عدن تطلب النجدة

حتى في أحلامهم لم يكن قد خطر على بالهم أن الباسمة عدن ستفقد بسمتها التي تملك وذلك بتدشين المغررين بهم من التكفيريين حرب الشوارع  دمرت خلال الأيام القليلة الماضية الكثير من الممتلكات العامة كمخازن الأسلحة بالمعسكرات والممتلكات الخاصة كالمحلات التجارية .. كما نهبت الكثير من تلك الممتلكات بشقيها العام والخاص  .. التفاصيل في السطور التالية

 حقاٍ إنها الحرب ” لاتبقي ولا تذر لواحة للبشر” ففيها تسقط كل القيم الإنسانية ويعم الخوف وتتفشى  ظاهرة السلب والنهب بشقيه    ليس سلب ونهب الممتلكات وحسب بل وسلب الأرواح من مالكيها بغير حق .. مدينة عدن لم تكن بمنأى عن العنف المسلح الذي تعيشه الكثير من المحافظات اليمنية إلا أن عنفها هو الأكثر بشاعة وإذا كانت الحروب التاريخية تضع في الكثير من الأحيان خطوطا حمراء كأن تتحاشى قتل المدنيين فحروب العصابات المسلحة في عدن تجاوزت كل تلك الخطوط ولم تعمل لا بمبادئ الدين الحنيف ولا بالأصول والتقاليد العربية المعروفة ولا حتى بحق الجوار .
  في جولة السفينة  بالقرب من الشيخ عثمان حدثت اشتباكات عنيفة للغاية بين عصابات مسلحة كلها تريد أن يكون لها حظ الأسد من الممتلكات العامة والخاصة المعرضة للنهب من قبلهم هذا الاشتباك لم ينتهي برد كيد العصابات من قبل الجيش واللجان الشعبية في نحر بعضها بل انتهت بإحراق بقالة قريبة من فندق خاص بالجولة لتعصف هذه الاشتباكات  برزق صاحب البقالة  المسكين لا سيما وأنه يعتبرها مصدر الرزق الوحيد له ولأسرته المكلومة بهذا المصاب الذي لم يكن في حسبانهم .
  في دار سعد قصة انتهاك أخرى لا تقل بشاعة عن سابقاتها ولكن هذه المرة كان الهدف فيها جنود من قوات الأمن  حيث تعرض عدد من أفرادها إلى كمين من قبل عصابة مسلحة أجبرتهم على تسليم ما بحوزتهم من أسلحة قبل أن تجبرهم على الرحيل بأنفسهم لا غير .. محمد سعيد الحمامي كان بالقرب من هذه العملية وظل فقط يرقب دون تدخل حتى لا يتعرض هو لذات المصير الحمامي وهو يصف الحادثة كان ممتعضا من الوضع الذي آلت إليه البلاد ويدعو الله أن يعود الساسة إلى عقولهم ويوقفوا هذه المسرحية الهزلية التي عبثت وتعبث بدماء الناس وممتلكاتهم .
 في منطقة أخرى من الفاقدة لبسمتها عدن نصبت إحدى العصابات المسلحة نقطة تفتيش على الشارع العام وهناك مارست مهامها بكل عنجهية تلك المهام التي تتمثل بتفتيش المارة سواء بمركباتهم أو سيرا على الاقدام وإذا ما وجدت أي شيء ثمين تقوم بسلبه ومن يفتح فمه دفاعا عن حقه يكون مصيره الموت سعيد جباري كان له نصيب من الاتجاه المعاكس لتلك العصابات حينما حاول الدفاع عن ممتلكاته التي كان يحوزها داخل سيارته نوع “سنتافي” وهي عبارة عن عشرة جنيهات ذهبية تعود ملكيتها لزوجته وإلى جانب ذلك كان هناك جهاز لابتوب نوع توشيبا وتلفون جوال “إل تي 9 ” .. أخذ الرجل سلاحه “مسدس ماكروف” وبدأ بالمقاومة قبل أن يصل إلى تلك العصابة التي كان على بعد خطوات منها غير أنه فقد كل ما يملك بما في ذلك روحه التي هي أغلى ما كان يملك حيث فتح رجال العصابة النار عليه بكثافة فأصابته خمسة طلقات  إحداها كانت في رأسه وقت حدوث عملية التصفية تلك كان هناك رجل في الخمسين من عمره يدعى هلال الجابري من محافظة تعز يراقب الوضع من على سيارته الأجرة نوع كامري فقرر أن يقود نفسه إلى المحرقة ولكن ليس بذات الطريقة التي شاهدها قبل قليل فالسلم لا غيره كطريق لعبور الصراط المسلح كل ما كان هذا الرجل يمتلكه كان جوال نوع “aq5”   ومبلغ أربعة آلاف وخمسمائة ريال يمني ورغم قلة الصيد إلا أنه لم يسلم فأخذ الجوال والمبلغ وترك الرجل في سبيله .
  لم تكن الملكيات الخاصة هي الضحية وحدها فالملكية العامة لا تقل عنها مأساة إذ تعرضت الكثير من مخازن السلاح التابعة لبعض المعسكرات كمعسكر جبل حديد للنهب الموسع وذلك قبيل انفجار تلك المخازن والتي سقط من خلالها عشرات القتلى فبعض الآلات العسكرية المتوسطة  كانت من نصيب العصابات التي لا يدرى من يديرها أما الذخائر والأسلحة الخفيفة فكانت من نصيب بعض المواطنين وقد شوهدت تلك العملية على نطاق واسع .
حرب الشوارع الهادفة إلى نشر الرعب والفوضى في أوساط المجتمع لم تقف عند هذا الحد إذ نفذت عددا من العمليات الإرهابية ضد الجيش ونصبت كمائن عدة أودت بحياة الكثير من جنود المؤسسة العسكرية الشجاعة ففي مناطق متفرقة بذات المحافظة “عدن ” كان هناك جنود من المؤسسة  العسكرية يمرون ومعهم عتادهم العسكري الذي لم يكونوا يهدفون من خلاله إلا للحفاظ على السلم الاجتماعي للمواطنين العزل وفي عمليات عدة وعلى حين غفلة كان المسلحون يمطرون  وابلاٍ من النيران على الدوريات العسكرية وعلى الأفراد  وقتلوا بعضاٍ من الجنود كل ذلك لا لشيء سوى أنهم يريدون نهب الأسلحة .
 مواطنون كان لهم تعليقات على الوضع الذي تعيشه
العاصمة التجارية عدن وكلها شجب للوضع الذي يعيشونه اليوم وقد قال حسيب نصر صاحب محل “كفتيريا” في دار سلم: إنهم لم يكونوا يتوقعون أن تموت حروف السلم في مدينة لم يعرف العالم أهلها إلا مسالمين فحرب الشوارع بين جهات عدة أنهكت منظومة السلم الاجتماعي في المدينة ويحدث كل ذلك دون وجود للدولة التي يعتبرها هؤلاء بأنها غير مفوضة بحل النزاعات لأسباب سياسية إلا أن الواقع بل المفروض يحتم على الجميع الرضوخ للدولة مهما كان ضعفها .
من جهة أخرى على الدولة أن تفرض هيبتها وإلا فإن حروب العصابات المسلحة سوف تتسع دائرتها وسيكون الضحايا بالتأكيد من المواطنين  الأبرياء الذين لا ذنب لهم فيما يحدث في البلد من صراع  .
وتابع حسيب : لذلك نحن كمواطنين بسطاء نناشد جميع القوى السياسية العودة إلى طاولة الحوار والتفاهم حول القضايا المختلف حولها حتى يتم تجنيب البلد الحروب الأهلية وحروب الشوارع التي بدأت من مدينة عدن فالمثل يقول ” أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي ” .
أما المواطن المهندس عبدالعليم الحميري فيتحدث عن أضرار المواجهات المسلحة فقال ” هناك قوافل نزوح جماعي  للسكان القاطنين في مناطق الصراع فالكل يشاهد يوميا تلك القوافل وهي تتجه نحو المناطق أو المحافظات المجاورة لعدن لذلك نتمنى على جميع القوى السياسية تغليب العقل وإيقاف الحرب الدائرة في عدن وإحلال قوات الدولة محل العصابات المسلحة التي تنهب وتدمر الممتلكات العامة والخاصة .
  حمود عبدالله الضلعي مواطن يسكن على الطريق العام التي تربط محافظتي عدن بتعز هذا الرجل صور  لنا وجه آخر للأزمة وتمثلت بنزوح السكان والعاملين في محافظة عدن وقال إنه يشاهد قوافل  النزوح تمر بشكل يومي بل أكد أنه يشاهد مرورها على مدار الساعة وبحسب ما قاله الضلعي ومواطنون آخرون فإن النازحين المارين على الطريق العام يتعرضون أحيانا إلى عمليات نهب واسعة للكثير من الممتلكات وتركز عصابات النهب تلك على الأشياء الثمينة كالمجوهرات أو الأموال النقدية .

قد يعجبك ايضا