تعتبر المشتقات النفطية الأكثر استغلالا وخاصة في الأزمات حيث يقوم الكثير من أصحاب المحطات برفع الأسعار والاحتكار للمشتقات النفطية وخاصة الغاز مما يؤدي إلى أزمات متكررة على الغاز وارتفاع ملحوظ من آونة إلى أخرى دون رقابة أو قيود ,وتشهد العاصمة صنعاء وكثير من المحافظات أزمات مستمرة في الغاز نظراٍ لعدم تواجده في المحطات ومحلات بيع أسطوانات الغاز الأمر الذي أدى إلى إغلاق العديد منها.
وهناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى انعدام مادة الغاز وفتحت المجال أمام التلاعب في الأسعار ومنها التقطعات المستمرة لناقلات الغاز وكذلك انتشار الكثير من محطات تعبئة الغاز على الشوارع بدون أي مسوغ قانوني أو رخصة تخول أصحابها بيع الغاز وهذا أدى إلى احتكار وزيادة الطلب على الغاز وتقليص الكميات التي تصل إلى المحلات للاستهلاك المنزلي. والسبب الآخر هو زيادة عدد السيارات والناقلات التي تعمل بالغاز وبالتالي استهلاك أكثر لمادة الغاز وهذا بدوره عزز من تنامي الأزمات المتكررة في الغاز وخاصة خلال الأشهر الماضية.
ويشتكي المواطنون – على لسان حال المواطن نصر القدسي – من احتكار أصحاب المحطات للغاز والتحكم في أسعاره في كثير من الأوقات وخاصة عند انعدامه دون رقيب أو حسيب. ويؤكد القدسي أنه يلجأ إلى تعبئة جميع أسطوانات الغاز التي يمتلكها وعددها 4 وذلك لانعدام الغاز باستمرار وبشكل مفاجئ في أغلب الأحيان حيث أصبح بعض أصحاب المحطات يفرضون سيطرتهم على التعبئة استغلالاٍ للأزمة الحاصلة في الغاز ويفرضون أسعاراٍ غير معقولة ومتفاوتة من محطة إلى أخرى وبالذات مع توجه الكثير من المواطنين إلى تعبئة أسطوانات الغاز المنزلية من المحطات بحجة توفر الغاز في المحطات أكثر من المحلات والسبب الآخر هو أن التعبئة من المحطات تكون أفضل من تغيير الدبة من المحلات حيث تستمر الدبة المنزلية لفترة أطول لأن التعبئة تكون 20 لتراٍ بينما في المحلات تصل سعة الأسطوانة المعبأة مسبقاٍ من 16 إلى 18 لتراٍ فقط .
ويضيف القدسي أن الأيام الماضية شهدت استقراراٍ في تواجد الغاز وكذلك لأسعاره وذلك بعد نزول لجان رقابية ميدانية للعديد من محطات ومحلات بيع الغاز وهذا عمل على تقليل الأزمة الحاصلة في الغاز وضبط الأسعار بشكل مناسب.
مسببات
ويعتبر أحد أهم أسباب الأزمة الحاصلة في الغاز هو انتشار محطات بيع الغاز الطرمبات والتي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة على الشوارع الرئيسية والفرعية بصورة ملفتة دون أدنى معايير للسلامة أو حتى رخص من قبل الجهات المعنية لإنشاء هذه المحطات التي باتت اليوم تعمل على بيع الغاز بأسعار مرتفعة ومتفاوتة من محطة إلى أخرى دون رقيب أو حسيب نظراٍ لكثرة الطلب عليها من قبل المواطنين سواءٍ أصحاب السيارات والباصات التي تعمل بالغاز أو أسطوانات الغاز المنزلية.
ويوضح الأخ نايف عطية أن المحطات الخاصة بتعبئة الغاز الطرمبات انتشرت بشكل غير متوقع أكثر من محطات تعبئة المشتقات النفطية “البترول والديزل” وذلك لكثرة الطلب على الغاز وعدم وجود رقابة من قبل الجهات المعنية على إنشاء مثل هذه المحطات التي تفتقر إلى أدنى معايير السلامة كونها توضع على حافة الطرق وفي أماكن كثيرة الازدحامات السكانية مما يشكل خطراٍ كبيراٍ على المواطنين ويسبب ازدحامات في الطرق نظراٍ لكثرة الطوابير من أسطوانات الغاز وكذلك السيارات والباصات على تعبئة الغاز.
ويشير عطية إلى ضرورة نزول لجان رقابية على عملية تعبئة الغاز في هذه المحطات واتخاذ الإجراءات الصارمة ضد أية مخالفات أو ارتفاعات سعرية لهذه المحطات وذلك بإغلاقها وإصدار لوائح وقوانين تنظم عمل هذه المحطات .
ويضيف عطيه أن هناك سبب آخر لانعدام الغاز بشكل مفاجئ وهو التقطعات المستمرة على ناقلات الغاز من قبل بعض الجماعات المسلحة والتي تقوم باحتجاز الناقلات من أجل عدم وصولها إلى العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات وذلك لإثارة الفوضى بين أفراد الشعب .
ارتفاعات سعرية
ونظراٍ لارتفاع أسعار المشتقات النفطية ومنها البترول إلى 4000 ريال ومن ثم تراجعه إلى 3000 ريال , توجه الكثير من أصحاب السيارات والباصات الأجرة إلى تحويل الماكينات التي تعمل بالبترول إلى الغاز وذلك لرخص أسعار الغاز مقارنة بالبترول والتي يصل سعر 20 لتراٍ في محطات التعبئة إلى 1200 ريال كسعر أساسي من شركة الغاز ولكن الحاصل أن لا أحد يعمل بهذا السعر حسب قول صاحب التاكسي الأجرة محمد سالم , والذي يؤكد أن أقل محطة سعراٍ لتعبئة الغاز يصل إلى 1700 ريال لـ20 لتراٍ بينما تصل الأسعار عند البعض وخاصة خلال هذه الأيام إلى 2000 ريال وهذا مخالف تماماٍ للسعر المقر للغاز بثلاثة أضعاف .
سوق سوداء
ويرجح سالم أسباب ذلك إلى تواجد الكثير من السيارات التي تعمل بالغاز والتي تستهلك الكثير من الغاز مما ضاعف أعداد الطوابير للسيارات أمام المحطات وشكل أزمة خانقة في العاصمة صنعاء وفي العديد من المحافظات . ويضيف سالم أنه يلجأ مع كثير من أصحاب السيارات والباصات الأجرة وقت الأزمة إلى شراء الغاز من أشخاص يتاجرون به في السوق السوداء وبعض الأحيان من محلات بيع الغاز وبأسعار مرتفعة جداٍ يصل سعر الدبة الواحدة إلى 2500 ريال وأكثر وذلك-حسب قوله- هروباٍ من زحمة الطوابير الكبيرة أمام المحطات واستغلالاٍ للوقت في تمشية أعمالهم اليومية في التأجير .
طوابير طويلة
ويعتبر الاستهلاك المنزلي من الغاز كثيراٍ وذلك لكثرة الاستخدام من قبل المواطنين في جميع المنازل وهذا بدوره يحتم على شركة الغاز توفير الغاز يومياٍ لمحلات بيع الغاز. وتشهد العاصمة صنعاء مع عدد من المحافظات أزمات مستمرة للغاز في كثير من الأحيان لدرجة اختفائه وعدم تواجده في المحلات مما يضطرهم للتوجه إلى محطات تعبئة الغاز للسيارات وقضاء ساعات متعددة في طوابير طويلة أمام محطات تعبئة الغاز حتى يأتي دورهم في التعبئة .
تلاعب
أصحاب العربيات هم الآخرون يعانون من احتكار أصحاب المحطات لتعبئة أسطوانات الغاز وبأسعار مرتفعة وذلك لامتلاك أصحاب العربيات الكثير من الأسطوانات والتي تصل من 6 إلى 8 يقتاتون لقمة العيش لأسرهم ويترزقون عن طريقها .
ويرى الأخ سلمان مالك عربة لبيع أسطوانات الغاز أن الكثير من الباعة المتجولين وحتى أصحاب المعارض يجدون في انعدام المشتقات أو سماع خبر غير مؤكد عن احتمالية انقطاع مادة الغاز المنزلي فرصة ثمينة لرفع السعر.
ويشير سلمان إلى أن هناك تلاعباٍ حاصلاٍ في تعبئة أسطوانات الغاز من قبل شركة الغاز, حيث شهدت الفترة الأخيرة انخفاضاٍ في وزن أسطوانات الغاز وكذلك قصر فترة استخدامها في المنازل , وأن هناك العديد من الأسطوانات غير الصالحة للاستخدام المنزلي ومعرضة للتسرب والانفجار في أي وقت ومع ذلك يتم إعادة تعبئتها وإرجاعها للمواطنين للاستخدام .
موضحاٍ أن الكثير من محلات بيع أسطوانات الغاز أغلقت وذلك لعدم توفر أسطوانات الغاز المعبأة وتوجه .