للجمعة الأولى من شهر رجب أهمية وذكرى مميزة وهي من أعزّ وأقدس الذكريات للشعب اليمني، لأنها صفحة من الصفحات البيضاء الناصعة في تاريخنا، والتي تُعبر عن ذكرى ارتباط اليمنيين بالإسلام، الذي ألتحق به عدد كبير من أبناء اليمن؛ وهي مناسبةٌ مهمةٌ تربط شعبنا بهويته الإيمانية وترسخها لكل الأجيال الحاضرة والمستقبلية التي يمتاز بها هذا الشعب ، فهذا الشهر من كل عام هو ذكرى لتجديد العهد والولاء لله ورسوله والتمسك بالهوية الإيمانية وإعلاء رأية الحق والإسلام حتى آخر الزمان….
الثورة / رجاء عاطف
تُمثل جمعة رجب علامة تحول في حياة اليمنيين، إذ جسّدت انتماءً إيمانياً أصيلاً، وعزّزت التمسك بالقيم والمبادئ، وبالإسلام كمنهج حياة، ورافد حضاري وثقافي واجتماعي، هكذا تحدثت خديجة النعمي – كاتبه وإعلاميه عن جمعة رجب قائلة : إنها مناسبة يُجدد فيها اليمنيون عهد الولاء للإيمان، وتستحضر فضائل أجدادهم الذين حملوا الرسالة، وصانوا الدين، ونشروا نور الإسلام في كل فجٍ وزاوية.
وأضافت أن جمعة رجب في اليمن ليست مجرد مناسبة دينية، بل هي مشهد حي للإيمان والوعي، وعلامة مضيئة في سجل الأمة، ومثال خالد على أن الهوية الإيمانية المتجذرة في النفوس هي صمام أمان الأمة، وعنوان عزها واستقلالها. يومٌ يحتفل فيه اليمنيون بالنور الذي أضاء قلوبهم، وبالهداية التي رسخت جذورهم، وبالإيمان الذي أصبح نهجًا لا ينحني ولا يزول .
نعمة عظيمة
فيما قالت سميرة السواري- ثقافية: هناك أعياد ومناسبات، وهناك عيد الرجبية وهي أول جمعة في شهر رجب المحرم، المناسبة التي تفوق ببركتها وفضلها الكثير من المناسبات لأنها ذكرى خالدة ومجيدة ومباركة لدخول أبناء اليمن في الإسلام ، والذي وصل فيها الإمام علي كرم الله وجهه وهو يحمل رسالة من الرسول الأعظم لدعوة أهل اليمن للإسلام، فأسلموا جميعاً ووصل الخبر إلى رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم فخر ساجداً لله على هذه النعمة العظيمة، وهنا جاءت أهمية إحياء هذه الجمعة العظيمة لدى اليمنيين، والتي يعتبرونها عيداً يلبسون فيها الجديد ويتبادلون زيارة الأرحام والأقارب ويقدمون حلوى العيد والفرحة مرسومه على محياهم، رغم إن هذه المراسيم قد غُيبت لفترة لكنها عادت وبقوة لأنها تعبير عن الهوية الإيمانية اليمنية الأصيلة التي قال عنهم الرسول الأعظم ( الإيمان يمان والحكمة يمانية ) .
ارتباط ايماني
ومن جانبها تقول أروى سفيان – ثقافية: أن اليمنيين يتفردون في الاحتفاء بجمعة رجب، لأن هذه المناسبة أصبحت رمزًا لهويتهم الإيمانية المتأصلة، ولارتباطهم العميق بالإسلام، وبآل البيت عليهم السلام، وبقيم الدعوة المحمدية السامية، فهم لم يكونوا مجرد متلقين للرسالة، بل كانوا سفراء لها، حاملين راية الحق في شتى الميادين، ومنارة للهداية في أرجاء العالم، منذ مملكة سبأ مروراً بالفتوحات الإسلامية، وحتى حاضرهم الذي يشهد صمودهم وثباتهم في وجه العدوان والحصار.
ترسيخ ايماني
ووصفت ماجدة إسحاق – تربوية وثقافية، جمعة رجب بأنها مناسبة من أعظم وأقدس وأهم المناسبات للشعب اليمني لما لها من أهمية في ترسيخ الهوية الإيمانية في نفوسهم وتوافق مبادئ وقيم الإسلام مع فطرتهم والذي أدى إلى استجابة سريعة لما وجه به الرسول الكريم في رسالته الموجهة لأهل اليمن ودخولهم الإسلام آلافاً مؤلفة.
وقالت: إن إحياء هذه المناسبة العظمية هو حمدٌ وشكرٌ وامتنانٌ لله على نعمة الهداية والتي تعتبر محطة لعودتنا إلى هُويتنا الإيمانية، وكما هي تذكير لإحياء وتعظيم إحدى شعائر الله كما قال تعالى جل شأنه:( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).
علاقة إيمانية
ومن جانبها أكدت عفراء الفراصي- ثقافية: بأن لجمعة رجب وقعاً عظيماً في نفوس اليمانيين تتوارثه الأجيال، فكانت جمعة رجب مهمة جداً لهم، لأنها ترسخ فيهم الهوية الإيمانية في ركائزها الأساسية والتحررية والأخلاقية كهوية جامعة لليمنيين في مواجهة الحرب الناعمة التي تستهدف هويتهم الإيمانية عبر وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة، فكان لليمنيين دور عظيم ومميز في حِمل الرسالة الإلهية والجهاد في سبيل الله والنصرة للمستضعفين على مرّ التاريخ.. وأشارت إلى أن ما يجري اليوم من نصرة اليمانيين للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية هو نابع من تمسكهم بهويتهم الإيمانية وانتمائهم الإيماني الأصيل والثابت والراسخ في تجسيدهم للقيم الإيمانية في ثباتهم على الإيمان وفي جهادهم في سبيل الله، وإن أحياءهم للموروث الثقافي والديني والحضاري فيما يتعلق بجمعة رجب هو توضيح للعلاقة التاريخية والأصيلة والوطيدة بين أهل اليمن وبين الإمام علي عليه السلام.
