على هامش السؤال

محمد المساح –
هو الصمت لا خلاف لكنه يمور في الصدور والأحشاء مرارة وأسى ويسائلني صاحبي: هل جنون القوة يسكر إلى هذا الحد¿ قلت له وأنا في غيهب السرحان والشرود بحثا عن الكيفية أو الوسيلة لاستخراج قيمة الغداء وما بعده أعد السؤال بالتحديد سمعت بعضه والبعض الآخر طمس ولم يدخل الذهن وأجابني بغضب تتجاهل أو تتظاهر بالسرحان¿ قلت له طيب اعتبرهما الاثنين بعدها انتظرت أن يعاود الكلام لكنه أطبق شفتيه وصمت وظلت أقدامنا تحاور الشارع أحيانا على حافة الرصيف..والشوارع والأرصفة كعادتها لا تراوغ لكنها فقط تترابط مع بعضها في المدن العربية وتلتف حواري وأزقة زغاطيط وزنقات ودائما ما تنتهي وفي الغالب إلى صحراء رمل أو صحراء من البحر والسراب وتفضي في نهاية المطاف إلى مقابر تتزاحم فيها القبور وهناك يرين الصمت إلا في بعض الاستثناءات حين تسمع ثرثرة هامسة لإنسان جن وسكن غابة المقابر وظل يهادر الأموات وهو لايدري بالطبع هل يسمعه الأموات أم لا وما دام قادرا على الثرثرة وحيدا◌ٍ تلك الثرثرة الهامسة هي الوحيدة التي تقطع صمت المقابر والأموات. بالطبع لم نكن أنا وصاحبي قد وصلنا إلى ضفاف الجنون فالجنون بحد ذاته نعمة وبالأخص في زمن العولمة والزجا وروما المعاصرة وسبارتاكوس معلقا في الميادين العامة ينادى العابرين من منكم يقول لا في وجه قيصر تعبنا أنا وصاحبي من السير واجتلسنا الرصيف وقال لي اسمع كم بطرفك ذلحين وأنا بأخرج اللي طرفي وقم ندور لنا مدرة سلتة.

قد يعجبك ايضا