الزراعة المحمية – بدائل ناجحة لمواجهة الصقيع


■ المياه أكبر مشكلة تواجه الزراعة في اليمن
دعا المهندس عبدالحفيظ قرحش مدير عام الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة والري إلى مساعدة المزارع اليمني في إيجاد بدائل مناسبة كالطاقة الشمسية واستخدامها والتي يمكنها تقليل الخسائر على المدى البعيد.. وإدخال أنظمة البيوت المحمية وبالذات في المناطق المرتفعة التي تساعد المنتجين في زراعتهم النمطية وخصوصا زراعة الخضروات واستعمال البذور المحسنة التي تعمل على زيادة الإنتاج بنسبة تصل إلى 60%.
كما تحدث المهندس قرحش في لقاء أجرته معه “الثورة” حول البدائل المناسبة التي يمكن للمزارع استخدامها خلال فترة الصقيع “البرد”.. بالإضافة إلى آثار الاقتصادية والإنتاجية لموجة الصقيع على المزارعين والمحاصيل الزراعية.. فكانت الحصيلة التالية:

* بداية.. حدثونا عن الوضع الزراعي في اليمن¿
– الوضع الزراعي بشكل عام طيب وكل شيء يحتاج إلى مياه إذا لم توجد المياه فلا توجد زراعة واليمن من البلدان الجافة لأنه ليست لدينا أنهار ولدينا موارد محدودة وأراضينا تعتمد 60% أو أكثر على مياه الأمطار.. وجزء بسيط يعتمد على مياه الري بواسطة الأمطار والغيول.. والمحاصيل التي تْسقى من الآبار هي الخضار وبعض الفواكه وتزرع في المناطق التي تتوفر فيها مياه آبار مثل المناطق الساحلية وتهامة وحضرموت وبعض المناطق في مارب والجوف هذه المناطق تعتمد في عملية الري بواسطة الآبار.
* إذا ما تحدثنا عن موجة الصقيع “البرد”.. هل له تأثير على المحاصيل الزراعية وخصوصا الخضروات¿
– أكيد.. أولاٍ “البرد” ضرورة ملحة للمحاصيل وبالذات بعض محاصيل الفواكه بدون نسبة برودة محددة لا يمكن أن تحصل على عائد إنتاجي ولهذا فيما يخص الفاكهة يحبذ أن يكون لها درجات حتى تحصل على عائد إنتاجي للموسم القادم مثل التفاح والفرسك والزيتون وبعض المحاصيل الأخرى.. كل فاكهة متساقطة الأوراق تعتمد على درجة برودة محددة ينفعها في عملية الإنتاج للفواكه.
بالنسبة للخضار لا تزرع في المرتفعات حيثما توجد البرودة الشديدة في هذه الحالة تزرع بطريقتين المناطق الساحلية والمنخفضات كلها تزرع خضار لأن نسبة البرودة ليست مضرة والجانب الآخر في المناطق المرتفعة بدأت تدخل نظام البيوت المحمية يزرعون تحتها محاصيل الخضار والطماط والبيبار والخيار وغيرها من المحاصيل التي تزرع تحت نظام البيوت المحمية وهذه طريقة مناسبة للمناطق المرتفعة.

صعوبة
* كخبير في الإنتاج الزراعي.. هل لكم أن تحدثونا عن أبرز المشاكل التي يواجهها المزارع في فترات البرد¿
– أهم صعوبة تواجه المزارع هي ضعف الخبرة لدى المزارعين وجزء من المزارعين بسبب عامل الهجرة خرج كثير من الناس الذين لديهم إمكانيات وخبرات زراعية من الإطار العملي في الزراعة.. وهذه العوامل مؤثرة في حياة الناس الزراعية تناقل الخبرة من جيل إلى آخر في منتهى الأهمية.
من جانب آخر عامل الإنتاج محدود في الريف نتيجة لإمكانيات المزارع ومحدودية الأراضي الزراعية صغيرة جدا يعني مساحة نصف هكتار إلى هكتار إلى هكتارين هذه مساحات غير اقتصادية بشكل عام.
هناك عامل محد هو العامل الاستثماري لا يوجد نظام إقراضي في البلاد يستوعب حاجات الناس في توفير مدخلات الإنتاج من أسمدة من بيوت محسنة إلى آخره من الجوانب التي يتوقع الإنسان أن تكون عاملاٍ إيجابياٍ في زيادة الإنتاج.. لكن بالنسبة للمواسم لا أحد يشكو منها بدرجة أساسية.

دور
* تحدثت عن الخبرة المتوارثة والهجرة وبالتالي أفهم من كلامك أنك تدق ناقوس الخطر على مستقبل الزراعة في اليمن.. أين دور وزارة الزراعة¿
– بالتأكيد هناك خطر على مستقبل الزراعة في اليمن جراء هجرة الخبرات الزراعية.. ودور وزارة الزراعة موجود لديك مؤسسات تتبع وزارة الزراعة مثل مؤسسة البحوث ومؤسسة إكثار والإرشاد الزراعي وهي موجودة في العمل وموجودة في مناطق الإنتاج ويقدمون خدماتهم لدينا في حدود سبع إلى ثماني محطات بحثية في مناطق مختلفة لدينا مكاتب زراعية لدينا مرشدون زراعيون في المحافظات وهؤلاء جميعا لديهم أدوار معينة يقومون بها.. لكن ينقصهم بعض النواقص مثل موازنة الدورة والتي ليست منتظمة إلى حد كبير في كثير من الحالات يكتفون بالرواتب الرسمية مثلها مثل المؤسسات الأخرى.. وهذا بالتأكيد عامل محدد في عملية نشر المعلومة ونشر التقنيات الحديثة ونشر البذرة والالتقاء مع المزارعين من وقع إلى آخر التنبؤ بحالات أمراض أو حالة مشاكل زراعية هذه جميعها إذا لم تكن لديك إمكانيات مادية أن تستطيع تتحرك كالحد من انتشار الجراد والأمراض.. حيث جاءتنا الأمراض الخاصة بالطماط والجميع يعرف إلى أين وصلت أسعار الطماط إلى أكثر من 700 ريال للكيلو ومن ثم تدخلت الوزارة والجهات المعنية وتغلبت على المشاكل التي أصابت محصول الطماط ونزلت معدلات الأسعار إلى مستوى 300 ريال للكيلو.

الهجرة
* ضعف الخبرة لدى المزارعين بالتأكيد سيكون له أضرار في الجانب الاقتصادي¿
– نعم.. إذا كان هناك أناس يتوارثون الخبرة أبا عن جد.. والذي يجيد زراعة محصول ما وورثه ابنه بدون أي خبرة بالتأكيد ستؤثر في عملية الانتاج وتؤثر للدخل بالنسبة للأسرة كلهن عوامل مؤثرة وبالتالي الأجيال الجديدة بدل أن تتعلم وتستمر في جانب الإنتاج ترحل وتبحث عن مجالات عمل.. ولهذا تلاحظ أن أكبر هجرة موجودة في المدن من الريف والريف هو الذي كان منتجاٍ.. لم يكن يأخذ من المدن الآن كل متطلباته تقريبا تأتي من المدن.

أولويات
* ما هي أولويات الإدارة للإنتاج النباتي خلال الفترة القادمة لتحسين الإنتاج الزراعي وبالأخص الخضروات¿
– جهود الإدارة تنصب على أن يكون لدى المزارع بذور محسنة حيث تسهم البذرة في عملية الإنتاج بأكثر من 60%.. إذا جئت ببذرة محسنة تسهم في الإنتاج بأكثر من 60% وإذا أضفت عليها عوامل أخرى من مدخلات زراعية تصل النسبة إلى 80 أو 90% في معدل الإنتاج.. أي أنه بدل ما تحصل على 900 كيلو في الهكتار تصل إلى أطنان أو ثلاثة أطنان وهذا فيما يخص الحبوب.. وإذا ذهبت إلى الخضار تزداد بمعدلات متنامية كبيرة بدلا ما تنتج 12 طناٍ تنتج من 20 إلى 30 طناٍ وهكذا.. أما في نظام البيوت المحمية هناك معدلات مرتفعة لزيادة الإنتاج الاستهلاك الأقل في المياه والإنتاج العالي في وحدة المساحة الصغيرة وهذا يأتي بمعدلات إنتاج عالية جدا وهذا الذي نبحث عنه حتى تنافس “إنتاج القات” تحت نظام البيوت المحمية لو زرعتها تأتي بمعدلات كافية للمنتج ويجعله في بعض الحالات يساوي دخل القات في بعض القات.. وهذا ما نسعى إليه بالإضافة إلى توفير البذور المحسنة في كل المحاصيل من الحبوب والخضار أيضا نقوم بتوفير الشتلات في مشاتلنا في فترة الشتاء نسعى إلى توفير الشتلات المناسبة للمناطق المناسبة وهذا عامل أساسي نبحث أيضا في تقنيات حديثة أخرى سواء مثل توفير آلات تجفيف للعنب أو آلات تجفيف للبن ونحاول توفيرها في مناطق الإنتاج أيضا لدينا مشاريع جديدة تدخل وتساعد في عملية الإقراض لأنه لا يوجد نظام إقراض في البلاد نقوم بإدخال أنشطة جديدة بالنسبة للمرأة الريفية في عملية الاقتصاد المنزلي.. بمعنى أن المحاصيل الفائضة كيف يمكن أن تعيد استخدامها وتستفيد منها في عملية الحفظ بالطريقة الفنية الصحيحة بحيث لا تنتهي المحاصيل إما في الطريق أو تحت الشجرة أو في السوق بدل أن يسوقها ولا يحصل عائد يمكن يعيد تجفيفها.

رسائل
* هل من كلمة تود قولها في نهاية اللقاء¿
– نتمنى للمزارعين التوفيق فهم مزارعون صامدون رغم الظروف التي يمرون بها ومشاكل الديزل وانعدامه.. وأتمنى أن تعمل الدولة على مساعدة المنتجين في إيجاد بدائل مناسبة كإيجاد الطاقة الشمسية واستخدامها وهذا يمكن أن يقلل الخسائر على المدى البعيد وإدخال أنظمة البيوت المحمية وبالذات في المناطق المرتفعة وإدخال بدائل أخرى تساعد المنتجين في زراعتهم النمطية واستعمال البذور المحسنة ضرورة ملحة وأن يهتم المرازع بإدخال البذور المسحنة لأن البذرة أساس كل شيء وهذا ينطبق على حياة الإنسان.

قد يعجبك ايضا