شعللها يا منتخبنا.. وأسعد جماهيرك

قبل انطلاق مباريات دورة الخليج الـ 22 لكرة القدم بالرياض كان المحللون والنقاد والجماهير الرياضية.. والفرق الكروية المشاركة واجهزتها الفنية والإدارية.. ينظرون إلى منتخبنا الوطني باستنقاص على أنه النقطة الأضعف.. والأقل إمكانيات.. كل منهم يفسر ضعف منتخبنا لأسباب يراها بحسب وجهة نظره.
وكانوا يتوقعون أن عبور منتخبنا سيكون سهلا للفرق الخليجية التي ستواجهه.. وستكون تلك الفرق محظوظة لأنها لن تجد صعوبة في تسجيل أكبر عدد من الأهداف في شباكنا.. وستكون أيضا تلك الفرق أول من ستبلغ الدور الثاني من المنافسة بأقل مجهود وأقل خسائر.

هكذا كان يتوقع الجميع.. وهكذا كان منتخبنا بعيون الجميع.. حتى قبل مباراته أمام نظيره البحريني مساء الخميس الماضي.. ولكن عند انطلاق المباراة كانت المفاجأة.. كانت الصدمة للجميع في المدرجات في منصات التعليق خلف الشاشات الفضية في استيديوهات التحليل.. وقبل هذا كله كانت الصدمة الأقوى للبحرينيين على أرض الملعب.
تحول ذلك الاستنقاص والتهاون الذي كان ينظر به الجميع إلى صدمة.. لأن منتخبنا فاجأ الجميع.. وقلب الطاولة على الجميع وخلط التوقعات والحسابات.. وأثار الرعب في قلوب الجميع وخصوصا المنتخبات التي تقع في مجموعتنا.
عكس النظرة السابقة إليه إلى نظرة إعجاب بل وجعل الجميع ينظر إليه بإعجاب واحترام.. ويخرص الألسن التي كانت تتحدث عنه على أنه خارج الحسبان وأنه مجرد رقم ليس له تأثير ومجرد تكملة عدد فقط.
منتخبنا أذاق البحرينيين المرارة رغم خبرتهم وأقدميتهم في هذه الدورات وجعلهم مجرد تلاميذ خايبة لعملاق التدريب عدنان حمد تائهة على أرض الملعب لا تعرف كيف تتعامل مع مجموعة شباب ينقصهم كثيرا من الخبرة والإمكانيات والإعداد.. كسبوا الإعجاب بحماسهم ومواهبهم بالإداء الرائع والرسم البياني الجميل للجمل التكتيكية على أرض الملعب والانتشار السريع الرائع على المستطيل الأخضر عند امتلاك الكرة والعودة السريعة أيضا للدفاع عن مرماهم ـ وكانوا الأبرز والأفضل والأكثر استحواذا على الكرة طيلة شوطي اللقاء.. ولولا غياب المهاجم القناص الخبرة في مقدمة خطوطهم لكانوا سجلوا أول فوز لنا في دورات كأس الخليج على حساب البحرين.
كان منتخبنا ينقصه أمام البحرين المهاجم علي النونو .. والذي لو كان متواجدا لكان لنا رأي اخر.
لقد كتبت للمنتخب البحريني النجاه من خسارة تاريخية أمام منتخبنا الشاب الذي واجه الفريق البحريني وحكم المباراة.
هذا ما قالته ردود الفعل البحرينية والخليجية ومتابعي الدورة.. الذي خطف فيها منتخبنا الانظار والاعصاب.
اليوم.. امام العنابي القطري سيلعب منتخبنا باريحية وبعيدا عن الضغط النفسي واعتقد أن منتخبنا الشاب سيقدم مستوى أفضل.. كونه سيدخل اللقاء بمعنويات عالية وحماس بعكس العنابي الذي سيخوض اللقاء بضغط نفسي وشد عصبي سعيا منه للفوز.
بالتوفيق لشباب منتخبنا.. الذين ثقتنا بهم انهم سيكونون اليوم.. الأفضل والاجمل وسيفرحون جماهيرهم اليمنية التي اعجبت كثيرا بما قدموه في المباراة الأولى ونقول لهم شعللوا دورة الخليج .. وسيسجل لكم التاريخ فوزكم الاول في دورات كأس الخليج باذن الله.
وسيكون الجميع خلفكم الجماهير بالمدرجات وخلف الشاشات نتابعكم ونرفع ايديدنا تضرعا إلى الله أن ينصركم ويحفظكم ويوفقكم.

قد يعجبك ايضا