الثورة /خاص
بالأمس احتفل اليمنيون بذكرى جمعة رجب التي تعتبر بالنسبة لشعب الإيمان والحكمة من أكبر وأجمل المناسبات الدينية ففيها دخل اليمنيون في دين الله أفواجا كما وصف ذلك القرآن الكريم
وتتجدد في هذه المناسبة العظيمة سنويا معاني الهوية الإيمانية والانتماء الحضاري وتبرز فيها أدوار النساء اليمنيات في إحياء الطقوس ونشر الدعوة الإسلامية عبر الأجيال
وتعد جمعة رجب محطة تاريخية فارقة في حياة اليمنيين، إذ ارتبطت هذه المناسبة بذكرى دخول أجدادهم الإسلام طواعية على يد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بعد أن بعثه النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن، فاسلموا برسالة، وسجد رسول الله سجدة شكر على ذلك الفتح المبين.
هذا الحدث كما تشهد الوقائع التاريخية لم يكن مجرد تحول ديني بل أصبح جزءا من هوية اليمنيين حيث يحرصون على إحياء هذه الذكرى سنويا باعتبارها رمزا للإيمان والارتباط المبكر بالإسلام
طقوس الاحتفال
شهدت المساجد في العاصمة صنعاء -ومختلف المحافظات اليمنية كما هي العادة سنويا وكذلك في الساحات والميادين العامة- ازدحاما كبيرا بالجماهير وهي من أهم الطقوس ومظاهر الاحتفال بالمناسبة إلى جانب إقامة الموائد الشعبية في القرى والمدن حيث تقدم الأطعمة التقليدية مثل العصيد والخبز البلدي في أجواء اجتماعية وروحانية.
وكذلك ترديد الأهازيج والأناشيد الدينية في بعض المناطق لتجسيد الفرح والاعتزاز بهذه الذكرى.
وتختلف الطقوس الاحتفائية باختلاف المناطق،
لكن تبقى النساء في كل المحافظات ذوات حضور بارز في هذه المناسبة، حيث يقمن بأدوار متعددة منها إعداد الأطعمة والولائم التي تُقدَّم للزوار والجيران، مما يعزز قيم التكافل الاجتماعي.
إضافة إلى إسهامهن في تنظيم حلقات تعليمية للأطفال والفتيات في المنازل والمساجد، لتذكيرهم بقصة دخول اليمنيين الإسلام وأهمية التمسك بالقيم الدينية والارتباط بالنبي الكريم وأهل بيته الإطهار .
وتشارك المرأة في نشر الدعوة الإسلامية عبر التربية الأسرية، إذ تُعتبر المرأة اليمنية حاملةً للرسالة الإيمانية داخل البيت، تنقلها للأبناء وتغرس فيهم حب الدين والهوية.
وفي بعض المناطق، تتولى النساء تزيين البيوت والساحات بالزينة البسيطة، لتضفي على المناسبة طابعا احتفاليا.
البعد الاجتماعي والديني
الاحتفال بالجمعة الأولى من رجب ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو تجديد للعهد مع الإسلام، ولولاء اليمنيين على الارتباط بالدعوة الإسلامية وبالنبي الكريم وآل بيته الطيبين الطاهرين، وتأكيد متجدد على أن دخول اليمنيين في الدين كان عن قناعة وإيمان، لا بالإكراه.
وتكمن مشاركة النساء الواسعة وحضورهن الكبير في هذه المناسبة من خلال دورهن الحيوي في الحفاظ على الهوية الإيمانية حيث يساهمن في ترسيخ القيم الدينية والاجتماعية عبر الأجيال، ويؤكدن أن الدعوة الإسلامية في اليمن لم تكن حكرا على الرجال، بل شاركت فيها النساء بفاعلية منذ البدايات.
وفي الأخير تمثل الجمعة الأولى من رجب عيدا إيمانيا خاصًا باليمنيين، يجمع بين التاريخ والدين والهوية. وفي قلب هذا الاحتفال، تظل المرأة اليمنية عنصرًا أساسيا في إحياء المناسبة من خلال دورها في التربية والتعليم والأنشطة الاجتماعية لتبقى هذه الذكرى حية في وجدان الشعب اليمني وتستمر رسالتها عبر الأجيال.
