ذي السفال.. جمال يعاني الإهمال والمسؤولون نيام



مديرية ذي السفال محافظة إب حباها الله بمواطن الجمال وزينها بواحات الاخضرار وكسى جبالها بلباس أخضر ترتديه معظم العام وأغنى أوديتها بسيول وشلالات تجري ليل نهار, فأضحت قبلة الزوار وملجأ عشاق الجمال سيما وقت الأعياد بيد أن الله ابتلى هذه المديرية الساحرة بمسؤولين لا يقدرونها.

كانت زيارتنا لهذه المديرية خلال أيام عيد الأضحى المبارك وجدناها فعلا جديرة بالزيارة خاصة واديها الشهير وادي ضبأ والذي وجدناه مزدحما بالزوار من مختلف المناطق داخل محافظة إب ومحافظة تعز وحتى صنعاء كلهم جاؤوا للاستمتاع بهذه المنطقة الجميلة والرائعة وقضاء أوقات ممتعة لا تتجاوز نهارا واحدا إلا لمن لديه أهل في هذه المنطقة تتاح له الزيارة مرة أخرى, وهذا ما أشار إليه أحد الزوار من محافظة صنعاء الأخ محمد علي ناصر والذي جاء برفقة عائلته في زيارة لمحافظة إب وخصص يوما منها لمديرية ذي السفال بعد أن سمع عن جمالها ومتعة واديها الشهير لكنه عبر عن أسفه في أنه لا يستطيع المكوث لأيام كي يستمتع بهذه المنطقة بسبب افتقارها إلى فندق أو منتزه سياحي واحد.
عند وصولنا إلى ذي السفال لم تتوقف الأمطار ليلا ونهارا ومكثت أياما على هذا الحال وبعدها توقفت لتخلف وراءها لوحات من الجمال الآسر الذي يسلب الألباب والأفئدة.
الطريق الإسفلتي الوعر
وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد حبا هذه المنطقة بهكذا نعمة وهكذا جمال فإنه قد ابتلاها بمسؤولين كان لإهمالهم بالغ الأثر في تشويه هذا الجمال والإساءة لطبيعة ذي السفال الخلابة وإزعاج الذوق العام لسكان هذه المنطقة وزوارها وأولى تلك المظاهر المسيئة التي يتحملها المسؤولون الأجلاء والمحترمون في هذه المديرية الطريق الإسفلتي (الترابي الوعر) الذي يربط مدينة القاعدة التابعة لهذه المديرية مع مركز المديرية مدينة ذي السفال بطول 9 كيلومترات هذا الطريق الذي انتظره السكان كثيرا لكنه لم يستمر طويلا أماكن كثيرة انقشع منها الإسفلت وتحولت إلى وعرة وأماكن أخرى قامت الحفر باحتلالها بشكل كبير جدا, حتى أننا عندما سرنا في هذا الطريق وجدنا مشقة كبيرة أكثر من تلك المشقة التي مشيناها قادمين من صنعاء ومرات عديدة لامست فيها سيارتنا الصغيرة تلك المناطق الوعرة وبقوة وتأثرت السيارة من أسفلها وما يزيد الطين بلة هي تلك المطبات المفتعلة التي يقدم عليها بعض الأهالي لكي يغطوا فيها قصب الماء الكبيرة التي يستخدمونها لسقي أراضيهم ويهيلون عليها أكواما من التراب ترهق السيارات وركابها والسكان يقولون أن هذه الطريق انخلع منها الإسفلت بعد أشهر قليلة جدا من سفلتتها والمسؤولون كأنهم موتى لا يحركون ساكنا ولا دخل لهم لمحاسبة المقاول والأدهى أن هناك أخبارا أن هذه الطريق لم تستلم بعد من المقاول مع مضي أكثر من عشر سنوات على سفلتتها وأصبح سائقو السيارات يتمنون تلك الطريق المعبدة التي كانت قبل الإسفلت.
أكوام من النفايات
منظر آخر ينم عن إهمال وعدم مبالاة من مسؤولي المديرية ولا يستثني أحدا فمدخل مركز المديرية وتحديدا في المبنى الذي كان إدارة الأمن توجد أكوام كثيرة وطويلة جدا من النفايات والقمامات التي تمتد روائحها السيئة جدا إلى مسافات واسعة على مرأى ومسمع من المسؤولين ووجهاء وأعيان المدينة.. وأيضا لا ننسى المجاري التي تجري كالأنهار في بعض جوانب المدينة وتزعج سكان تلك المناطق طبعا ومكتب الأشغال أو البلدية في المديرية كأنه غير معني بالأمر ولا تهمه معاناة الناس وآلامهم
ممارسات غير متحضرة
وهناك منظر آخر ولدته العقلية القاصرة عند بعض سائقي سيارات الهيلوكس والذين ينقلون الركاب من مركز المدينة إلى القاعدة والعكس, فهؤلاء يرتصون على طوابير أفقية جوار بعضهم بأسلوب غير متحضر ويعملون على سد الطريق أمام السيارات الأخرى أو تضييقها والتسبب بازدحام حركة السير مع أن هناك مندوبين مهمتهم تنظيم هؤلاء البشر غير المتحضرين أكانوا في فرزة القاعدة أو فرزة مدينة ذي السفال.
وهذا الموضوع نضعه بين يدي محافظ إب ومسؤولي المجلس المحلي بالمحافظة وعلهم يوقظون محلي ذي السفال الذي طال نومه, فالناس باتوا أكثر انزعاجا من هذه الممارسات التي تليق بهم كمسؤولين ولا تليق بهذه المديرية الفاتنة والسياحية ولا تليق بسكانها الذين ي
حق لهم أن يتخلصوا من هذه المناظر والمظاهر السيئة.

قد يعجبك ايضا