نساء اليمن تطلعات مشروعة … ومطالب تبحث عن النور !¿

مخرجات الحوار الوطني  كفلت للمرأة حقوقها وبقي أن تحصل عليها
¶يجب وضع استراتيجية وطنية لإدماج النساء في منظومة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية 

آفاق من الأمنيات والتطلعات والحلم بغد أفضل تسعى من خلاله المرأة في اليمن  للوصول إلى أعلى المراتب ومنافسة  الرجل في جميع الأصعدة الممكنة خاصة وأنها أثبتت قدرات عالية من خلال مشاركتها الفاعلة في جميع المجالات السياسية منها والاجتماعية وتخطت فيها حدود المشاركة إلا ما هو ابعد من ذلك لتسطر بأحرف من ذهب اسمها بقائمة الفاعلين في كافة المجالات متخطية بذلك كل العقبات التي لطالما وقفت بطريقها …   (الثورة) استطلعت آراء عدد من القيادات النسائية في يوم المرأة وتطلعاتهن المستقبلية وغيرها من التفاصيل.. إلى التفاصيل :                   

 البداية كانت مع الدبلوماسية الإعلامية أمة العليم السوسوة – حيث قالت  : استطاعت المرأة اليمنية أن تحقق إنجازات عظيمة أطرتها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل بحصولها على 30% ضمن نظام الكوتا وذلك يعتبر أعظم انجاز خرجت به المرأة اليمنية من مؤتمر الحوار لتمكينها عبر مختلف المجالات ونيل حقوقها  في مجتمع عانت فيه المرأة مختلف أنواع الصعوبات والحرمان على الصعيد الحقوقي بشكل خاص من إقصاء وتهمش وأمية وغياب للاستراتيجية الوطنية لإدماج النساء في مجالات الحياة العامة لتدل مخرجات الحوار على مدى الوعي المجتمعي تجاه دور المرأة وحقوقها وتمكينها خصوصاٍ في منظومة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بعيدا عن التمثيل الهلامي الشكلي.  
دور تاريخي
من جهتها تقول  ذكرى الشيباني – سيدة أعمال :  لا ينكر دور المرأة اليمنية عبر العصور والتاريخ  إلا جاحد ,فبلا أدنى  شك أن المرأة اليمنية بذلت وقدمت العديد من التضحيات الوطنية والثورية سواء في  ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 أكتوبر ودحر مكامن الظلم والجهل والمشاركة في ساحات القتال والمقاومة ودفع أبناؤها وشبابها وزوجها لدحر الاستعمار وتوطيد جذور الأمن والاستقرار وإزالة الفوارق بين الشطرين وصولا إلى الوحدة الاندماجية عام 1990م.
ومضت تقول : ها هي  المرأة اليمنية تمضي اليوم بمسيرتها النضالية الثورية انطلاقا من  ثورة الشباب العظيمة التي  أعادت لها كرامتها ومكانتها في الصدارة داخل المجتمع على كافة المستويات فمنذ  اندلاع الثورة كان الشباب  ينادون بحقوق المرأة على كافة المستويات سواء في المجال السياسي والاقتصادي أو الثقافي و الاجتماعي .والمتأمل في مخرجات الحوار الوطني لمعظم فرق الحوار يجد أن مؤتمر الحوار قد أنصف المرأة اليمنية وأعاد لها مكانتها الريادية بكونها أحد صانعي الوحدة , ولهذا  حوت هذه المخرجات على محددات دستورية وتشريعات قانونية تكفل حقوق المرأة وتعتبرها شريكا حقيقياٍ في التنمية .
موضحة : إن إقرار نظام  الكوتا النسائية  سوف يعطي المرأة الفرصة في استيعابها في كل مؤسسات الدولة , فالكوتا  وهذا التمييز الايجابي للمرأة ليس فضلاٍ من أحد بل هو استحقاق فرضته بنفسها من خلال المشاركة الفاعلة في بناء اليمن في الماضي والحاضر والمستقبل وبهذه الاستحقاقات التاريخية التي حصلت عليها المرأة في الحوار ستمكنها من الدفاع عن مقدرات البلاد ووحدته واستقراره وسيادته  وتقدمت الصفوف الأولى للمسيرات مطالبة ببناء الدولة المدنية الحديثة ومشاركة المرأة بنسبة 30%في مؤسسات الدولة في مجتمع محافظ تغلب عليه الأعراف القبلية يعتبر انقلابا اجتماعيا ايجابياٍ وخطوة جادة لمشاركة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإدارية .
دسترة الحقوق
وتابعت حديثها قائلة : ولهذا لا بد من دسترة تلك الحقوق لكي  تضمن استحداث بناء مؤسسي جديد لشؤون المرأة   فمن ضمن المؤسسات التي استحدثت الهيئة الوطنية للمرأة هذه الهيئة مستقلة سوف تعمل على رسم السياسة العامة في مجال تنمية وتطوير شؤون المرأة في المؤسسات الدستورية والقانونية ,ومتابعة تنفيذها لدى الجهات المختصة ,بالإضافة إلى العمل على ضمان تمثيل المرأة اليمنية في كل اللجان والمحافل الدولية المعنية بشؤون المرأة , ووضع مشروع خطة وطنية للنهوض بالمرأة اليمنية  وحل المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي تواجهها  .
تطلعات ومكاسب
وأما الناشطة الحقوقية بشرى المقطري  فتقول : ما نتمناه هو أن تحقق المرأة اليمنية مختلف التطلعات والمكاسب التي تستحقها بامتياز لتكفل فيه المرأة  كافة حقوقها ومكانتها التي همشت ونهبت ردحا من الزمن وعلى مختلف الأصعدة والمجالات الاجتماعية والسياسية بصورة ودرجة أساسية بشكل يعكس مخرجات الحوار خاصة فيما يتعلق بالحقوق والحريات التي أعطت وكفلت للمرأة حقوقا لم تكن نالتها من قبل في جميع سلطات الدولة  الثلاث القضائية والتنفيذية والتشريعية  وهذا المكسب القوي يجعل من المرأة متقدمة في العمل السياسي بمعنى أنها تنال حقوقها تدريجيا تأكيدا لتحقيق مبدأ المواطنة المتساوية والعدالة وتكافؤ الفرص  لتتحول في المستقبل القريب إلى واقع ملموس يعيد للمرأة اليمنية مكانتها وحقوقها المنهوبة .
مواطنة متساوية
الدكتورة فائزة المتوكل – ممثلة منظمات المجتمع المدني في الحوار :  في يوم المرأة 8 مارس أملنا – نحن نساء اليمن –  إلى أن تتبوأ المرأة مكانة سياسية وحقوقية مرموقة في ظل مواطنة متساوية وحقوق مكفولة كما أقرتها مخرجات الحوار الشامل وان يصل اليمن إلى حل سياسي مناسب لجميع الأطراف السياسية والاجتماعية وأن نضع بالفعل حجر الأساس لمشروع بناء اليمن الجديد. وان يغلب السياسيين مصلحة الوطن فوق كل المصالح الشخصية و الحزبية , وان يتم إنهاء الحروب والصراعات في مختلف المناطق اليمنية لكونها  خطرة على مستقبل البلد عنوانها العنف  . كما علينا أن نقف مع الدولة في إنهاء ظاهرة التخريب للمصالح العامة والمتمثلة في تفجير أبراج الكهرباء وأنابيب النفط.
دولة منشودة
داعية نساء اليمن إلى توحيد صفوفهن لبناء دولة المدنية المنشودة  من خلال الاصطفاف الموحد لتطبيق نتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل والسلم والشراكة على أرض الواقع وإلى وضع دستور جديد وتنفيذ إصلاحات ديمقراطية باعتباره أهم استحقاقات اتفاق التسوية السياسية وإلى ان تسود بين الجميع لغة المحبة والإخاء والتصالح والتسامح والابتعاد عن المواقف المتشنجة وعن العنف ومناخات التوتر والتأزم ونبذ ثقافة الكراهية والحقد والبغضاء واعتماد مبدأ القبول بالآخر مهما كانت درجة الاختلاف معه خاصة إذا كان هدف المتحاورين وغايتهم الأساسية المحافظة على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وتجنيب البلاد مخاطر الحرب والقتل والدمار والتفكك السياسي والوطني وهو ما يفرض عليهم مناقشة كل القضايا المطروحة على طاولة الحوار بروح المسؤولية الوطنية التاريخية والترفع فوق الصغائر والتخلي عن أية مصلحة ذاتية وأنانية وتفويت الفرصة على تجار السياسة والحروب وأصحاب النفوس المريضة المتعطشة لمشاهد الدم والدمار وعدم تمكينهم من تحقيق أهدافهم ومآربهم للنيل من الوطن والعبث بمقدراته .
محطة حقيقية
وأما الإعلامية  إشراق العطاب  – قناة السعيدة  : كان مؤتمر الحوار الوطني الشامل محطة حقيقية وبرهانا واقعياٍ لمكانة المرأة ودورها الريادي في عملية التغيير والبناء والنهوض نحو مستقبل العدالة والمواطنة المتساوية بعد إن كانت  تعاني من تهميش وإقصاء وحرمان لأبسط حقوقها في الحياة من التعليم والعمل والمشاركة في الحياة السياسية بحكم العادات والتقاليد التي يفرضها المجتمع.
موضحة : من خلال مخرجات الحوار الوطني   استطاعت المرأة تحقيق الكثير من المكاسب إلا أن تطبيقها يظل مرهوناٍ بمدى تفاعل الجميع والإيمان بما وردت من نصوص ,  ومن خلال تباين الرؤى للمرأة حول بعض المخرجات سيما في الحقوق والحريات يتضح مدى الوعي الكبير والتمثيل المعقول الذي احتلته المرأة داخل التنظيمات والتيارات السياسية بمختلف التوجهات ما بين اليسار واليمين مع التأكيد بأن المرأة اليمنية تميزت بخصوصيتها المحافظة بشكل عام.
مؤكدة أن  مكون المرأة كان له دور بارز في طرح الكثير من القضايا المرتبطة بالعدالة الانتقالية وهي بذلك تثبت أنها ليست أقل وطنية من الرجل كما أنها ليست أقل ثقافة أو خبرة سياسية رغم ما تواجهه من تعقيدات في إطار المجتمع اليمني المحافظ.

قد يعجبك ايضا