منتخبنا الرائع والجمهور الأروع
حسن أحمد اللوزي –
يا الله ما أروع بل وما أجمل تلكم المشاعر الراقية التي ما زالت تجري وتتدفق في كل الميادين الرياضية والإعلام بصورة عامة وفي صفحات التواصل الاجتماعي وفي قلوب وصدور الملايين من أبناء شعبنا وكل من تأثر وتعاطف وعبر عن مشاعره الصادقة لأن الحدث لا يستدعي المجاملات بقدر ما يحرك الانفعالات الصادقة والانطباعات الإيجابية.
لا شك يدري من يتابعني عن ما أتحدث نعم نعم أنا أتحدث عن مشاركة منتخب بلادنا لكرة القدم في الدورة الثانية والعشرين لكأس الخليج العربي هذه الدورة التي وسمت واصطبغت منذ انطلاقتها بالروح اليمنية العالية رياضيا وجماهيريا وبتميز المباريات التي لعبها منتخب الجمهورية اليمنية.
فكان بحق منتخبنا مفاجأة الدورة بدون أية مبالغة كما كان الجمهور اليمني الذي تقاطر من كافة أرجاء المملكة إلى الرياض ليشجع فريقه ويؤازره ويشحذ من همم اللاعبين فكان ما كان مما سوف يتخلد في صفحات الزمان ليس كمجرد ذكرى عزيزة ومهمة وإنما كانطلاق لتأريخ إيجابي جديد للمنتخب وللرياضة اليمنية وهو ما كتبت عنه أو غردت به في تويتر بعد لحظات من انتهاء أولى مباريات المنتخب مع المنتخب البحريني وقد أردت هنا أيضا أن أؤكد على ما علقت به على بعض الكتابات والمشاركات بالنسبة لهذا الحدث الرياضي والشبابي العظيم.
أولها أنه صار لدينا منتخب وطني مرموق ومتكامل البنيان متجانس الفعالية ومتناغم الأداء وبكل ما يعنيه مصطلح المنتخب مع بعض الملاحظات التي أحتفظ بها بالنسبة لصانعي الأهداف في منطقة الوسط وقناصي الأهداف في مقدمة الهجوم لكنه فريق يمتلك المهارات الفنية ويتسلح بالثقة الكبيرة بالذات والشجاعة النظيفة ولا غرو أن يحصل لاعبوه على جوائز التقدير وعبارات الإشادة والثناء من قبل المختصين والرياضيين الكبار بما في ذلك جائزة أحسن لاعب.
وليس المهم أن منتخبنا سيعود من الرياض بحفظ الله وسلامته بنقطتين بل الأهم أنه استرد الثقة العظيمة بنفسه وتعزز إيمانه بإنه يمثل وطناله وجوده ومكانته ماضيا وحاضرا ويبرز قدرات شعب أصيل مشهود له بالبذل والعطاء والعزة والإباء والتفاني والوفاء وذلك أيضا أهم الدروس التي نتعلمها من الجمهور اليمني العظيم الذي ظل شامخا كالطود الأشم والرافد الجليل للمعنويات والظهر المنيع المساند الذي لا ينحني أو ينكسر فقد ظل متألقا كلاعب أساسي ومنهل إخلاقي وهو يؤدي واجبه بكل الحب والتفاني والحماس.
والدرس الآخر الجليل الذي قدمه المنتخب في هذه المشاركة التأريخية المتميزة أنه رد الاعتبار للرياضة في بلادنا وصار لها ذلكم الرونق الإنساني والاجتماعي والحضاري المهم الذي يتجلى واضحا وفاعلا في حياة كل مجتمع وفي علاقات الشعوب والأمم ومن خلال عنفوان القوة ووعود البذل والعطاء وليتنا نهتم أكثر بالشباب !!!
هنيئا للمنتخب الوطني على هذا النجاح المشهود له من الجميع وطنيا وخليجيا وعربيا ولكل الجماهير الرياضية اليمنية بهذا الإنجاز الكبير وتحية إجلال وتقدير لجماهيرنا الكريمة والوفية والعملاقة في المملكة العربية السعودية معترفين بعجزنا في أن نعطيها حقها مهما أثنينا على ما فعلت وقدرنا أو شكرنا ولكن شكر الله عز وجل ما عجزنا.
وأمنياتنا المخلصة والصادقة بالنجاح الكامل لهذه الدورة التأريخية بالنسبة لكأس الخليج العربي في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة.