ديمستورا.. هل من جديد¿!

 - في منتدى (دافوس) الاقتصادي العالمي الذي اختتمت أعماله منذ أيامعرض المبعوث الأممي إلى سوريا خطته بشأن إنهاء حالة الاحتراب الأهلي في سوريا وإنجاز التسوية أواخر العام الجاري
عباس غالب –
في منتدى (دافوس) الاقتصادي العالمي الذي اختتمت أعماله منذ أيامعرض المبعوث الأممي إلى سوريا خطته بشأن إنهاء حالة الاحتراب الأهلي في سوريا وإنجاز التسوية أواخر العام الجاري وبحيث لا يدخل العام الذي يليه 2016م إلا وقد نجحت هذه الخطة في إيقاف هذه الحرب والانتقال السلمي للسلطة داخل هذا البلد الذي دمرته الصراعات الدموية طيلة الأعوام الأخيرة.
الانطباعات الأولية عن نتائج اللقاءات التي أجراها ديمستورا مع قادة الدول الفاعلة في الملف السوري تشير إلى أن ثمة إمكانية في نجاح الرجل بإنجاز هذه المهمة حتى وإن كانت هناك بعض الصعوبات الموضوعية التي تعترض تحقيق هذا الهدف الذي يحظى بتأييد أمميخاصة لجهة دعم الأمم المتحدة في هذا الإطار.
وتزداد ضمانات نجاح هذه الخطة بالنظر إلى جملة من الاعتباراتلعل في طليعتها المساعي الروسية الجارية والحريصة على بحث الملف السوري جديا منخلال جمع أطراف الأزمة في موسكو مؤخرا ومحاولة التوصل إلى تسوية مرضية بين طرفي المعارضة والنظام فضلا عن الكلفة الباهضة للآثار التي يمكن أن تترتب على اطالة أمد هذه الحرب في شقيها الاقتصادي والانساني.
وفي هذا الصدد ينبغي ألا نغفل أيضا العامل الأمني الذي يشكل هاجسا مقلقا للمجتمع الدولي وبخاصة مع تزايد اتساع نطاق العمليات الإرهابية التي تشنها التنظيمات المتشددة وبخاصة في العراق وسوريا وليبيا والتبعات الخطيرة التي تنتج عن استفحال خطر الإرهاب في المنطقة والعالمحيث تستدعي الضرورة -كذلك- عدم الاكتفاء بالعمل العسكري الذي تقوده واشنطن لمكافحة آفات هذه الآفةبل أن الأمر يتطلب اجتثاث مبررات الإرهاب ومعالجة أسباب استفحاله من جذوره وذلك من خلال معالجات سياسية لتلك البواعث الكامنة وراء اتساع هذه الظاهرة.
من هنا –ربما – أهمية التعويل بأن تكون خطة المبعوث الأممي إلى سوريا محط دعم أممي.. ودون أن نغفل طرح التساؤل المستمر عما إذا ما كان بمقدور ديمستورا النجاح في ذلك¿!
وأمام هذه الرؤية.. ترى هـل سينجح المبعوث الأممي ديمستورا في إنجاز هذه المهمة الصعبة خلال الفترة الزمنية المحددة.. وبالتالي إيقاف هذا الشلال المتدفق من دماء السوريين وهدر إمكاناتهم وطاقاتهم في حرب لا نهاية لها أم أنها ستكون بمثابة مبادرة تضاف إلى سابقاتها دون نتائج ملموسة¿! هذه التساؤلات الملحة والمريرة ستظل قائمة طالما ظلت بعض القوى الاقليمية تغذي الارهاب في هذه الدول وطالما لم تتضافر إرادة أممية للتخلي عن منطق الاحتكام إلى القوة في التعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة والعالم على حد سواء.. وستبقى جهود ديمستورا مجرد خواطـر قد لا تختلف كثيرا عن النتائج التي خرج بها سلفه الأخضر الابراهيمي.

قد يعجبك ايضا