ذكرى النبوة

 

عبدالسلام المتميز

ذكرى النبوة أقبلت بُشراها

بِشذا النبي فأكرموا مثواها

والكون يرقب أيُّ أرضٍ يا تُرى

ستُشِعّ ذكرى أحمدٍ برباها؟

قالت دعوني إنني مأمورةٌ

والشعب في يمَن الهدى ناداها

يا نور طه انزل ففي أرواحنا

لَنُولينّك قبلةً ترضاها

نأتي نُجدّد كلَّ عامٍ بيعةً

للمصطفى ومواثقاً نرعاها

نأتي ونعلم أن ربك قال في

من ناصروك وحسبنا بك جاها

إن الذين يبايعونك إنما

– لو تعلمون – يبايعون الله

ياسيدي أهديتَ (كعبًا) بُردةً

ما زال مُتّشحًا بنور سناها

واليوم ذي (يمَنُ الكرامة) ما اكتفت

بهواك شعرًا بل بفيض دِماها

ولنصر غزة في طريقك قد مضت

حتى غدا وزراؤها شهداها

مولاي عذراً إن أتتك قصائدي

ومن الحياء اغرورقت عيناها

أنا لم أقل (بانت سعاد) وإنما

بانت سعادة أمتي وهناها

فسعاد قد ضلّت وقد أودى الغوى

بسعادَ ، وابنُ سعود مَن أغواها

كانت (غضيض الطرف) والترفيه من

ثوب الكرامة والحيا عرَّاها

وتَأمْركَت (سلمى) فغنّت نَجدُها:

وهاً (إيفانكا) ثم واهاً واها

عن طُهر يوسفَ يلتهون بفهم كيــ

ـف تراود امرأة العزيز فتاها

لم تقتبس مِن (جاهد الكفار) أو

(واغلظ عليهم) نورها وهُداها

اغلظ عليهم كي تعيش الناس في

سلمٍ حقيقيٍّ يسود ثراها

كيلا تُمزّق بالجنازر مُرضِعٌ

ويجفَّ في عين الرضيع نداها

والله لو غلُظَت عليهم أمتي

ما كان يوماً يستباح حِماها

والله لو غلظت على صهيون لم

تبق الإبادةُ ليلةً وضحاها

أين الدواعش عن فلسطين انزوت

لمَ ضد إسرائيل ليس نراها

لمَ لمْ يروا بغي اليهود كبدعةٍ

سُلّت بها للمسلمين مُداها

وبسُنّة المسواك يُحصَر أحمدٌ

وكأنه لم يُعطِنا إلّاها

جرثومة المستوطنين أضرّ مِن

جرثومةٍ تستوطن الأفواها

وكما السِواكُ مُطهّرٌ أفواهنا

بِـ(الفرط صوتِيْ) طهّروا أقصاها

إن سطّر الشعراء مدحَك سيدي

بجمال عينيك البديعِ سناها

فأنا أرى فيها الجمال بحملها

هَمّ العباد فإنه أضناها

إن الجمال جمال همتك التي

سنرى سبيل المجد حين نراها

وجمال نُدبةِ جرحِ خدّك سيدي

في يوم أحدٍ والردى أدماها

هي ندبةٌ تروي من الأوصاف ما

لم يُروَ إذ قلم الهوى أخفاها

هي حجّةٌ لله، وهي خريطةٌ

تهدي الشعوب لمجدها وعلاها

اليومَ غزةُ خدُّ طه قد قضت

عامين نازفةً جُعلتُ فداها

فلْتَعمَ أعيننا إذا لم تكتحلْ

مثلَ النبيّ غبارَها وحصاها

من أجل عِرضٍ واحدٍ نفر النبي

لقينقاع محاربًا ونفاها

لو كان ساسة عصرنا في عصره

لرأوا رؤاه تهوّراً حاشاها

ولأقبلت نُخَبٌ وأحزابٌ تشير

عليه -عكس الوحي- أن ينساها

أتُلام أمته إذا ابتهجت إلى

الرحمن بالفضل الذي أولاها

غرقَت شعوب الأرض في أعيادها

وجميعها برموزها تتباهى

فالبعض يصطنعون أعياداً لهم

لا مجد أجراها ولا أرساها

بعضٌ بعِيد (جلالة الجد) ازدهى

بعضٌ بـ(سروال المؤسس) تاها

(هلوين)، عيدالحب، عيد الوعل، أو

عيد الكلاب ومهرجان عِواها

وكعيدِ ضرب الجار عيد طماطمٍ

كم من تفاهات تلقّفناها

لِمَ ضاقت الدنيا بعيد محمدٍ

وهو الذي وهب الدُّنا معناها

يالائمينا في النبي إليكمُ

عنا دعوا أرواحنا لهواها

الحب أعمى غير حب المصطفى

فهو المزيح عن القلوب عماها

فخذوا ترمب وأعلنوه عليكمُ

ربِّا يٌعبّدكم له وإلاها

بل عزروه ووقروا معه نتنـ

ـياهو وخلّونا نوقر طه

وخذوا ابن زايد وابن سلمانٍ وطحـ

ـنونا وشخبوطا ومن والاها

ودعوا لنا طه الحبيب وحسبنا

بمحمد عزًّا يدوم وجاها

لِمَ كل مَن عن نصر غزةَ أُخرسوا

سلّت على ذكرى النبيْ فتواها

لترمب ملياراتهم واستنكروا

شالًا بألف ريال يعشق طه

لِمَ أنّ مَن قتلوا ضمائر أمتي

يخشون ميلاد الذي أحياها

هذا لأن محمداً خصم الطغاة

به سنُلصق أنفها بثراها

أيكون فعلاً مؤمناً بالمصطفى

من تصرخ الثكلى وما لبّاها

إن جاع جارك إذ شبعت فأنت لم

تؤمن بطه قال ذلك طه

رباه كيف بأمةٍ قد أُخرسَت

ورمال غزة نصفها أشلاها

ما عذر مليارين يوم لقائه

أنقول قِلّتها وفقر ثراها

أسد بغزة لا يزال وآخر

بجنوب لبنانَ العزيزِ حِماها

ونعاج أمتنا يسيل لعاب إسـ

ـرائيل شوقًا لالتهام ثراها

تلك النعاج يردن نزع مخالب الـ

أُسد التي عنها تذود عداها

أرأيت أغبى من سمو نعاجنا

أو مثل هاتيك الشياه شياها

فإذا تغدت بالأسود ضباع إسـ

ـرائيل حتمًا فالنعاج عشاها

الحل لاستنقاذنا من ذُلّنا

روح الجهاد ولا حلول سواها

هذا أبوجبريل مع يمن الهدى

داوى غليل صدورنا وشفاها

ثقةً بوعد الله أطلق حربه

ولو المسافةُ تنطوي لطواها

سمعَتـْه غزةُ وهي قائمة، ورغم

جراحها ضحكت فبشرناها

لنسعّرنّ لظىً بإسرائيلهم

لوّاحةً نزّاعةً لشواها

حرباً قضينا العمر في شوقٍ لها

متلهّفين متى يكون لِقاها

في كل ليلٍ قائلين لعلّها

وبكل صبحٍ قائلين عساها

نحن الرواسي لا تُهَزّ جذورها

نحن الشواهق لا تُطال ذُراها

نحن الرجوم على الشياطين التي

استرقت من الأم ابنها وأباها

وزوارق الأنصار إن هي أبحرَت

فالبارجات بأسرها أسراها

قد يعجبك ايضا