
الثورة –
تحوي محافظة المحويت العديد من المواقع والمعالم السياحية والتاريخية التي تجعل منها محافظة سياحية بامتياز ولعل قربها من العاصمة صنعاء يشكل لها أهمية استثنائية ولهذا ففي معظم البرامج السياحية التي تروجها وكالات السياحة والسفر تجد مناطق المحويت ومواقعها السياحية تتربع في أعلى القائمة وتأتي المصنعة ذلك الحصن المنيع في قائمة أبرز المواقع التاريخية والسياحية فهذه القرية أو التجمع السكاني الكبير الموجود على سفح واحد من الجبال الشاهقة الارتفاع المطل على عاصمة المحافظة مدينة المحويت تعد حصنا منيعا لا يمكن الولوج إليه إلا من باب واحد ولا تدخل إلا السيارات التي توصلك إلى القرب منه وهذه المدينة المتفردة التي تطل أيضا على واد خصب كان يشتهر بزراعة اللبن اليمني الأصيل والذي حلت مكانه شجرة القات ليصبح ذلك الوادي الجميل موطنا للقات وأشجار عديمة الفائدة والمنظر الجمالي عند دخولك إلى المصنعة وتجولك في أزقتها الضيقة تشعر أنك برفقة واحدة من قصص التاريخ الخالد التي تدل على عظمة الحضارة اليمنية وقوة وعبقرية الإنسان اليمني قديما مبان تعانق السحاب من أعلى القمم ومعمار أتقنته يد فنان مبدع باتقان وزخارف متنوعة تغلب الإنسان اليمني قديما على التضاريس والظروف القاسية بل واستطاع أن يفرض إرادته عليها ويضع لنا واحدة من الانجازات التاريخية العظيمة التي سنظل نفتخر بها بين سائر الأمم وفي مختلف الأزمنة والعصور.
صناعات حرفية
ويقول مدير عام مكتب السياحية بالمحويت علي بهجان إن المصنعة سميت بهذا الأسم لكثرة الصناعات الحرفية التي كان يتقنها الأهالي ولهذا تفننوا في بناء منازلهم وزخرفتها وأيضا زخرفة الأبواب والنوافذ.
وما وجدناه من زخارف على أبواب المنازل كانت فعلا رائعة وجميلة ويقول الأهالي إنها كانت ترمز إلى أشياء يحبها الأهالي قديما ولعل أكثر الزخارف استخداما كانت لشجرة اللبن وهذا يدل مدى حب وتعلق الإنسان اليمني بهذه الشجرة التي كانت ولازالت كل شهرة لليمنيين بحكم ما يمتاز به اللبن اليمني من مميزات وخصائص لا توجد في أي دولة أخرى.
التجول في المصنعة متعة ترافقها الدهشة والإعجاب دهشة من عبقرية الإنسان وإعجاب بالتناسق الجميل والمعمار الفريد ومتعة بالجماليات المتناثرة فيما حولنا ولم يعكر صفو هذا الجمال إلا تلك التشوهات المعمارية التي بدأت تنتشر في بعض المنازل القديمة استحداثات إسمنتية غير مبررة وإن كانت على نطاق ضيق إلا أنها تثير المخاوف إذا ما انتشرت وتوسعت وهو أمر يطرحه المعنيون والمختصون خلال السنوات القادمة إذا ما استمر الاهمال هو سيد الموقف لدى الحكومة والأجهزة المعنية من التعامل مع المواقع والمعالم التاريخية والأثرية التي تمثل أهم وأبرز المرتكزات الأساسية للسياحة.