أضحت موجة الكره والتمييز ضد المسلمين في الغرب تتوسع مع تصاعد ما يسمى الحرب على الإرهاب وسعي أحزاب يمينية وقومية للتقارب مع الحركات المتطرفة والشعوبية لكسب مزيد من الأصوات وبات الكثير من المسلمين والجاليات المسلمة في أوروبا عرضة للتمييز والكره المتصاعد بشكل مخيف ورغم تنديدات بعض مسؤولي هذه الدول بحملات التحريض تجاه المهاجرين إلا أن ذلك لا يخفي موجة الشعوبية والأزمة المستفحلة التي تظهر في أوروبا تجاه كل ما هو غريب وتلقي بظلالها على مستقبل التعايش في بلدان يقطنها أكثر من أربعين مليون مسلم.
وزاد من فوبيا الخوف من الإسلام والكره لكل ما هو أجنبي تأييد الأحزاب الدينية والقومية لتلك الجماعات المتطرفة والتقارب منها في مسعى منها لكسب مزيد من الأصوات التي تخولها المشاركة السياسية وكان للحملة على الارهاب التي اطلقتها الغرب في عدد من الدول دور في انتشار الإسلاموفوبيا.
كما كان للتفجيرات الانتحارية لبعض الجماعات المتطرفة المحسوبة على المسلمين ومن خلال ما تقوم به من تفجيرات دور مهم في تأكيد مسعى تلك الجماعات في إبراز الصور النمطية للمسلمين وما يشكلونه من خطر على المجتمعات الغربية.
وهو ما وسع من زيادة تلك المخاوف التي تسعى الجماعات المتطرفة لتوظيفها في الجانب السياسي بالتحذير من زيادة عدد المسلمين وتأثيراتهم السلبية على الخصوصيات الأوروبية.
وتشهد حاليا عدد من البلدان الأوروبية منذ أشهر مظاهرات واحتجاجات مستمرة تطالب بخروج المهاجرين والتحذير من أسلمة أوروبا هي الأسوأ من نوعها.
وأظهر استطلاع للرأي أجري أخيرا في ألمانيا أن 49% من الألمان يتعاطفون مع حركة بيغيدا (ضد الأسلمة) بينما قال 30% أنهم يدعمون أهداف المتظاهرين بالكامل.
وحذرت المشتشارة الألمانية انجيلا ميركل من حملات التحريض ضد المسلمين في ألمانيا.
وارتفعت وتيرة تشويه صورة الإسلام بشكل كبير خلال السنوات الماضية في عدد من البلدان الأجنبية وبالتحديد منذ الحملة التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ضد ما أسماه محور الشر والتطرف.
ووفقا لأرقام المركز الفيدرالي البلجيكي لتكافؤ الفرص فإن الهجمات المعادية للمسلمين ارتفعت بنسبة 20 % في غضون العامين الماضيين.
ومنذ 2012م باتت بلجيكا تشهد كل أسبوعين على الأقل أفعالا يمكن وصفها بإرهاب وكراهية الإسلام ويعد ذلك شكلا من أشكال خرق قانون مكافحة التمييز.
ويثير ارتفاع حملة التحريض والعنصرية ضد المسلمين المخاوف إزاء مستقبل الديمقراطية والتعايش السلمي في أوروبا خصوصا في ظل ما بات يشكله المسلمون من رقم صعب في أوروبا يصل إلى حوالي 40 مليون مسلم.
وتنادي بعض المنظمات الحقوقية بضرورة وضع ضوابط قانونية تكون أشد حزما في مجال مكافحة التمييز والحد من توسع الكراهية ضد المهاجرين وما يمكن أن تشكله من خطورة على التعايش السلمي في أوروبا.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا
