استبشر الجميع خيراٍ بانطلاق دوري الدرجة الأولى لكرة القدم في وقت مبكر هذا الموسم لكن الفرحة لم تكتمل حينما توقفت المستديرة الساحرة عن الدحرجة لتسود حالة السكون الملاعب وخلت المدرجات من الجماهير.
ستون يوماٍ مضت على إطلاق صافرة التوقف .. وهي الفترة التي كانت كافية لاستكمال مباريات الدوري والانتهاء منه في موعده المحدد بداية الموسم حيث كان من المفترض إقامة الجولة الأخيرة بعد غد الجمعة 20 مارس الجاري.
قرار التأجيل جاء على خلفية التطورات التي شهدتها عدد من المحافظات وتحديداٍ حضرموت وعدن وامتناع بعض الفرق عن خوض المباريات بالإضافة إلى وقوع أعمال شغب أعاقت إقامة المباريات في أجواء مناسبة.
وبدأت التداعيات بتأجيل سلسلة من المباريات ابتداءٍ من الجولة الأولى لمرحلة الإياب (الجولة 14) حينما تم تأجيل مباراة شعب حضرموت واتحاد إب والتي كانت بمثابة الشرارة الأولى ومروراٍ بتأجيل مباراتين في الجولة (15) .. وبلغت التطورات ذروتها حينما تعذر إقامة أربع مباريات في الجولة (16) وهي الإشارة التي كانت بمثابة التحذير الواضح لتعثر الدوري خاصة في ظل تقاعس اتحاد كرة القدم في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بالاعتماد على معطيات الواقع وأسباب وحيثيات التأجيل والبحث في البدائل الممكنة ومنها نقل المباريات من المدن المضطربة إلى أماكن آمنة كما حدث في مواسم ماضية مع فريق شعب حضرموت.
ذلك التسويف والسلبية في التعاطي مع معضلة التأجيل عزز من مخاوف عدد من الأندية التي أبدت قلقها من خوض المباريات في أجواء متوترة وسط حالة من الاحتقان التي تشهدها محافظتي عدن وحضرموت .. وفي ظل الخلط السلبي بين السياسة والرياضة والذي عمق المشكلة وابتعد بالمنافسة عن دائرة التنافس الشريف والروح الرياضية.
وفي الوقت الذي تم إقرار إيقاف مباريات الدوري كان قطار المسابقة قد وصل إلى مرحلة متقدمة حيث أقيمت (110) مباريات من إجمالي (182) مباراة وبنسبة تصل إلى (60%) فيما تبقت (72) مباراة من الدوري بنسبة (40%) .. ولا زال هناك تسعة أسابيع من عمر الدوري وتحديداٍ الأسابيع من (18وحتى 26) بالإضافة إلى 9 مباريات مؤجلة من الأسابيع (14 وحتى17).
(الثورة الرياضي) استضاف عدداٍ من قيادات الأندية الرياضية وبحث معضلة توقف الدوري وتداعياتها على واقع الأندية .. كما ناقش الحلول الممكنة مع المختصين في لجنة المسابقات بإتحاد كرة القدم .. وخرجنا بالمعطيات التالية:
الهروب من المسؤولية
الأخ صالح النقيب رئيس نادي شعب حضرموت أوضح أنه من المفترض استمرارية الدوري وإبعاد السياسة عن الرياضة كما أن توقف الدوري لا يوفر الحل بل يعد هروباٍ من المسؤولية ويساهم في تفاقم الأمور ويتسبب في مضاعفة الأزمة المالية التي تعاني الأندية منها.
وأضاف: خلال شهر ونصف صرفنا 2 مليون ومائة وخمسين ألف ريال على لعبة كرة القدم فقط بالنادي .. ونواجه صعوبات كبيرة في ظل عدم وجود إمكانات أو مصادر دخل أو داعمين بالإضافة إلى أنه لم يتم صرف مخصصات النادي من وزارة الشباب وصندوق النشء.
مبيناٍ أن إيقاف الدوري كان له تداعيات كبيرة سواء على المستوى الفني للفرق والتي كانت قد وصلت إلى مرحلة من الجاهزية واكتساب حساسية خوض المباريات أو على الجانب النفسي للاعبين الذين شعروا بالإحباط في ظل التوقف وحالة الجمود التي رافقت النشاط الكروي.
وقال: إن نادي شعب حضرموت لا يمكنه الاستمرارية في المشاركة بالدوري إلا إذا تم صرف مخصصاته المتأخرة حتى يتمكن من مواجهة الكثير من الأعباء المالية ما لم فإنه سيعلن الانسحاب من الدوري بعدما اضطر لتسريح لاعبيه المحترفين بسبب الكلفة المالية لإعداد الفريق الكروي والتي تشكل أبرز التحديات التي تواجه النادي والعديد من الأندية الأخرى.
وشدد على ضرورة توحيد مواقف الأندية ويتم الإجماع على رأي واحد ينادي بصرف المستحقات المتأخرة وخاصة ما يتعلق برفع المخصصات إلى 20 مليون ريال لأندية الدرجة الأولى والتي لم يتم ترجمتها على أرض الواقع حينما اقتصر الصرف على خمسة ملايين ريال خلال الموسم الماضي وهو المبلغ الذي لا يوفر الحد الأدنى من تغطية نفقات النشاط الرياضي ولا يساعد على تطور لعبة كرة القدم.
أعباء مالية
الأخ رشاد العواضي نائب رئيس نادي شعب إب أوضح أن توقف الدوري انعكس بصورة سلبية على الأندية وترتب عليه المزيد من الأعباء المالية من خلال الاستمرار في دفع مرتبات اللاعبين والمدربين خلال فترة التوقف.
مبيناٍ أن إدارة نادي الشعب اضطرت لإلغاء عقود اللاعبين المحترفين وتسريحهم بسبب عدم القدرة في توفير مرتباتهم خلال فترة توقف الدوري كما تم تقليص برنامج إعداد الفريق إلى ثلاثة أيام في الأسبوع بمشاركة اللاعبين المحليين من أبناء النادي.
وشدد على ضرورة إعلان موعد استئناف مباريات الدوري ومنح الأندية فترة كافية للإعداد وبحيث يتم استكمال الدوري بالنظام المعتاد وعلى أن يتم ضغط المباريات خلال الأسابيع المتبقية بما يضمن الانتهاء في الموعد المحدد.
وطالب العواضي وزارة الشباب والرياضة بصرف المخصصات المتبقية للأندية سواء القسط الأخير من العام 2013م أو المخصصات المتأخرة من عام 2014م أو المستحقات المتعلقة بالموسم الحالي 2015م وبما يساعد الأندية على مواجهة التزاماتها وتتمكن من توفير نفقات مشاركة فرقها في الدوري الكروي.
تسريح اللاعبين
الأخ عبدالله عطاء أمين عام نادي شباب الجيل أكد أن إدارة النادي واجهت صعوبة كبيرة في استمرار مرحلة إعداد الفريق خلال فترة توقف الدوري والتي وصلت إلى شهرين مما أدى إلى التوقف الكلي في الإعداد وتسريح اللاعبين المحترفين كما تم منح لاعبي الفريق الكروي الأول المحليين إجازة مفتوحة.
مبيناٍ أن الأندية تنتظر قرار اتحاد كرة القدم والذي يحدد مصير الدوري مطالباٍ بتحديد موقف واضح إما بإلغاء الدوري أو استكماله بطريقة التجمعات وإلغاء الهبوط هذا الموسم نظراٍ للظروف الصعبة التي تمر بها الأندية والتي لا تساعد على عودة المحترفين في ظل الوضع الذي تمر به البلاد ووجود صعوبة كبيرة في خوض المباريات في عدد من المحافظات.
وأشار إلى أن شحة الإمكانات المالية تشكل أبرز التحديات التي تعيق الأندية خاصة وأنه لم يتم صرف المخصصات المتأخرة لدى وزارة الشباب ومنها عشرة ملايين ريال من العام الماضي 2014م بجانب مستحقات هذا الموسم وهو ما يجعل استئناف الدوري أشبه بالمستحيل في ظل هذه الظروف فلا يمكن خوض المباريات بدون صرف المستحقات كون المال عنصراٍ رئيسياٍ في نجاح المسابقة وهو الحلقة المفقودة في الفترة الحالية فلا يوجد دعم حكومي وفي نفس الوقت لا يمكن الضغط على الداعمين في ظل هذا الوضع.
مبيناٍ أن استكمال الدوري بنظامه المعتاد صعب للغاية وقد تكون فكرة التجمع هي الأنسب لاستكمال الجولات المتبقية.
قرار شجاع
الأخ عبدالله جابر أمين عام نادي أهلي صنعاء أكد أن توقف النشاط الرياضي يضر كثيراٍ بالأندية وبالرياضة اليمنية بشكل عام خاصة في ظل الوضع الذي تشهده بلادنا وكون الأندية توفر البيئة المناسبة لامتصاص قدرات الشباب والرياضيين وإفراغ طاقاتهم بينما يجدون صعوبة كبيرة عند توقف الأنشطة الرياضية وتكون شريحة الشباب معرضة للمخاطر في ظل حالة الفراغ التي تعيشها والتي تجعلهم عرضة للاستقطاب والانخراط في الجوانب السلبية التي تضر بهم وبمجتمعهم.
وحث على ضرورة اتخاذ القرار الشجاع والمناسب من قبل اتحاد كرة القدم وإيجاد الحلول المطلوبة للمحافظات التي بات من الصعوبة إقامة المباريات فيها من خلال نقل تلك المباريات إلى أقرب مكان.
موضحاٍ بأن أبرز السلبيات الناتجة عن توقف الدوري تراجع المستوى العام للفرق وارتفاع الالتزامات المالية التي تتحملها الأندية تجاه اللاعبين المحليين والأجانب والتي تقوم الأندية بدفعها خلال فترة توقف الدوري.
مؤكداٍ أن الأندية تحمل اتحاد الكرة مسؤولية الأعباء التي تكبدتها بسبب إيقاف الدوري وسيتم المطالبة بصرف المبالغ التي تم صرفها للاعبين والمدربين خلال فترة التوقف مطالباٍ بتوجيه الدعوة للأندية للاجتماع ومناقشة تداعيات التوقف وبحث الحلول المناسبة لاستئناف المباريات وتهيئة الأجواء المناسبة لنجاح الدوري كون الرياضة تشكل متنفساٍ لقطاع الشباب في ظل هذه الأوضاع الصعبة.
سلامة اللاعبين
الدكتور علي أبو غالب رئيس اللجنة العليا للمسابقات باتحاد كرة القدم أكد حرص الاتحاد على استكمال الدوري والموسم الكروي بشكل عام حرصاٍ على تنفيذ أجندة النشاط الداخلي للعام الحالي.
مبيناٍ أنه تم تشكيل لجنة للالتقاء بعدد من أندية محافظة عدن وقيادة المحافظة ومكتب الشباب وفرع اتحاد اللعبة وبحث الحلول الممكن لاستئناف الدوري بانتظار ما ستسفر عنه تلك المناقشات من حلول تفضي إلى استئناف الدوري.
وأوضح أن هناك العديد من الأفكار والرؤى التي يتم تداولها والمتعلقة بطريقة إقامة المباريات المتبقية من الدوري سواء بنظامه الاعتيادي أو بشكل التجمعات وسيتم إقرار ذلك بعد الانتهاء مناقشة الترتيبات اللازمة مع كافة الأطراف المعنية.
وأكد أن اتحاد الكرة يقدر وضع الأندية ومعاناتها بسبب التوقف لكنه يضع أمن وسلامة اللاعبين في المقدمة ولا يمكن إقامة المباريات في أي محافظة إلا بعد توفير الضمانات الأمنية المطلوبة من أندية المحافظة المعنية وبما يضمن إقامة المباريات في أجواء مناسبة ما لم فإن لجنة المسابقات ستتخذ قرار بنقل تلك المباريات إلى أقرب ملعب محايد.
مبدياٍ تفاؤله الكبير بعودة المباريات خلال النصف الأول من شهر إبريل المقبل خاصة في ظل وجود مؤشرات لانفراج الموقف وتجاوب العديد من المسؤولين بمحافظة عدن في التعاون مع إقامة مباريات الدوري.