الجبس “المفخخ” يقتحم مساجد الله!!

في جريمة هزت الشارع اليمني في خير الأيام عندالله وفي مساجد الله سخرت أيادي الإثم والإرهاب أربعة من الانتحاريين استهدفوا جموعاٍ للمصلين في مسجدي الحشحوش وبدر في العاصمة صنعاء مستخدمين نفس الأسلوب في التمويه و إخفاء العبوات الناسفة من خلال إخفاء أدوات التفجير تحت مادة الجبس على سيقانهم ليظهروا وكأنهم في حالة إعاقة.
هذه الواقعة أودت بحياة الكثير حيث ارتفعت الحصيلة الأولية حتى ساعات متأخرة من مساء الأمس لتصل إلى 147 قتيلا بينهم عدد من الأطفال والمسنين في حين بلغ عدد الجرحى 347 جريحاٍ وأشارت الحصيلة إلى أن 40 شخصاٍ مصابون بجروح بليغة..” الثورة ” تواجدت في موقع الحدث فإلى التفاصيل :

يتحدث الإعلامي محمد المطري – شاهد عيان حول ما حدث في مسجد الحشوش قائلاٍ : “خضعت للتفتيش بدقة مما يدل على وجود الحس الأمني لكن الإرهابيين استخدموا أسلوب الاستجداء العاطفي بسبب الإعاقة وحدث ما لم يكن في الحسبان” 
ويضيف : ما حدث بالنسبة للانتحاري الأول فقد جاء من الجهة الجنوبية للمسجد وكأنه شيخ خمسيني وحين قامت اللجان الأمنية بإيقافه والقبض عليه  لم يستطيعوا السيطرة على يديه مما قام بسحب الحزام الناسف وحدث انفجار حيث أسفر عن قتل أربعة من الأمنيين الذين كانوا بالقرب منه..  ويضيف : ” لم ندر كيف دخل الانتحاري الآخر للمسجد ربما كان الانفجار الأول تمويهاٍ لدخول الانتحاري الثاني”.
أما زيد المنصور – شاهد العيان على الانفجار الثاني والذي وقع داخل المسجد يقول: “رأيت شاباٍ يدخل إلى المسجد متوكئاٍ على عكاز ورجله اليسرى كأنها مكسورة وفيها جبس كبير ..  استعطفته وأجلسته على كرسي لأني مررت بنفس حالته حين انكسرت رجلي قبل فترة فبعد أن أخذ قسطاٍ من الراحة ودخل %6 إلى الصوح الداخلي وبقي كثيراٍ من الوقت وكان يصلي مع المصلين ورجله مستقيمة ولم يستطع أن يحرك رجله” وبعد ذلك سمعنا دوي الانفجار الأول الذي كان يبعد عن المسجد 250 متراٍ حيث أحدث الانفجار إرباكاٍ كبيراٍ بين المصلين وكان في منتصف الخطبة الثانية..
ولم نلاحظ تحرك الانتحاري الثاني إلا وقد تقدم في الصفوف الأولى للمصلين بمسافة تبعد عن الخطيب 2-3 متر فقط.. وبمجرد أن انتهت الصلاة وقام الدكتور طه المتوكل بمسجد الحشوش بالترحم على الشهيد عبدالكريم الخيواني قام بالتوضيح بأن الانفجار الذي حدث خارج المسجد على بعد 250 متراٍ ذهب ضحيته أربعة شهداء.. وفي تلك الأثناء حدث الانفجار الثاني والذي أودى بالكثير من الضحايا..
خبرات مؤهلة
وضمن شهود العيان الخبير الأمني المتقاعد – علي مجاهد القديمي يقول : لا بد لأن يكون لأنصار الله قدرة عالية في التعامل والتدريب الأمني لأنه ما حدث تقصير أمني من اللجان الأمنية ولهذا نرى أطفالاٍ صغاراٍ يقفون أمام المنافذ للتفتيش وهذا غير كافياٍ حيث والمستهدف ليس أنصار الله بالدرجة الأولى بل أصبح المستهدف المجتمع بأكمله لأننا رأينا أطفالاٍ صغار في السن ..
ويضيف : أقترح بضرورة الاستعانة بالجهات الأمنية الرسمية والخبرات الأمنية المؤهلة في هذا المجال لتلافي تكرار ما حدث من مجزره بشعة.
توظيف سياسي
أما الإعلامي – عرفات الحاشدي فيقول : ما حدث في جامعي ” الحشحوش وبدر ” جريمة بشعة لا يقدم عليها إنسان سوي هذه المجزرة تبين حجم المؤامرة التي تحاك ضد اليمنيين لذا يجب على أبناء اليمن أن يصطفوا لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد اليمن وشعبها كاملا ولن يتضرر منه فئة دون الأخرى لذا يجب علينا الانتباه والوقوف بوجه الأبواق الفتنوية وإسكاتها حيث ضلت تعزف على وتر الطائفية وتحاول فرز اليمنيين إلى طوائف ومذاهب فالبلد للجميع وكلنا مسلمون كما يجب على اللجنة الثورية أن تمضي في الحسم الثوري لملء الفراغ الذي أحدثه عملاء الخارج ..
كما تحدث الناشط الحقوقي – صابر الواصل: ما حصل جريمة إرهابية بشعة وما سبقها من عمليات التفجير و الإجرام بحق الأبرياء و الجنود و الأطفال هي نتيجة حالة الانفلات الأمني والتوظيف السياسي و التراشق بالتهم و انتشار و تشجيع منابر التحريض العنصري و المذهبي في ظل عدم وجود منابر للنصيحة ولنبذ لغة التحريض وإيقاف تشريع مثل هذه العمليات و حالة الجمود لدى كثير من الحركات المجتمعية المؤيدة للسلم الاجتماعي و الداعمة لنبذ لغة السلاح والقتل و التناحر الطائفي التي باتت تنتشر هذه الأيام مهددة لليمن و المنطقة بعرقنة الوضع وجعله شبيها بما يحصل في العراق.
استهداف الإنسان
من جانبها تقول أمل الماخذي- المدير التنفيذي للمركز اليمني لحقوق الإنسان : ما حدث في جامعي بدر والحشوش حادث إجرامي شنيع ضد الإنسانية لم يكن الأول إنما هو ضمن سلسلة من الأعمال الإجرامية التي عاشتها ولا زالت تعيشها اليمن حتى اللحظة .
 واليمن واحدة ضمن سلسلة من الدول العربية والإسلامية التي ينالها هذا الإجرام في استهداف الإنسان ويجب علينا جميعا دون استثناء أن يكون لكل فرد دور لمحاربة هذا الإجرام يجب على كل مواطن يشتبه في أي شخص أن يبلغ عنه الجهات الأمنية سواء كان جاراٍ أو عابر طريق أو أي شيء يجب أن يكون الجميع على حذر وفي يقضه وترصد..  كما يجب توعية الشعب عن خطر ما يسمى بالقاعدة وأنها لا تقتل فئة أو فصيلاٍ بعينه وإنما تدمر كل الشعوب
وتناشد المدير التنفيذي لحقوق الإنسان  الأطراف السياسية بسرعة الاتفاق لما فيه مصلحة الوطن ما لم يجب أن يعلن المتحاورون وبشكل واضح من هي الأطراف المعرقلة للحوار لأن اليمن ومنذ حوالي شهرين في خواء سيادي بدون رئيس للجمهورية ولا حكومة وسبب التأخير أطراف سياسية معرقلة وهذا لا يصب في أمن واستقرار اليمن.
تنفيذ الجريمة
وحول كيف تم ارتكاب وتنفيذ الجريمة يحدثنا خبير مسرح الجريمة محمد صالح النجار بأن الجريمة الإرهابية تمت بعملية تمويه ووسيلة لاختراق الحواجز الأمنية أو نقاط التفتيش لم يكن الهدف من الانفجار الأول في المساجد لإيجاد حالة من الذعر وتشتيت الانتباه كما هو متوقع..
مؤكداٍ بأن القيام بتجربة مسبقة من قبل الانتحاريين بالدخول إلى جامعي ” بدر والحشوش ”  كانت خطوة سابقه ليوم التفجير حيت تمت بنفس وسيلة وطريقة مصاب ومجبس وبعد نجاح الفكرة والتجربة واختراق عملية التفتيش والدخول إلى الجامع والصلاة فيه والخروج دون أن يلفت ذلك انتباه الأمنيات أو رجال التفتيش وبعد القيام بعملية التجربة بدون مواد متفجرة والدخول والخروج من المسجد تم الإعداد والتجهيز للعملية ووضع المواد المتفجرة والتجبيس عليها.
 ونظرا لدراسة مكان الجريمة مسبقا ومعرفة أن الجامع منفصل بداخل الجامع والصرح الخارجي وكون المصلين في يوم الجمعة يمتلئون داخل الجامع والصرح الخارجي اضطر المنفذون لاستخدام انتحاريين لأن انتحارياٍ واحداٍ لا يكفي لإصابة وقتل اكبر عدد من المتواجدين بالجامع فلو كان انتحاري واحد فقط سوف يستهدف واحداٍ من اثنين فقط إما المصلين داخل الجامع أو المصلين في الصرح وفي هذه الحالة لن يصاب الطرف الآخر لان الانتحاري إذا فجر نفسه داخل الجامع..لن يصيب أحداٍ ممن يصلون في الصرح لأن جدار الجامع حاجز وليس هناك سوى فتحة باب الجامع..والعكس وهذا هو السبب و نتيجة للهدف الأساسي من تنفيذ العملية إصابة وقتل اكبر عدد من المصلين..لذلك تم اختيار انتحاري واحد داخل الجامع والثاني في الصرح وبمجرد أن قام الانتحاري الأول المتواجد في صرح الجامع بتفجير نفسه قام الانتحاري المتواجد داخل الجامع بتفجير نفسه..
وفيما يخص الفارق الزمني بين الانفجار الأول والثاني داخل المسجد .. يقول خبير مسرح الجريمة : تأثير الانفجار الأول على المتواجدين داخل الجامع ومن ضمنهم الانتحاري وهذا شيء طبيعي نتيجة الانفجار لأن أي انفجار قد يخل بتوازن ووضع كل من كان قريباٍ من مكان الانفجار.
ويضيف: أن سبب اكتشاف انتحاري صعدة… لم يتم القيام بعملية تجربة واختبار… ولهذا لفت نظر الأمنيات بأن شخصاٍ حضر يصلي وهو مكسور ومجبر وبالعصا واستوقفوه لأنه كان حالة شاذة ونادرة وغير طبيعية.
وحول وقوع الجريمة في الثلاث المساجد واختيارها وبنفس آلية التنفيذ يقول النجار:  تم اختيار الثلاثة المساجد.. لأنها رمز وأهم جوامع معروفة ومشهورة لدى أنصارالله بالإضافة إلى قيام قيادات عليا في أنصارالله بالصلاة دائما فيها وكذا خطباء المساجد الثلاثة من اكبر قيادات أنصار الله. وكذلك الحال لما حدث بمركز بدر ..كما تعود أكثر قيادات انصارالله الصلاة في هذه المساجد هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أسلوب التمويه.. فلو تم اتخاذ هذا الأسلوب مرة واحدة وفي جامع واحد…فسوف يتم اكتشافه ولن ينجح مرة ثانية كما هو واضح الآن فهل يعقل أن لا يتم التركيز الآن على أي شخص مجبس في رجله أو يده أو أي مكان. حتى وإن كانت هناك أجهزة للكشف عن المتفجرات فإنها لا تنفع في حالة مصاب ومجبس لأن المجبس قد يكتشفه الجهاز كما في حالة أجهزة المطارات ولكن باستطاعة الشخص أن يقنع الذي يقوم بالتفتيش أن هناك شريحة حديدية داخل الجسم..
ويرى النجار  بأن الخلل يكمن في الأمنيات والحس الأمني.. بمعنى أن هناك الحاسة السادسة لدى رجل الأمن صاحب الخبرة والكفاءة العالية ولا بد من الاستعانة بتلك الخبرات حتى يتمكنوا من كشف وإحباط مثل هذه العمليات الإرهابية أو حتى على الأقل تقويضها.

تصوير/مازن رشاد

 

https://www.althawranews.net/pdf/2015/03/26/08.pdf

قد يعجبك ايضا