المــوروث الشعبــي
•هناك أشياء هامة في حياتنا لكنها غائبة عنا, نهملها ونغض الطرف عنها, بل نتجاهلها رغم أهميتها..
•هناك في الوسط الحرفي, تجد أشخاصا من ذوي المهارات والمواهب المدفونة يعملون بجهد, قد تظهر أعمالهم ولا تعرف لمن هي, ويظلون هم خلف الكواليس وخلف عتبات النسيان والتجاهل والإهمال.. ينتجون مصنوعات حرفية ومشغولات يدوية بطريقة تحفظ لها جودتها وتحافظ على موروثنا الشعبي..
•في الوسط النسائي, هناك نساء يعملن في مجال الحرف والمشغولات اليدوية, وإن كان ذلك بغرض بيعها للحصول على عائد من ورائها, فإنهن يقمن بمهام قد تكون خافية عنا لأنا غير مهتمين بمثل هذه الأمور, ولكنها ظاهرة وبارزة أمامنا, فهن إلى جانب الإسهام في المحافظة على الموروث الشعبي والهوية التراثية الثقافية من الاندثار, وإبرازه والنهوض به ليقاوم خطر المنتجات المستوردة, يوفرن فرص عمل ويساهمن في مكافحة البطالة والتخفيف من الفقر..
•يسر المرء وهو يشاهد بعض المنتجات اليدوية من منسوجات وتحف وفي بعض المنازل, يفاخر أصحابها بأنهم يهتمون باقتناء الأشياء الأصيلة من المشغولات اليدوية اليمنية والأنسجة والمطرزات والتحف والفضة, فهي تحمل قيمة مادية ومعنوية وتاريخية وحضارية, وذات جودة عالية..
ومع ذلك فإن تلك المنتجات الحرفية والمشغولات اليدوية لا تلقى أدنى اهتمام بها, أو بمن يعمل في إنتاجها من حيث الدعم والتشجيع والأخذ بأيديهم, ليتمكنوا من مواصلة إنتاجها والحفاظ عليها.. والأسوأ من ذلك أن هناك من ينظر إلى المجال الحرفي نظرة قاصرة وضيقة ويعتبر العمل فيها مضيعة للوقت وإهدار للجهد, غافلا الأهمية التاريخية والحضارية التي تمثلها تلك المنتجات..
•وبعيدا عن كل ذلك فإن دعم المنتجات الحرفية يعد إسهاما في توفير فرص عمل, كما يساعد على تحويل الفرد ومن ثم المجتمع من مجتمع استهلاكي بحت, كما هو حالنا, إلى مجتمع منتج ومصدر.. ولا ننسى جميعا وخاصة مسؤولي الجهات ذات العلاقة بالمنتجات الحرفية اليدوية أن المجتمعات المتقدمة لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا باهتمامها بتراثها إن كانت تمتلك تراثا, وبتاريخها إن كان لها تاريخ, واهتمامها أيضا بالصناعات الصغيرة التي تنمو وتكبر مع مرور الزمن فتتحول إلى كيانات اقتصادية كبيرة تشكل ركيزة أساسية داعمة للاقتصاد الوطني وتعود بالنفع على الفرد وعلى الوطن واقتصاده عامة..
ryadh_ma@yahoo.com