المكونات السياسية.. جهود في غير الطريق ..

مصلحة الوطن قبل كل شيء هذا ما يردده كل قيادات  الأحزاب المحلية  في خطاباتهم ويسطرونه في لوائحهم وخططهم الإستراتيجية وفي كل يوم  يثبت هؤلاء أن القول يعاكسه العمل  خاصة وأن هذه الطرق الملتوية هي ما تزيد عمق الجراح السياسية ومخاوف المواطن اليمني من ماهية الأحداث الحالية في ظل العثرات السياسية التي  تتطلب وقوف كافة الأحزاب والمكونات الأخرى  أمام مسؤوليتها الوطنية والعمل الجاد على تجنيب اليمن سيناريوهات مدمرة .. إلى التفاصيل:-
يرى الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي الدكتور محمد عبدالله الحميري أن على المكونات السياسية أن تعلم وتستشعر أننا جميعاٍ في سفينة واحدة فإن نجت السفينة نجونا جميعاٍ وإلا فإن الجميع سيغرق وهو ما يتطلب أن تتعامل القوى السياسية مع التحديات الراهنة بفكر مفتوح وبقلب متحد يبحث عن مصلحة اليمن ويستوعب التهديدات التي تنتظرها في حال غابت تلك الوحدة السياسية والوطنية بأمانة وإخلاص وإنكار للذات واستشعار للمسئولية وتخل عن الأنانية وعن المصالح الضيقة.
مسؤولية وطنية
كما أكد الحميري قائلاٍ : أنا على ثقة أن كل اليمنيين سيرجحون المصلحة العليا لليمن ولن يقبلوا بأن تتحقق مشاريع أعداء اليمن في بلادنا  وأن يحرم أبناؤنا من الخير ومن تحقيق أحلامهم في أن يخرج الوطن من أزمته سالما ومعافى…بل يجب على جميع القوى والمكونات السياسية أن تدرك أن اليمن فيها من الموارد ومن الخيرات ومن المساحات ومن الفرص ما يكفي لتحقيق آمال وطموحات كل اليمنيين بل وفيه فائضاٍ يكفي لإشباع رغبات من سيتشارك مع اليمنيين مسؤولية ومسيرة البناء والتنمية والاستقرار والرخاء وأن المسألة تحتاج منهم إلى أن يتركوا مداخل الشيطان ومداخل الأعداء التي تزين لهم مسألة اتخاذ وتبني مواقف متصلبة تجاه بعضهم قد تصل بهم إلى حد الاقتتال.. وعليهم أن يدركوا أنهم أمام مسئولية وطنية وتاريخية هي في أكثر درجات المسؤولية أهمية وحساسية وأن الوقت ليس في صالح أحد ولا يسمح في تجريب السيناريوهات المدمرة والمضرة بمصالح البلد وأهله عليهم أن يتقوا الله في شعب اليمن الذي عانى الكثير قبل أن يصل الوضع إلى ما هو عليه وأنه مازال معرضا لمعاناة أشد قد لا تبقي ولا تذر ما لم يتناس فرقاء السياسة كل أسباب الفرقة والاختلاف وأن يتذكروا أمانة الحكمة والمسؤولية والقول السديد الذي يصلح الله به العمل ويغفر به الذنوب ويحصن به الشعوب والأمم ويقيها مصارع السوء.
انهيار الشعب
الدكتور ناصر العرجلي عضو اللجنة الثورية العليا رئيس رابطة أبناء اليمن الحر يرى أن انهيار الشعب اليمني أمر مستبعد بل إن شعبنا قد استوعب ذلك وتنبه لمن يريد أن يقوده للانهيار منذ أن اسقط أولئك القيادات والمراكز العميلة ويعتبر دور المكونات السياسية حالياٍ مهماٍ جداٍ أن تقوم المكونات الوطنية بدورها إيجابياٍ وذلك لن يكون من القوى ذات الباع الطويل في الفساد والعمالة والتآمر والتي حاولت إيصال الوضع لمرحلة الانهيار وقد اسقط مشروعها من قبل شعبنا العظيم.
مضيعة الوقت
ومن جانبه يقول الدكتور محمد البطري – أستاذ جامعي: يجب على المكونات السياسية أن تضع نفسها مع الوطن والشعب ومصالحه قبل مصالحها الضيقة وأن تعي دورها الحقيقي الآن أكثر من أي وقت مضى ومن ثم فإن على كافة المكونات أن تعمل بروح الفريق الواحد بما من شأنه  تطوير مستقبل  اليمن فالتاريخ لا يرحم وعلى الساسة أن يعوا دورهم جيداٍ قبل فوات الأوان وقبل أن تنبذهم عناصرهم ومناصروهم لأن الصبر قد بدأ ينفذ لدى البعض من قياداته الحزبية وخصوصاٍ تلك التي لا ترى إلا نفسها وتنظر بين قدميها دون أن تكون لها رؤية واضحة لليوم والمستقبل تصب في خدمة الوطن أولاٍ وثانياٍ على اعتبار المصلحة العامة ستعكس خيرها على الجميع وأن يدركوا أن الحلول المستوردة والمقرضة قد لا تحقق النتائج المرجوة وعليهم أن يبحثوا عن الحلول الوطنية كما يرونها مناسبة وتخدم أمن الوطن ووحدته حاضراٍ ومستقبلاٍ وبشكل سريع دون تردد أو تهاون فمضيعة الوقت ليس في صالح اليمن ويدركوا حينها أن الشعب سيكون معهم وليس مع العملاء والمرتزقة وتجار الحروب.
المصلحة الوطنية
الدكتور علي بن محمد الشريف أستاذ النظم السياسية والقانون الدستوري في أكاديمية الشرطة:
لاشك أن القوى السياسية هي القاعدة الأساسية والعمود الفقري لأي نظام سياسي ديمقراطي في العالم أجمع ونحن في اليمن لن نكون استثناء من هذه القاعدة وقد لعبت القوى السياسية كالأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والقوى التقليدية القبلية والمذهبية ولازالت تلعب دوراٍ محورياٍ في رسم الواقع اليمنيوالمستقبل خصوصاٍ منذ العام 1990م تاريخ تحقيق الوحدة اليمنية المباركة لحظة إقرار التعددية السياسية والحزبية وما يشهده الواقع منذ العام 2011م وحتى اليوم من حوارات ونقاشات سياسية سرية وعلنية بين تلك القوى هو الدليل الأوضح والأبرز.
والحقيقة المرة التي يجب أن نعترف بها جميعاٍ دون استثناء هي أن تلك القوى جميعاٍ قد ساهمت في وصول الوطن إلى هذه الحالة الشاذة وبمقادير مختلفة والاعتراف بذلك هو بداية الطريق لتشخيص المشكلة ومن ثم وضع الحلول المناسبة لها وإذا لم تستشعر القوى السياسية تلك المسئولية وتعترف بأخطائها وتعمل على إصلاحها فإن اليمن سائرة حتماٍ نحو التشرذم والبداية تكون بإصلاح النوايا لتغليب المصلحة الوطنية على كل ما عداها من المصالح الضيقة سواء كانت حزبية أو مناطقية أو مذهبية لأن الله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ثم بعد ذلك تتعاون على تنفيذ الاتفاقات الموقعة بينها للوصول إلى إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية ويكون الشعب هو الحكم أما إذا لم يحدث ذلك فإن تلك القوى ستقود اليمن للتمزق لا سمح الله.
تكاتف الجهود
الدكتور عبد الرحمن أحمد مانع أكاديمي ودبلوماسي بوزارة الخارجية قال: يجب على المكونات السياسية أن تتفاوض وتضع اليمن نصب عينيها حتى لا تصل باليمن إلى شفا الانهيار فلو تفاوض الجميع من أجل اليمن لما احتاجوا كل هذا الوقت لكن مع الأسف كلا يفاوض من أجل تحقيق مكاسب سياسية لحزبه إلا أن الوطن يحتاج لتكاتف الجميع. وأناشد الجميع للمحافظة على اليمن والمفاوضة من أجل اليمن لا من أجل أحزابكم وليكن ولاء الجميع لله أولاٍ ثم لهذا الوطن الجريح حفظ الله اليمن وأهله من كل مكروه وليعتبر الجميع مما يجرى لإخواننا في سوريا وليبيا والعراق.

قد يعجبك ايضا