قطر.. تألقت وأبدعت.. وعزفت سمفونية التفوق والأفضلية.. ورسمت طريق النجاح وفقاٍ لرسم بياني متصاعد من القاع إلى القمة.. طريق سلكه المنتخب القطري (العنابي) بخطى ثابتة واثقة يقودها (الداهية) الجزائري جمال بالماضي مدرب المنتخب القطري.. الذي يمتلك حنكة تدريبية وكفاءة احترافية تفوق بها على أقرانه من مدربي المنتخبات الخليجية الأخرى في بطولة كأس الخليج الثانية والعشرين بالرياض.
تفوق القطريون رغم البدايات المتواضعة أمام منتخبات المجموعة الأولى.. وتعادلوا في الافتتاح أمام الأخضر السعودي صاحب الأرض والجمهور (1/1) وتعادل مع منتخبنا (صفر/ صفر) وتعادل مع البحرين (صفر/ صفر) وتأهل إلى الدور الثاني برصيد ثلاث نقاط بعد ذلك بدأ يظهر العنابي القطري أداءه الجيد وتجاوز المنتخب العماني وحقق أول فوز له بنتيجة (3/ 1) ليصل إلى النهائي لمواجهة الأخضر السعودي المستضيف.. ليكتب التاريخ لبطولات كأس الخليج موقعة تاريخية أخرى وملحمة نارية جديدة لدورة خليجية جديدة.. فيها تحد جديد ومواجهة مصيرية يخوضها العنابي على أرض خصمه الأخضر السعودي الذي تحكي المواجهات التاريخية للمنتخبين تفوق المستضيف الأخضر السعودي على مر تاريخ مواجهاتهما السابقة.
وكان القطريون يخوضون في هذا اللقاء أمام الأخضر السعودي صاحب الأرض المستضيف لشيئين هامين.. أو بمثابة مواجهة في لقاءين.. الأول يسعى القطريون فيه لحصد اللقب الثالث لهم في بطولات الخليج العربي.. والهدف الثاني كسر حاجز التفوق السعودي لمواجهاتهم مع الأخضر السعودي.
العنابي كان عند مستوى التحدي في مواجهة النهائي لخليجي 22 في الرياض تفوق على صاحب الأرض المستضيف وهز شباكه مرتين وعجز صاحب الأرض عن هز شباك العنابي القطري سوى مرة واحدة.. وقدم العنابي أداء تميز فيه عن خصمه الذي حظي بمؤازرة ستين ألف متفرج على استاد الملك فهد بالرياض.. وتفوق أداء ونتيجة وفرض السيادة على أرض الملعب وأفشل كل مساعي المنتخب السعودي الذي يمتلك أفضل العناصر من اللاعبين على مستوى الخليج إذا لم يكن على مستوى الوطن العربي.. وحكم لاعبو العنابي على صاحب الأرض سيناريوها محددا كان لاعبو العنابي هم أصحاب الكلمة العليا فيه طوال شوطي اللقاء حتى النهاية ورسموا معالم النهاية لهذه المواجهة التاريخية لأفراحهم.. ونهاية حزينة ومؤلمة ومريرة لصاحب الأرض المنتخب السعودي الذي رافقه الإخفاق والابتعاد عن البطولات لما يقارب ثمانية أعوام.
فشل المنتخب السعودي على أرضه وبين جماهيره وفشل مدربه لوبيز الذي أثار جدلاٍ كبيراٍ في الأوساط السعودية ولم ينل الرضا من وسائل
الإعلام السعودية والجماهير الرياضية.. بينما تفوق الداهية الجزائري جمال بلماضي الذي عرف من أين تؤكل الكتف ووظف إمكانية لاعبيه بالشكل الرائع ليكونوا هم أسياد اللقاء التاريخي وأبطال الدورة.
فرح القطريون في ليلة تاريخية سيتحدث عنها التاريخ.. وتتحدث عنها الأجيال القادمة بكل فخر واعتزاز.. رقصوا.. وغنوا كيفما ارادوا وعبروا عن أفراحهم بانجاز تاريخي ثالث في احراز بطولات كأس الخليج العربي وتوجوا أنفسهم أبطال هذه البطولة الثانية والعشرين من العاصمة الرياض بينما على الجانب الآخر عمت الأحزان وتساقطت الدموع على خسارة اللقب على أرضهم وفي حضور ستين الف متفرج سعودي حضر اللقاء وغاب المنتخب السعودي.. وعم الحزن والغضب في الأوساط الرياضية السعودية.. والاستياء من اللاعبين وأدائهم السيئ.. ونصبت المشانق والمحاكم على المدرب الاسباني لوبيز الذي طالبوا برحيله فوراٍ بعد نهاية اللقاء ودفع الشرط الجزائي له على إنهاء العقد الذي يقدر بأربعة ملايين ريال سعودي.
استياء وغضب واسعين جماهيري وإعلامي سعودي على المدرب واللاعبين وخسارة البطولة الخليجية التي تعني الكثير والكثير لكل الخليجيين واتوقع أن الغضب والاستياء لن يتوقف إطلاقا إلا برحيل
المدرب الاسباني لوبيز الذي وصفوه بأنه نكبة على الكرة السعودية.. وقالوا إذا كان هذا الأداء في كأس الخليج فكيف سيكون في نهائيات كأس آسيا الاستحقاق القادم للمنتخب السعودي.
كان المنظر مؤلما للجماهير السعودية في ملعب الملك فهد بالرياض أثناء المباراة النهائية أمس الأول وكذا اللاعبين وهم يذرفون دموع الحزن ويعضون أصابع الندم على ضياع البطولة من بين أيديهم ومن على أرضهم.
واتوقع إن لم يبادر اتحاد الكرة السعودي بترحيل المدرب الاسباني لوبيز وفك الارتباط معه سيتطور الغضب الرياضي السعودي الجماهيري والإعلامي وسيكون الضحية الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وكان المشهد الأبرز عقب نهاية اللقاء الأفراح القطرية والمفرقعات النارية التي أضاءت سماء ملعب الملك فهد بالرياض بالعنابي البطل المتوج بكاس خليجي22 ومن هناك من ارض ملعب الملك فهد بدأت الأفراح والاحتفالات القطرية باستلام كأس البطولة الذي سيحفظ بالخزائن القطرية إلى الأبد..وسيتواصل هذا الاحتفاء بالبطولة في الدوحة وهناك سيكرم الإبطال بهذا الانجاز الرائع وألف تريليون مبروك …وهاردلك للأخضر السعودي!!