المنتخب الوطني ينتزع نقــطةثـمـيـنـة أمـام نـظـيره القطري


فرض المنتخب الوطني لكرة القدم التعادل السلبي على نظيره القطري في المباراة الكبيرة التي جمعتهما مساء أمس على إستاد الملك فهد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الأولى ببطولة كأس الخليج العربي في نسختها الثانية والعشرين المقامة حالياٍ في الرياض.
وللمرة الأولى رفع المنتخب الوطني رصيده إلى نقطتين في بطولة خليجية بعدما اقتصر الأمر على تحقيق نقطة واحدة في أول ثلاث مشاركات قبل أن يخرج خالي الوفاض في الثلاث المشاركات الأخيرة.
وخالف منتخبنا كل التوقعات والترشيحات التي كانت تصب لمصلحة العنابي القطري في مواجهة الأمس .. إلا أن منتخبنا قدم مباراة ستظل عالقة في ذاكرة الجماهير الوفية والمخلصة التي احتشدت أمس من مختلف المدن السعودية لترسم لوحة في غاية الجمال وهي تملأ مدرجات الملعب وتؤازر المنتخب طوال المباراة.
ونجح المنتخب الوطني في توزيع الجهد البدني على مدار شوطي اللقاء كما تميز اللاعبون باللعب الرجولي والانضباط التكتيكي وفرض حالة من الندية التي أربكت لاعبي قطر الذين وجدوا صعوبة كبيرة في خدش شباك محمد إبراهيم عياش التي بدت صعبة المنال واستعصت عليهم حتى صافرة النهاية.
بداية المباراة شهدت حالة من الارتباك وبعض الهفوات الدفاعية وخاصة من جانب حارس المرمى عياش الذي ارتكب خطأ مبكراٍ كاد يكلف منتخبنا كثيراٍ حينما سلم كرة خاطئة صوب اللاعب القطري حسن الهيدوس لكن أحمد الحيفي أنقذ الموقف وأبعد الكرة إلى الركنية.
ولم تمض سوى عشر دقائق حتى بدأ المنتخب الوطني يدخل في أجواء المباراة ويقود دفة الهجمات صوب مرمى قاسم برهان حارس العنابي القطري حيث قاد الصاصي هجمة سريعة ومرر كرة متقنة صوب نجم المباراة عبدالواسع المطري الذي بدوره تعرض للإعاقة داخل صندوق العمليات واكتفى الحكم العْماني يعقوب عبدالباقي بدور المتفرج دون احتساب أي شيء.
ومع مرور الوقت اكتسب لاعبو منتخبنا ثقة كبيرة عززت من الناحية الفنية والانتشار السليم داخل الملعب وفرض الأسلوب المناسب الذي أجبر لاعبي قطر على التخلي عن حالة الانتشاء والطموح في احراز هدف التقدم والتراجع إلى الخطوط الخلفية في فترات مختلفة من اللقاء من أجل تأمين المنطقة الدفاعية وتفادي اهتزاز الشباك بهدف مباغت .. خاصة في ظل اعتماد منتخبنا على الكرات الخاطفة والهجمات المرتدة التي شكلت خطورة كبيرة على المرمى القطري في عدة مناسبات.
ولم يغامر منتخبنا في الانفتاح على الهجوم بشكل كبير حيث كان أسلوب اللعب الذي اعتمد عليه التشيكي ميروسلاف سكوب واقعياٍ من خلال الانضباط التكتيكي وإيجاد كثافة عددية في منطقة المناورات بما يسهم في فرض حالة من التوازن وعدم ترك المساحات الفارغة التي تتيح للاعبي العنابي التحرك بأريحية وتنظيم الهجمات صوب مرمى منتخبنا كما تم إيكال المهمة للاعبين مدير عبدربه ومحمد فؤاد ومعتز قائد لفرض رقابة لصيقة لمصادر الخطر وخاصة حسين الهيدوس وبوعلام خوخي.
وتحصل المنتخب الوطني على أخطر فرصة في اللقاء حينما قاد علاء الصاصي هجمة مرتدة سريعة ومرر كرة من منتصف الملعب صوب المندفع عبدالواسع المطري الذي تقدم وانفرد بالحارس قاسم برهان وسدد كرة مرت بمحاذاة القائم الأيسر لمرمى قطر مهدراٍ فرصة تسجيل هدف السبق في الدقيقة (30).
وشهد النصف الثاني من الشوط الأول عدداٍ من حالات الخشونة من جانب لاعبي منتخب قطر والتي كشفت عن حالة من الارتباك وانفلات الأعصاب والتي قوبلت بسلبية تحكيمية وعدم وضع حد لتلك المخالفات.
وتحصل المنتخب القطري على بعض الفرص التي اصطدمت بحائط صلب واستماتة دفاعية لينهي منتخبنا شوط المباراة الأول بالتعادل السلبي بين الطرفين.
وفي الشوط الثاني حاول منتخبنا تغيير المعادلة وقلب الطاولة على نظيره القطري ودشن فؤاد العميسي المناوشات الهجومية بكرة إستقرت في متناول الحارس برهان فيما عمل المنتخب القطري على وضع حد لحالة السلبية والتعادل والوصول إلى الأسبقية في المباراة حيث سدد ماجد حسن كرة قوية مسحت عارضة المرمى وغادرت الملعب بسلام.
وبدأ المدرب سكوب بالرمي بأوراقه حينما دفع بالمهاجم ياسر الجبر بدلاٍ عن المهاجم وحيد الخياط بهدف تنشيط الجبهة الهجومية وتشكيل إزعاج مستمر للدفاع القطري.
ونجح لاعبو منتخبنا في اختراق صفوف المنتخب القطري من خلال التمريرات البينية والكرات المنسقة والألعاب الجميلة التي قدمها الثنائي الرائع عبدالواسع المطري وعلاء الصاصي والواعد وليد الحبيشي والتي اكسبت بقية اللاعبين حالة من الثقة فيما أربكت حسابات لاعبي قطر الذين بدا عليهم حالة من الاهتزاز والإحباط.
ولم يتوقف إصرار لاعبي منتخبنا في الدقائق الأخيرة من المباراة حيث شهدت الدقيقة (70) فرصة جديدة إثر هجمة منسقة وتبادل الكرات وسدد المطري كرة تصدى لها قاسم برهان ورد على تلك المحاولة القطري حسن الهيدوس بكرة ماكرة استبسل محمد عياش في التصدي لها.
وعزز مدرب منتخبنا تغييراته بالدفع باللاعب عبدالمعين الجرشي بدلاٍ عن المتألق وليد الحبيشي قبل أن يقوم بسحب كابتن المنتخب علاء الصاصي بسبب الإصابة التي تعرض لها والدفع باللاعب محمد الغمري.
وبالرغم من التغييرات الثلاثة التي أجراها المنتخب القطري إلا أنها لم تؤت أوكلها وتواصل إيقاع منتخبنا على نفس النسق وحافظ على نتيجة التعادل حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة والدقائق الست المحتسبة كوقت بدل ضائع وكذلك الدقيقتين اللتين أضيفتا لها لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي وهو الثاني من نوعه ليظفر منتخبنا بالنقطة الثانية لأول مرة في تاريخ دورت الخليج.
رئيس الجمهورية
يشيد بأداء المنتخب
وعقب المباراة أجرى فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي اتصالاٍ هاتفياٍ بوزير الشباب وقيادة البعثة وأشاد بمستوى اللاعبين خلال المباراة وتحقيق نتيجة التعادل للمرة الثانية في البطولة وتحلي اللاعبين بروح المسؤولية وتمثيل الوطن بصورة مشرفة مهنئاٍ أعضاء المنتخب على الأداء المشرف في البطولة والمستوى الجيد الذي قدموه في المباراتين مثنياٍ على الأداء المتميز الذي قدمه لاعبو المنتخب خلال البطولة الخليجي.
كما اطمأن الأخ رئيس الجمهورية على صحة لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم محمد بقشان الذي أصيب خلال المباراة موجهاٍ بتقديم العناية الطبية اللازمة للاعب بقشان.. متمنيا له الشفاء العاجل كي يعود في اسرع وقت ممكن للمشاركة مع زملائه في بقية المباريات.
من الرياض
عقب المباراة قام الأخ رأفت الأكحلي وزير الشباب والرياضة بالنزول إلى أرضية الملعب وتقديم التحية للجماهير العريضة التي احتشدت في مدرجات الملعب.
قام وزير الشباب ورئيس اتحاد كرة القدم بالالتقاء باللاعبين عقب المباراة في غرفة تبديل الملابس والإشادة بالعرض الرجولي وتحقيق التعادل أمام منتخب قطر وتم الاعلان عن مكافأة لكل لاعب بمبلغ ثلاثة آلاف دولار مناصفة من الوزارة والاتحاد.
أدار المباراة طاقم تحكيم عْماني بقيادة الحكم يعقوب عبدالباقي وسيف الغافري وعبدالله الشماخي علي محمود رابعاٍ.
مدرجات استاد الملك فهد اكتظت بالجماهير اليمنية التي يقدر عددها بنحو عشرين ألف مشجع بينما لوحظ أن المدرجات المخصصة لمنتخب قطر خالية ولا توجد فيها سوى أعداد قليلة من مشجعي قطر الذين لا يتجاوز عددهم (100) مشجع.
بعض الشركات التي يملكها رجال أعمال من بلادنا منحت موظفيها إجازة يوم أمس من أجل تمكينهم من حضور المباراة ومؤازرة المنتخب.
تعرض منتخبنا لظلم تحكيمي كبير خلال المباراة وكان من المفترض أن يتم احتساب ركلة جزاء واضحة بعد إعاقة المطري داخل منطقة الجزاء بالإضافة إلى عدم احتساب إنذارات في عدة حالات ومنها بعض الحالات التي تسببت في إضاعة فرصة هدف محقق.
بعد أن امتلأت مدرجات جمهور منتخبنا بالمشجعين اضطرت إدارة استاد الملك فهد لفتح المدرجات المخصصة للجمهور السعودي للجمهور اليمني الذي استمر في التدفق حتى بداية الشوط الثاني.
مع اقتراب المباراة من نهايتها أنار جمهور منتخبنا أضواء الجوالات مبتهجين بتحقيق التعادل ومرددين الهتافات التشجيعية ومنها (بالروح بالدم نفديك يا يمن).
اللاعب محمد بقشان تعرض لإصابة بالغة إثر كرة مشتركة ذاد فيها عن المرمى وخضع للعلاج داخل أرضية الملعب بعد تعرضه لحالة بلع لسان كمان تم إسعافه إلى المستشفى لإجراء أشعة مقطعية للتأكد من سلامته من أي مضاعفات وتم التواصل ببعثة المنتخب الذين أكدوا أن اللاعب في صحة جيدة ولا توجد أي مخاوف على حالته الصحية.
أبدى عدد من الإعلاميين المتواجدين لتغطية البطولة استياءهم الشديد من تجاهل اتحاد الكرة لهم وعدم صرف بدل السفر رغم أن البطولة أصبحت في يومها الخامس.

تصوير/ مختار محمد حسن

قد يعجبك ايضا