
كلنا خدام لشعبنا العظيم ولا بد من محاربة الفساد والعمل بنزاهة وإخلاص
على الجميع العمل بروح الفريق الواحد واستحضار مشروع الدولة المدنية الحديثة
الحكومة لا تمثل حزباٍ أو مذهباٍ بل الوطن اليمني وعليها أن تكون على قدر عال من المسؤولية
المرحلة تستدعي من الجميع تغليب المصالح العليا والحفاظ على أمن الوطن ووحدته دون الالتفات للوراء المهاترات الحزبية
نطالب كافة الأطراف السياسية باحترام التزاماتها وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة بجميع بنوده
رئيس الوزراء: سنعمل جنباٍ إلى جنب مع رئيس الجمهورية لمجابهة التحديات وخدمة الشعب اليمني
توازي أداء الرئاسة والحكومة والقوى السياسية يصب في قناة الحلول الشجاعة والمخلصة لكافة الإشكالات
ترأس الرئيس عبدربه منصور هادي ـ رئيس الجمهورية أمس الاجتماع الأول للحكومة بعد أداء رئيس وأعضاء الحكومة اليمين الدستورية أمام فخامته وتحدث رئيس الجمهورية عن طبيعة المرحلة وصعوباتها والواجبات التي يجب أن تضطلع بها الحكومة الجديدة على أكمل وجه.
ورحب الأخ الرئيس برئيس وأعضاء الحكومة معربا عن سعادته بهذا الاجتماع الذي يمثل تدشينا لمهام الحكومة الجديدة في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد.
وقال: لقد انتظر الجميع بفارغ الصبر تشكيل هذه الحكومة التي خرجت الى النور بعد مخاض صعب لتتحمل المسؤولية في ظروف مليئة بالتحديات والشعب يضع في هذه الحكومة الثقة العالية والأمل”.. معبرا عن ثقته في أن أعضاء الحكومة سيكونون على قدر عالُ من المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم.
وأضاف: لقد استبشر الناس خيرا لما تتمتع به من قدرات وكفاءات لامعة ونوعية”.
وأكد الأخ الرئيس أن المرأة والشباب نالوا في الحكومة الجديدة مواقع مختلفة باعتبارهم أمل الشعب وضميره الحي مشيرا إلى أن هذه الحكومة لاتمثل أي حزب أو مكونات أو مذاهب وإنما تمثل اليمن كله بكل تنوعه من شماله الى جنوبه شرقه وغربه.
وأهاب الأخ الرئيس بالحكومة لتكون دوما الموحد المشترك فيما بين الجميع مشيدا بجهود الأخ رئيس الوزراء خالد بحاح التي بذلها بدون كلل أو ملل طيلة الأيام الماضية لمحاولة تشكيل هذه الحكومة من خيرة الكفاءات.
وعبر الأخ رئيس الجمهورية عن الشكر والتقدير للحكومة السابقة لكل الجهود التي بذلتها في المرحلة السابقة في ظروف كانت صعبة ومعقدة لافتا إلى أن أولويات الحكومة الجديدة هي الأمن والاقتصاد باعتبارهما الدعامتين الأساسيتين في حياة كل مواطن.
وشدد على أهمية تقدير تضحيات اليمنيين وصبرهم ومعاناتهم وضرورة أن يعمل الجميع من اجل خدمة الناس الذين تحملوا تلك المتاعب.
وقال الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي: كلنا خدام لهذا الشعب العظيم ولابد من محاربة الفساد وأن يكون عمل أعضاء الحكومة مثال للعفة والنزاهة والإخلاص”.
وأشار الأخ الرئيس الى أن المرحلة القادمة لن تكون هينة ولا مجال للتراخي أو التسويف وعلى الجميع استحضار مشروع الدولة المدنية الحديثة القائمة على الشفافية والحكم الرشيد والعدل والمواطنة المتساوية.
وعبر عن ثقته الكبيرة لاستكمال المرحلة الانتقالية بما فيها إعداد للدستور الجديد باعتباره أساس الدولة المدنية الجديدة وجسر العبور إليها وذلك على أساس مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل مطالبا كافة الأطراف السياسية باحترام وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية بكافة بنوده وفقا للآليات الموضحة فيه.
وتعهد الأخ الرئيس بتقديم كافة أشكال الدعم والعون من اجل العمل كفريق واحد يغلب مصلحة اليمن العليا وأمن الوطن واستقراره ووحدته باعتبار هذه المرحلة تستدعي من الجميع تغليب مصلحة الوطن العليا على ماعداها من الحسابات الأخرى.
وأضاف: الوطن اليوم لم يعد يحتمل مآزق أخرى والمواطن في انتظار هذه الحكومة لتباشر عملها ومن الضروي العمل بصدق وضمير دون الالتفات للوراء أو المهاترات وأقول لكم ولأبناء شعبنا يا جبل ما يهزك ريح إيماننا بشعبنا وقدرته على التمييز بين الحق والباطل كبير وأقول لكم بإيمان كبير رغم كل التحديات المستقبل أفضل”.
بعد ذلك تحدث الأخ رئيس الوزراء خالد بحاح قائلا “فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الإخوة والاخوات الوزراء بداية أتوجه بالشكر والتقدير لفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي وأتطلع كرئيس للحكومة وكحكومة لأن نعمل مع فخامته ونستنير بتوجيهاته لما يخدم مصلحة وطننا وأمتنا”.
وأضاف: الشكر والتقدير للقوى السياسية التي منحت ثقتها للحكومة وتعهدت باستمرار دعمها ومساندتها للحكومة خلال المرحلة المقبلة والشكر موصول الى الدول الراعية للتسوية السياسية من الدول الشقيقة والصديقة وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول في إطار مجموعة العشر والى الأمم المتحدة ومساعد أمينها العام ومستشاره لشؤون اليمن السيد جمال بن عمر على جهدهم الاستثنائي في دعم وإسناد هذه الحكومة وتمكينها من أن ترى النور كما اتوجه بالشكر والتقدير لشعبنا اليمني الأبي والصابر الذي نعي تماما ما آلت إليه أوضاعه والتي سنبذل قصارى جهدنا وبعون من الله تعالى على التخفيف من وطأتها وتحسين أوضاعه المعيشية”.
وتابع: نبدأ اليوم مرحلة جديدة من تاريخ بلدنا اليمن متوكلين على الله ونسأله أن يهبنا الرشد والعزم والإدارة على إنجاز المهام الانتقالية الموكلة إلى الحكومة التي تمثل في طبيعتها ومهامها استثناءٍ في تاريخ الحكومات اليمنية خلال خمسة عقود مضت وأملنا في الحكومة أنها وإن تشكلت من الكفاءات فإن المرحلة الاستثنائية والحساسة من تاريخ بلدنا جديرة بأن تستحضر فيها الأطراف السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة واتفاق تفويض فخامة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة مسئوليتها الوطنية والتاريخية لتعمل على قاعدة الوفاق والتضامن من أجل الإسناد السياسي للحكومة التي ستعمل من اجل اليمن وشعبه وتلبية تطلعاته المشروعة إلى يمن آمن ومستقر ومزدهر”.
وأردف: لا ريب أنه لا يخفى على اليمنيين بما فيها القوى السياسية المنحنى الخطير الذي يعيشه اليمن في هذه المرحلة حيث تبرز تحديات هائلة ذات طبيعة أمنية وسياسية واقتصادية وأخطر ما نواجهه اليوم هو كيف نحافظ على الدولة التي هي هدف مشترك لنا جميعاٍ لأن البديل الجاهز لغياب الدولة هو الصراع متعدد الأبعاد الذي لا يمكن التكهن بتداعياته ومآلاته”.
وأكد الأخ رئيس الوزراء أنه لا يمكن لحكومة الكفاءات التي تشكلت اليوم أن تجيب على كل الأسئلة وأن تؤمن الحلول للإشكاليات المعقدة التي تواجهها البلاد لكن الحكومة عازمة على تفعيل دور الوزارات والمصالح والهيئات الحكومية المركزية والمحلية وإعادة دورها في العناية بشؤون المواطنين ومصالحهم واستعادة ثقتهم بحكومتهم ودولتهم.
وقال: بالنظر إلى التعقيدات التي تواجه الوطن فإننا ننتظر من كل القوى السياسية أن تعمل إلى جانب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وإلى جانب الحكومة في التعاطي مع استحقاقات مرحلة الانتقال السياسي وفقا لما تقضي به التزاماتها تجاه اتفاقيات التسوية كلها بدءا من المبادرة الخليجية وانتهاء باتفاق تفويض الرئيس ورئيس الحكومة واتفاق السلم والشراكة وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني”.
واعتبر أن التوازي في أداء الرئاسة والحكومة والقوى السياسية توازيا يصب في قناة الحلول الشجاعة والصادقة والمخلصة لكافة الإشكاليات التي تعترض مسيرة اليمن نحو المستقبل الأفضل ولا يمكن بأي حال تجاوز التحيات التي تواجه البلاد.
واختتم الأخ رئيس الوزراء كلمته بالشكر الجزيل للأخ رئيس الجمهورية ولكافة القوى السياسية على الثقة التي منحوها للحكومة محييا أعضاء الحكومة السابقة الذين عملوا في ظروف وتحديات لا تقل عن هذه المرحلة.
وأعرب عن تطلعه إلى الدعم والمساندة من كافة الفعاليات الوطنية من مؤسسات مجتمع مدني وإعلاميين وكتاب ومنابر رأي والإسناد من الشعب اليمني العظيم بكل فئاته مؤكدا أن الحكومة تستلهم من إرادة الشعب اليمني القدرة على تجاوز التحديات وابتكار الحلول والعمل بلاد حدود من أجل خدمة الوطن”.
حضر اليمين الدستورية والاجتماع مدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور أحمد عوض بن مبارك وأمين عام رئاسة الجمهورية الدكتور منصور البطاني.