تحفة هندسية ووجهة سياحية تبهر الزوار


كتب/ صادق هزبر –
تعد تحفة معمارية وهندسية غاية في الجمال ودليلا ملهما على حنكة اليمنيين في فن الهندسة المعمارية التي كان اليمنيون يبدعون في تصميمها وتنفيذها وكيف كان اليمنيون أيضا يسخرون هذه الأماكن لحاجتهم من المياه العذبة, وتسمى صهاريج عدن بصهاريج الطويلة التي تعد من أبرز المعالم الأثرية والسياحية في مدينة عدن نظرا لما تمثله من نظام دينمائي وتكنولوجي بارع ووجه حضاري وتاريخي فريد فالمنطقة تتألف من سلسلة جبلية هائلة عرفت قديما بـ(عر عدن) وبعد ذلك سميت بشمسان منذ القرن (9هـ /15م) وهو جبل صار علما في عرض البحر لقدماء الملاحين وعرفه الهمداني بأنه في نهاية جبل السراة يحيط به البحر وهذه الهضبة هي العامل الفريد الذي خصت به المدينة لتصريف مياه الأمطار وجعل نظام الصهاريج ممكنا فيها فعليها تسقط وإليها تنساب مياه المطار النازلة من جبل شمسان الذي يحتضن هذه الهضبة فتنحدر كل قطرة من ماء المطر العذب إلى هذه الصهاريج التي تقوم بثلاث مهمات هي: تلقف المطروحجز الحجارةوالطمي الساقط من الشلالاتوتوجيه الماء عبر سلسله من هذه الجدران لتصريفه إلى حيث يمكن خزنه .
وتقول المعلومات الصادرة عن وزارة السياحة إن الصهاريج عاصرت مدينه عدن منذ قديم الزمان واستعرض كثير من المؤرخين في كتاباتهم صهاريج عدن وما تؤديه من وظيفة, ومنها المعماري الفريد فقد ذكرها الهمداني في القرن العاشر الميلادي في مؤلفاته وكذا كامل المقدسي موحيا بوجودها في وقت مبكر من تاريخ المدينة والرحالة ابن بطوطة الذي كتب عن زيارته لعدن عام 1329م وابن المجاور وابن الديبع وغيرهم من مشاهير المؤرخين في القرون الماضية.
كما احتلت الصهاريج مكانا بارزا في تاريخ بناء خزانات مياه الشرب في المدن الساحلية في العالمكما أنها الصرح الأول في جزيرة العرب التي عملت لاستغلال مياه المطار ومقاومة شح المياه العذبةغير أنه مع مرور الزمن أهملت ودفنتها السيول حتى قامت سلطات الاحتلال البريطاني لعدن بالكشف عن الخزانات المدفونة وإعادة ترميمها وليس ذلك فحسببل وأضافت صهريجا ضخما لم يكن موجودا من قبل عرف بصهريج كوجلان .وقد اشتهرت اليمن قديما ببناء المنشآت المائية والسدود الضخمة وقنوات الري ذات الطابع الفريد كما يؤكد ذلك النقش المودع في متحف اللوفر بباريس بالمسند الحميري.
إن الصهاريج اليوم من المعالم التاريخية والمزارات السياحية والمنتزهات الفريدة في مدينه عدن والتي لايستطيع الزائر لها إلا أن يقف إجلالا وإكبارا أمام هذه الإبداعات التي قاومت الجفاف وحافظت على المدينة حية ومزدهرة.
ولا يمكن لأي زائر لمدينة عدن أن يستمتع بهذه المدينة الجميلة دون زيارة صهاريج عدن لأنها تعد واجهة سياحية من الدرجة الأولى وإحدى المقومات الثقافية والتاريخية لعدن وتحظى صهاريج عدن بإعجاب السياح ولكن الصهاريج اليوم بحاجة للترميم والنظافة بل والدعم للقائمين على هذا المعلم السياحي والأثري البارز.

قد يعجبك ايضا