويقول محمد خالد الجندي أحد المنقذين: في ساعات الفجر الأولى سمعنا انفجارا هائلا بالقرب من منزلي القريب من منطقة المهمشين, سمعنا أصوات صياح قوية فهرعنا الى المكان ووجدنا حالة مأساوية يرثي لها العشش والمباني الصغيرة كلها مهدمة على رؤوس الأطفال والنساء والساكنين, ويضيف” بالتعاون مع أفراد من اللواء 22 مدرع تمت عملية الإنقاذ للضحايا وبعد ذلك أتت سيارات الإسعاف ونقلهم الى مستشفيات المدينة”.
كارثة انسانية
يجهش باكيا المواطن حسن سعيد علي والذي يرقد في مستشفى الجمهوري متأثرا ببعض الإصابات في مختلف انحاء جسمه وق فقد جميع أفراد أسرته بالحادثة ويقول بصوت شاحج ” لقد فقدت جميع أفراد أسرتي فقدت أمي , وزوجتي , وأولادي الثلاثة, واخي عماد وابنه بكر وزوجته أيضا” .. ويضيف” كنا في البيت آمنين بأمان الله وفجأة سمعنا الطائرات حوالي الساعة 12 ليلا تحوم فوق المنطقة وذهبت بفعل مضادات الطيران وبعدها عادت طائرتان الأولى من اتجاه القاعدة والأخرى من الجهة الثانية وحلقت فوق المنطقة وفجأة تضرب ثلاثة صواريخ على منطقتنا ويتهدم المنزل فوق رؤوسنا والركام فوقنا فاخذ الصاروخ أخي عماد إلى بعد 100 متر وجسد أمي احترق وتمزق بالكامل, وأولادي الأربعة تحطمت رؤوسهم وزوجتي تمزق جسمها أيضا, وانا كنت تحت الركام ولم يتبقى سوى رأسي فقط فاستطعت الخروج وإنقاذ نفسي وكان اخي يصيح من تحتي فأنقذته وبعدها بدأنا نحفر معا لننجي الآخرين وتمكنت من إنقاذ احد أبنائي فقط”.

تقييم الاضرار
وإسعاف الضحايا
فيما يوضح مدير عام مديرية ماوية عبدالحميد احمد شمسان أن عملية إسعاف الضحايا تمت فجر يوم الجريمة  بالتعاون مع أفراد اللواء 22 مدرع بعد ان تلقينا البلاغ وطلبت مدير الصحة والضمان الاجتماعي ومدير الأمن بالمديرية وتم تكليفهم بالنزول والاشراف على عملية الإسعاف بالتنسيق مع المستشفيات وتقييم الاضرار ورفعنا تقريرا بأسماء القتلى والجرحى وكذا المساكن المهدمة الأربعة وبقية المنازل في المنطقة تشققت ورفعنا بذلك تقريرا الى المحافظ والأمين العام ووكيل المحافظة محمد الهياجم”, مؤكدا أن القتلى والجرحى تم إسعافهم الى مستشفيات الجمهوري والعسكري وبقية المستشفيات بالمدينة.
مشيرا الى أن الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة محمد الحاج كلف وكيل المحافظة للشئون الفنية ومدير الأشغال العامة بالنزول الى مكان الحادثة وتقييم الاضرار كاملا بشكل دقيق وفني .. لافتا الى أن المجلس المحلي بالمديرية ليس لديه القدرة على مواجهة مثل هذه الأحداث الطارئة وإمكانياتنا محدودة ونبذل الجهود الممكنة في حدود الإمكانيات المتوفرة المحدودة.

حقد أعمى
هول الجريمة وبشاعتها تؤكد بما لا يدع مجالا للشك الحقد الأعمى لآل سعود ومن حالفهم في الانتقام من الشعب اليمني الأبي المناضل, يدمرون بهوس وجنون كل شيء جميل في هذا البلد, مقوماته, جيشه ملاعبه, مؤسساته قطاعه الخاص .. بل ويقطعون عنه كل مقومات الحياة من المشتقات النفطية والمواد الغذائية الأساسية في حصار مطبق لم ترتكبها حتى إسرائيل بحق قطاع غزة ويبقى الأكثر جرما هو ذاك من يبرر هذا العدوان السافر والتدمير الممنهج ممن يدعون انتماءهم الى ارض الوطن وترابه الطاهر, فحقا حينما سئل هتلر .. من أحقر الناس¿ فقال : هم الذين ساعدوني في احتلال أوطانهم¿!

قد يعجبك ايضا