الحمولة الزائدة.. خطر بعيد عن الحسبان !


● (مازاد عن حده انقلب ضده) حقيقة مسلمة لا يستطيع أحد إنكارها فلكل شيء سقف معين وإطار يحدد به. فتخيل معي عزيزي القارئ بأنك تجلس بمحاذاة أحد الطرق وشاهدت مركبة تحمل ما يفوق قدرتها الاستيعابية سواء أكانت ناقلة عملاقة أو صغيرة (باص للنقل أو حتى سيارة) ماذا سيخطر على بالك حينها ¿ وبماذا ستصف من يقوم بهذا العمل …¿ الإجابة التي خطرت على بالي وأفادني بها كل من قمت بسؤاله هي الشعور بالخطر لاحتمال حدوث مشكلة وهذا أمر طبيعي لكون الظاهرة أمرا مخالفا للمعتاد ولا يتقبله عقل يؤمن بمبدأ الصواب وستصفه حينها بالعبثي مركبات الموت الجماعي هي التسمية المتداولة للمركبات صاحبة الحمولة الزائدة وخاصة تلك التي تكتظ بالبشر ولا تلتزم بسقف معين لحمولتها التي حددت من قبل الجهات المصنعة لها وهذا ما نشاهده بأم أعيننا ويقوم به أصحاب عربات النقل أقصد هنا سائقي سيارات “الهايلكس” أو “التويوتا” ( الطقم ) التي تتنقل الركاب على ظهرها بين مديريات ومحافظات الجمهورية تحت أشعة الشمس الحارقة نهارا والبرد القارس ليلا بالإضافة إلى القيادة بسرعة عالية دون اهتمام بحدوث أي حادث اصطدام أو انقلاب لا قدر الله ولكن إذا ما حدث فالضحايا سيكونون بالجملة للأسف الشديد.
تعرض حياة البشر للخطر هي المشكلة الأكبر التي قد تسببها الحمولة الزائدة فهناك مشكلة أخرى وهي تلك الناقلات العملاقة التي تحمل أكثر من الوزن المحدد لها مما يؤدي إلى انقلابها في المنعطفات أو للتوقف المفاجئ في وسط الشارع العام. وهناك أيضا ناقلات تحمل فوقها بضائع قد لا تكون متجاوزة للوزن المحدد والقدرة الاستيعابية التي صنعت من أجلها ولكنها تزيد في حمولتها عن الحجم المحدد لها فترتفع إلى أعلى بشكل يؤدي في بعض الأوقات إلا قطع أسلاك الكهرباء التي تتشابك من جهة إلى أخرى بشكل عشوائي وفي أحيان كثيرة تنقلب تلك المنتجات في المنعطفات بسبب الطريقة غير المتقنة لربط وتثبيت الحمولة على ظهر الناقلة .
وبإجماع جميع المختصين في الميكانيكا فإن الحمولة الزائدة تؤدي إلى العديد من المشكلات الميكانيكية وتساهم في تهالك المركبات بجميع أنواعها وتؤدي إلى خروجها عن الخدمة قبل أوانها مما قد يحول سائق المركبة الذي يطمع بمزيد من الربح المادي إلى زائر مناوب لورش الصيانة حينها سينفق على أصحاب الورش من المال ضعف ما كسبه من الحمولة الزائدة ليس هذا فقط فالحمولة الزائدة تعرض المكابح للخطر خاصة أثناء النزول من المنحدرات وهذا يعد مجازفة لا يحمد عقباها.
المعين الله بهذا القول يظن أصحاب تلك الناقلات أن كل شيء يسير على ما يرام, وأنا لا أختلف معهم في أن المعين هو الله جل في علاه لكنه أمرنا أيضا بأن لا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة و أمرنا أن نأخذ بالأسباب, لذا خلق لنا عقلا ندرك من خلاله ماهية الخطوط الحمراء وفرض عقوبة لمن يتجاوزها ولا يعني عدم وجود عقوبة دنيوية من قبل الجهات المختصة التي تغض الطرف عن مثل هذه التجاوزات الخطرة سواء على الأرواح أو الممتلكات العامة والخاصة, أن نكف عنها فهناك عقوبات إلهية لمن قد يؤذي نفسه وهو يعلم.

تصوير/ فاروق الشعراني

قد يعجبك ايضا