استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
النجاح في تمرير الحكومة وتشكيلها بصورة مرضية للجميع سوف يعني توفير أهم متطلبات الاستقرار السياسي المطلوب لبدء انطلاق العمل التصحيحي للاختلالات القائمة على مختلف الأصعدة الأمنية والاقتصادية والخدمية التي ينبغي على الدولة وتلك الحكومة المشكلة أن تسرع في إجرائها حتى لا تتفاقم التحديات وينفلت زمام الأمر على الجميع ويتعرض الوطن بسببه لتهديدات عديدة.
مراكز القوى
المحلل السياسي الدكتور محمد المخلافي – جامعة صنعاء- يرى أن تشكيل الحكومة جاء بعد تداعيات شهدتها الساحة السياسية اليمنية أفرزت تغيراٍ في مراكز القوى الأمر الذي أصبح معه وجود حكومة أمراٍ ملحاٍ لإعادة الاعتبار للدولة ولإعادة ثقة المواطن بمؤسساتها.. ولكن قدرتها على إعادة الحياة الطبيعية أمر مرهون بمدى قناعة القوى السياسية بها مجتمعة دون استثناء وبدون تحفظ على أي من أعضائها هذا من ناحية ومن ناحية ثانية يتوقف الأمر أيضاٍ على مدى قناعة الأعضاء أنفسهم بالعمل كفريق واحد.
الاستحقاقات الدستورية
ومضى يقول: إذا انتظمت الحكومة كفريق وطني واحد وتعزز لدى أعضائها الإيمان بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.. وجندوا أنفسهم للنهوض باستحقاقات الوطن ومتطلبات المرحلة وإذا أتيح لهذه الحكومة الجديدة العمل في ظل ظروف طبيعية فيمكن القول إنه سيكتب لجهودها بعض النجاح في استعادة ثقتنا بمؤسسات الدولة.. وخاصة أنه لا يوجد أمامها متسعاٍ من الوقت ففي التسعة الأشهر المتبقية عليها نقل الوطن إلى مرحلة الاستحقاقات الدستورية (الإعداد للاستفتاء على الدستور والترتيب للانتخابات الرئاسية والتشريعية والإقليمية) وهي مهام يمكن إنجازها إذا ما توفرت تلك الشروط مع الأخذ بعين الاعتبار أن يسلم الوزراء السابقون كل ما بعهدتهم من سيارات وأثاث ومنازل وغير ذلك للوزراء الجدد لأن الموازنة العامة للدولة تعاني من موت سريري.. والحرص على عدم ضياع الوقت والجهد والمال بترتيبات جديدة للوزراء الجدد.. أما بالنسبة لمعالجة القضايا المصيرية فيرى المخلافي أنها من أولويات مهام الحكومة المنتخبة.
نجاح الدولة
من جهته أوضح الدكتور – محمد عبدالله الحميري – جامعة صنعاء- أن مسألة التوافق على تشكيل حكومة في هذه الفترة ليست بالمسألة العادية أو غير المهمة بل إنها تمثل أحد أهم شروط ومحددات النجاح للدولة في تجاوز أهم عقبات وتحديات المرحلة الراهنة بل لعلنا لا نبالغ إن قلنا إن عملية النجاح في تشكيلها وحصولها بعد ذلك على ثقة مجلس النواب إنما يعتبر هو طوق النجاة الوحيد والأكثر أهمية لتمكين البلاد والدولة من عبور الأزمة والتعقيدات الراهنة التي يقف الانفلات الأمني على رأسها والتي تمثل التحديات الاقتصادية والمالية أهم عناوينها وهي الجرعة التي كانت الحكومة السابقة قد اضطرت لاتخاذها كإجراء إسعافي للإيفاء بمتطلبات والتزامات الدولة التي كانت قد أوشكت على إعلان حالة الإفلاس .
توافق المكونات
وأضاف: أنه لتأكيد أهمية تشكيل الحكومة فيمكننا أن نتخيل حدوث العكس من كل ذلك أي إذا لم تتمكن القيادة من النجاح في تثبيت هذه الحكومة المشكلة حديثا برئاسة خالد بحاح أو على الأقل تتمكن من إجراء بعض التعديلات الهامة فيها إذا لزم الأمر لخلق المزيد من التوافق ودعم مختلف المكونات السياسية الفاعلة لها لتمكينها من سرعة ممارسة مهامها فإن كل تصورات الناس السلبية عن المستقبل المظلم والمجهول قد تتحقق في حال فشلت اليمن في تشكيل مثل هذه الحكومة .
المصلحة الوطنية
الدكتور عبدالرحمن صلاح – جامعة صنعاء : جاءت حكومة الكفاءات كضرورة ملحه تقتضيها المصلحة الوطنية فمن غير المعقول أن يتأخر تشكيلها خارج زمن الاتفاقات المعلنة التي تنص بنودها على تشكيل الحكومة ضمن إطار زمني محدد خوفاٍ من انهيار كيان الدولة والدخول في فوضى شاملة لن ترغب به جميع الأطراف التي تتجاذب المشهد السياسي اليمني الحالي لأنه ليس في مصلحتها أيضا.
التفويض المعلن
موضحا إن إعلان الحكومة لم يساهم في تهدئة الأوضاع لأن المطالب المتضاربة كثيرة ولكن على الأطراف أن تلتزم بالتفويض المعلن باعتبار أن رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية سيتحملان مسئولية اختيارهم. واعتبار أن إعلان الحكومة وأداءها اليمين الدستورية يعتبر إنجازاٍ كما يمكن استمرار الحوار للوصول إلى اتفاق عام حول وضع الحكومة وبما يضمن عدم التدخل في عمل الوزراء مع تحميلهم المسئولية الكاملة عن أي قصور أو فساد ولا مانع من مراقبة أدائهم حكومياٍ وشعبياٍ وكشف ذلك للناس ولكن مسئولية إزاحتهم يجب أن تظل منضبطة عبر أجهزة ومؤسسات الرقابة المختصة التي يجب الاهتمام بها وتفعيلها.
كيان الدولة
المحلل السياسي هاشم علوي – جامعة إب- بين أن أهمية تشكيل الحكومة تتجلى في ضرورة الحفاظ على كيان الدولة وحماية السيادة الوطنية والحفاظ على الوحدة الوطنية ولن يتحقق ذلك – حسب قوله – إلا بإدراك القوى السياسية الفاعلة بأهمية إيجاد حكومة إنقاذ وطني بعيدا عن الولاءات الحزبية والشخصية والمناطقية وهذا يتطلب إدراكا واعيا بأن الوطن فوق كل الاعتبارات وأن الوطن يمر بمنعطف خطير في ظل إفشال تشكيل الحكومة حسب المعايير الوطنية التي تم الاتفاق عليها بين كل المكونات السياسية التي حددت الكفاءة والنزاهة لتشكيل الحكومة
ضرورة وطنية
وقال إنه وبحسب المعطيات والمؤشرات الواقعية فإن تشكيل الحكومة ضرورة وطنية بعيدا عن معايير المحاصصة والتقاسم حكومة تهيئ لمرحلة انتقالية تسير نحو تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وتصل بالبلد إلى انتخابات حرة ونزيهة تحدد القوى التي أفرزتها عملية الانتخابات وتؤسس لمرحلة ديمقراطية جديدة قائمة على ترسيخ العدل والقانون والنظام وتعمل على إخراج البلد من أزمته وتحافظ على وحدة وسلامة أراضي الوطن
ملفات سريعة
أستاذ القانون الدولي والسياسة الدولية نبيل الشرجبي – جامعة الحديدة – أكد على ضرورة تحقيق الحكومة لنجاحات سريعة في ملفات الأمن والاقتصاد والحراك الجنوبي لأن ذلك قد يمكن الحكومة من الاستقرار والمضي لإنجاز الملفات الهامة التي تحدث عنها خالد بحاح في مؤتمره الصحفي الأول.
تطلعات الجماهير
الدكتور ناصر العرجلي – رئيس رابطة أبناء اليمن الحر – يقول: أهمية تشكيل حكومة تنبع من مدى تحقيقها لتطلعات الجماهير وليس من تشكليها فقط لأنه كم من حكومات تم تشكيلها ولكن للأسف تسهم في زيادة العبء على كاهل المواطن اليمني فيصاب المواطن بالإحباط ولم يعد لديه أي أمل في أي حكومة وكل ما نرجوه هو أن نصل لليوم الذي نرى فيه حكومة كفاءات تحظى بقبول كل مواطن يمني .
متمنيا من الحكومة توفير الأمن والعدل والمساواة لكل مواطن يمني بمختلف بقاع بلدنا الحبيب والعمل بشكل جدي لاستئصال الفساد وتوقيف نزيف المال العام والتلاعب بالوظيفة العامة ومكافحة الفقر والبطالة وتوفير العيش الكريم لكل مواطن يمني وكل تلك المهام لن تستطيع إنجازها سوى حكومات كفاءات مشكلة من شخصيات نزيهة بيضاء .
ترتيب الأوضاع
الناشط علي الجلعي يرى بأن تشكيل الحكومة لها أهمية خاصة في هذا الوقت الراهن فكل المرافق الحكومية والمؤسسات والأجهزة الأمنية والجيش مشلولة تماما ولا توجد دولة نهائيا فتشكيل الحكومة قد يساهم في ترتيب الأوضاع الأمنية وإيجاد الدولة وفرضها نوعا ما وأضاف أن أهمية الحكومة تتمثل في أدائها لأعمالها وليس تشكيلها فقط وأن عليها أن تدرك أهمية القيام بأعمالها وخصوصا الجانب الأمني وفرض هيبة الدولة والعمل بجد وبضمير صادق من أجل تجاوز الأزمة التي نعيشها
سيادة القانون
من جانبه يقول السياسي سلطان الرداعي: إن تشكيل الحكومة الجديدة ستكون عاملاٍ مهماٍ للتهدئة و للحفاظ على ما تبقى من هيبة ورمزية الدولة وعاملاٍ مساعداٍ في منع تشظي الوطن وحاجزاٍ منيعاٍ لوصول أبناء اليمن للتناحر والصراع الطائفي والمناطقي الشامل والذي بات يلوح في الأفق نتيجة غياب الدولة .
الشراكة الوطنية
بسام الحميدي – ناشط بمنظمة العفو الدولية – يعلق كل الآمال – على حكومة الشراكة الوطنية بإعادة الجمهورية اليمنية بعد سقوطها وإعادة وجود هيبة الدولة في المؤسسة العسكرية والأمنية وإصلاح الوضع الاقتصادي الذي يهدد اليمن بالانهيار وإنهاء الانفلات الأمني وإحلال الأمن والاستقرار حيث وإن حكومة بحاح تضم كفاءات وطنية مشهود لها بالنزاهة والولاء الوطني والعمل بكل جهد من أجل الوطن ومصالحه وهذا ما يتمناه المواطن اليمني