الحصبة الألمانية..

> وحملــة تحصيـن وطنيـة فـي ثناياها لقاح ثنائـي جـديـد

الحصبة الألمانية مرض فيروسي خطير ينتمي إلى العائلة الفيروسية التي ينتمي إليها مرض الحصبة المعروف.
قد عفا عليه الزمن في البلدان المتقدمة ذات المستويات العالية في الإصحاح ومستوى الوعي الصحي والتحصين الروتيني لكنه باقُ إلى اليوم يستوطن- بضراوة- الكثير من البلدان النامية – لاسيما الفقيرة منها- مْسجلاٍ إصابات كثيرةº نتيجة ضعف الوعي الصحي وعدم دخول المرض دائرة الاستهداف بالتحصين بالمستوى المطلوب.

إنه يصيب الأطفال بدرجة رئيسية ثم أن الكبار عرضة للإصابة به وخصوصاٍ النساء الحوامل.
كما أن الحصبة الألمانية شديدة العدوى وذروة تزايد حالات الإصابة بهذا المرض تنشأ -عادةٍ- في فصلي الربيع والشتاء.
وبخلاف مرض الحصبة الذي لا يصيب الإنسان سوى مرة واحدة في حياته فقد تتكرر الإصابة بالحصبة الألمانية لمرات متعددة كل خمس إلى ست سنوات.
لا شك أن التحصين على نطاق واسع ضد الحصبة الألمانية قد أدى خلال العقد الماضي إلى انخفاض كبير في نسبة الإصابة بالحصبة الألمانية إلى حد القضاء الجزئي عليها وعلى متلازمتها الخلقية في العديد من البلدان المتقدمة وبعض البلدان النامية.
إذ غالباٍ ما تكون الحصبة الألمانية أكثر خطورة لدى إصابة المرأة الحامل في الفترة المبكرة من الحمل حيث أن الفيروس ينتقل إلى الجنين عن طريق الدم من خلال الحبل السري ويؤدي إلى عدوى الجنين داخل الرحم وإصابته بالمرض أو ما يسمى بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية الأمر الذي ما يمكن اعتباره الوجه الأقبح والأسوأ لهذا المرض كون متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية تؤدي إما إلى الإجهاض وموت الجنين أو إصابة الجنين بتشوهات خلقية كثيرة قد تفقده السمع أو البصر أو تجعله يولد بقلبُ مشوهُ أو متخلفاٍ عقلياٍ وغيرها من حالات المعاناة التي تستمر مدى الحياة والتي منها – أيضاٍ- الإصابة بمرض السكري وباعتلالات في الغدة الدرقية.
وبطبيعة الحال فإن الكثير من هذه الأمراض يلزمها علاج مكلف وعمليات جراحية ورعاية مستمرة وغيرها من التدخلات الطبية المكلفة.
أما بالنسبة لأعراض الإصابة بالحصبة الألمانية فتبدأ بسيطة من خلال ظهور طفح جلدي حمى غثيان والتهاب في البلعوم.
وبنسبة تتراوح ما بين(50-80%) من الحالات يبدأ الطفح الجلدي بالظهور على وجه المصاب وعنقه قبل أن يستشري في الجزء السفلي من جسمه ويستمر مدة يوم إلى ثلاثة أيام وأكثر ما يميز هذا المرض من الناحية السريرية من علامات الإصابة: تورم الغدد اللمفاوية الواقعة خلف الأذنين والرقبة.
أما عدوى المرض لدى البالغين وهي أكثر شيوعاٍ بين النساء فإنها تؤدي إلى الإصابة بالتهاب المفاصل ولآلام مبرحة تدوم – عادةٍ- مدة تتراوح بين(3 -10 أيام).
إن الوضع الوبائي للحصبة الألمانية في اليمن يشير إلى الانتشار الواسع لهذا المرض مْسجلاٍ نسب إصابةُ مرتفعة فمن واقع الترصد الوبائي على المستوى الوطني للعام الجاري 2014م بلغت نسبة حدوث الحصبة الألمانية (50,5) حالة لكل مليون من السكان وبذلك سجلت(1277)حالة إصابة.
وقابل هذا – في نفس العام- حدوث أقل للإصابة بمرض الحصبة بنسبة (26,8) حالة إصابة لكل مليون نسمة أي نحو (679) حالة إصابة بالحصبة عام 2014م سْجلت معظمها في محافظات (صعدة عمران صنعاء الجوف وحجة).
إن التحصين يعد الحل الأمثل للوقاية فقد ثبتت كفاءته في الحد من أمراضُ خطيرة كالحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال وغيرها من أمراض الطفولة التي لا يمكن الوقاية منها إلا بالتطعيم لكنه لا يغني عن الالتزام- أيضاٍ- بالنظافة الكاملة وتدابيرها بالمنزل وخارجه مع تجنيب الأطفال الاختلاط بالمصابين بالحصبة أو الحصبة الألمانية من خلال عزل المصابين في غرفة نظيفة جيدة التهوية عن بقية أفراد الأسرة وعن أقرانه من الأطفال غير المصابين حتى لا تنتقل إليهم عدوى الإصابة.
ولا بد من تحصين الأطفال باللقاح الثنائي الجديد المضاد للحصبة والحصبة الألمانية بالمرفق الصحي بحسب جدول التحصين الروتيني من الجرعة الأولى لهذا اللقاح عند بلوغ الطفل الشهر التاسع ثم بالجرعة الثانية عند بلوغه عام ونصف من العمر.
كما أن حملات التحصين تؤمن وقايةٍ للمستهدفين من الأطفال لكنها لا تغني عن حاجتهم إلى التطعيم الروتيني الاعتيادي ضد أمراض الطفولة الأحد عشر القاتلة والذي تقدمه المرافق الصحية بشكلُ مستمر من خلال ست زيارات تحصين لجميع الأطفال دون العام والنصف من العمر.
ومن هنا نجد فرصة ندعو من خلالها الآباء والأمهات وسائر القائمين على رعاية الأطفال بأن يكونوا خير معين لأطفالهم ولا يفوتوا فرصة حصولهم على اللقاحات الصحية التي تقيهم ويلات الإصابة بالأمراض القاتلة فالحملة الوطنية للتحصين ضد أمراض الحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال سارية التنفيذ في موعدها المحدد من (9-18 نوفمبر2014م) في سائر محافظات الجمهورية حيث تستهدف هذه الحملة تحصين جميع الأطفال والمراهقين من عمر (9 أشهر وحتى 15 عاماٍ) باللقاح الثنائي العضلي ضد مرضي الحصبة والحصبة الألمانية وعددهم (11,589,887) طفلاٍ ومراهقاٍ من الجنسين.
كذلك تحصين جميع الأطفال دون سن الخامسة ضد شلل الأطفال وعددهم إجمالاٍ (4,884,630) طفلاٍ وطفلة بهدف الحفاظ على استمرار بقاء اليمن خالياٍ تماماٍ من فيروس شلل الأطفال متسللاٍ من بلدان المنطقة التي ظهر فيها المرض مثل سوريا والعراق أو من بلدان القرن الأفريقي الأعلى وبائية بالفيروس وعلى رأسها الصومال.
حيث ستكون فرق التحصين خلال الحملة الوطنية على أتم الجاهزية لتحصين المستهدفين في المراكز الصحية والمواقع المؤقتة كالمدارس وبعض المساجد أو منازل العقال وغيرها من المواقع المستحدثة, وليس هناك أي موانع للتحصين بل يجب إعطاء اللقاح لجميع الأطفال حتى المرضى كما تعطى الأولوية للأطفال المصابين بسوء التغذية وللذين أصيبوا بمرض الحصبة.
علماٍ بان اللقاح الثنائي الجديد المضاد لمرضي الحصبة والحصبة الألمانية لا يْعطى للنساء الحوامل ولا للأطفال الذين تقل أعمارهم عن تسعة أشهر.
وكل ما هو مطلوب من المجتمع الإسناد لحملة التحصين الوطنية كذلك مد العون مطلوبَ وبإلحاح من المجالس المحلية وخطباء المساجد والإعلام بمختلف وسائله وعبر رسائله التوعوية البناءةº بالمستوى الذي يضمن نجاح الحملة وتغطيتها الشاملة للمستهدفين من الأطفال بلقاح الحصبة والحصبة الألمانية العضلي ولقاح شلل الأطفال الفموي فالمسؤولية على عاتق الجميع دونما استثناء.
* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
بوزارة الصحة العامة والسكان

قد يعجبك ايضا