■ أبـــلان: ينبغي التعامل مع التاريخ بحيادية تامــة
■ اليتيم: سيتم فتح المتحف الوطني وجناح الرئيس الحمدي بصورة متزامنة بداية العام المقبل
ذي يزن إبراهيم الحمدي:
■ إعادة فتح جناح الرئيس الحمدي خطوة في الطريق الصحيح.. ونثمن اهتمام الشرفاء والمخلصين القائمين على هذا العمل الوطني
■ السياني: نعتذر لأسرة الرئيس الحمدي وكافة أبناء الشعب عن عدم عرضها في السنوات الماضية
مرت قبل أيام الذكرى الـ37 لاستشهاد الرئيس اليمني الأسبق المقدم إبراهيم الحمدي الذي استشهد في الحادي عشر من أكتوبر عام 1977م وقد اتسمت فترة حكمه القصيرة بالكثير من الانجازات التي كانت تؤسس لبناء دولة المؤسسات هذه الإنجازات التي حفرت في ذاكرة اليمنيين وتوارثها الأجيال ومن أبرز الشواهد الحية التي ستظل حاضرة لتدل على عطاء هذا الرئيس هي تلك الهدايا والمقتنيات التي كان يحصل عليها من ملوك ورؤساء الدول الشقيقة الصديقة وهدايا أخرى حرص على تسليمها تباعا إلى المتحف الوطني وفرض على كبار قيادات الدولة آنذاك أن يحذوا حذوه هذه الهدايا كانت معروضة قبل 27 عاما في جناح خاص بمقتنيات وهدايا الرئيس الحمدي ومنذ ذلك التاريخ وهي مازالت مختفية حيث تم نقل المتحف الوطني من الشكر إلى السعادة لكن المتحف في مقره الجديد الأوسع من سابقه افتتح لكن اختفاء تلك المقتنيات من جناح الرئيس الحمدي ومقتنياته وظلت منسية ومختفية حتى قامت الثورة بإثارة الموضوع قبل عامين وتساءلت أين ذهبت هذه المقتنيات ولماذا لم يتم عرضها وهل وراء ذلك أسباب ودوافع سياسية..
واتضح أن هذه المقتنيات لا زالت موجودة وهي مقتنيات معظمها باهظة الثمن منها ذهبية وفضية ونحاسية وغيرها وظلت طوال هذه السنوات بين جدران صامتة في مخازن المتحف الوطني توالت الكتابات وتفاعل وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل ووجه بإعادة عرض مقتنيات الرئيس الحمدي وجمعها في جناح خاص والتواصل مع أسرة الرئيس الشهيد للبحث عن مقتنيات أخرى يمكن أن يضم المقتنيات السابقة وتعرض في الجناح الذي سيكون مجهزا بوسائل وأساليب عرض وحماية مناسبين.
الثورة وبالتزامن مع الذكرى 37 لاستشهاد الرئيس الحمدي تواصل فتح هذا الملف ومعرفة ما الذي تم وإلى أين وصلت الإجراءات لإعادة عرض مقتنيات وهدايا الرئيس الحمدي.
عرضها حق للأجيال القادمة
حيث تقول الأخت هدى أبلان نائب وزير الثقافة أن تلك الحقبة التي تولى فيها الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي مقاليد الحكم هي جزء من ذاكرة البلد باختلاف محطاتها السياسية والتاريخية والمفروض أن كان يتم النظر لهذه المسألة قبل المسؤولين الذين تولوا مواقع قيادية .. الفترة التي اختفت بها هدايا ومقتنيات الرئيس الحمدي على أنها جزء من تاريخ البلد وقالت هذه المرحلة تمثل أهمية استثنائية لكل اليمنيين وشكلت منعطفا متميزا وبالتالي تستحق تلك المقتنيات والهدايا أن تكون ضمن مشاريع العرض المتاحة للناس لا أن يتم إخفاؤها وحجبها عنهم ولهذا ونحن الآن في وزارة الثقافة متحمسون لإخراج ما لدينا من شواهد تتعلق بحقب سياسية مختلفة سواء نتفق معها أو نختلف فالتاريخ ينبغي التعاطي معه بحيادية وهذا ما تجسده وزارة الثقافة بالتعامل الشفاف والمطلق, وعرض مقتنيات الرئيس الحمدي حق للأجيال القادمة لا سيما ونحن في ظل شراكة وطنية تضم كل القوى الوطنية وكل التوجهات والمكونات السياسية.
هدايا ثمينة
من جهته قال الدكتور مجاهد اليتيم وكيل وزارة الثقافة لقطاع الآثار والمتاحف والمدن التاريخية: إن إعادة عرض مقتنيات وهدايا الرئيس الحمدي وكبار مسؤولي الدول آنذاك تحرص وزارة الثقافة وهيئة الآثار والمتاحف على إعادة العرض وبما يتناسب مع تلك الهدايا الثمينة والقيمة حيث ستجمع في جناح خاص يحمل اسم مقتنيات وهدايا الرئيس إبراهيم الحمدي في المتحف الوطني وقال بعد حادثة سرقة المتحف الوطني بصنعاء اتخذت إجراءات احترازية قبل إعادة فتح المتحف ومنها وسائل الرقابة والسلامة فقط بانتظار توفير الإمكانيات المالية من قبل وزارة المالية وتعمل وزارة الثقافة في هذه الأثناء على تجهيز الجناح الخاص بالرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي والذي سيتم افتتاحه بالتزامن مع افتتاح المتحف والتأخير لهذه الأسباب وهي إجراءات حتمية لا بد منها بعد حاثة السرقة ولكن ما أستطيع قوله أن الجناح سيكون فعلا مميزا لأن الرئيس الحمدي أعطى هذه الهدايا اليمنية بسخاء وسلمها بأمانة وبالتالي لا بد وأن يكون الجناح في مستوى هذا الرجل وتكون التجهيزات تليق به وبما يضمن سلامتها واستمرار عرضها للناس حتى تعكس مدى نبل وسخاء الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي.
وحول قيمة المقتنيات أكد اليتيم أنها فعلا مقتنيات وهدايا غالية أو ثمينة جدا تمثل كنوزا كبيرة وما زاد من قيمتها أنها تتعلق بشخصية الرئيس الحمدي الذي أراد أن تكون هذه الهدايا في متناول الناس والأجيال القادمة وذكرى تمثل آثارا لكل اليمنيين.
وكشف اليتيم أن إعادة فتح المتحف الوطني وجناح الرئيس إبراهيم الحمدي سيتم بالتزامن في شهر يناير أو فبراير في العام القادم 2015م إذا ما صدقت المالية في تعهداتها بتوفير الإمكانيات المادية المرصودة للمتحف الوطني.
توجيهات بإعادة مقتنيات الحمدي
وأوضح رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف الأخ مهند السياني أن توجيهات صدرت من وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل قبل أشهر تقضي بإعادة عرض مقتنيات الرئيس الحمدي في جناح يليق بها..
وقال تم تخصيص قاعة واسعة في الدور الثالث ليكون جناحا خاصا بمقتنيات الرئيس الحمدي وإذا ما تم تنفيذ الاتفاق الذي وقعناه مع الأخوة في الصندوق الاجتماعي للتنمية فيما يتعلق بتركيب أجهزة إنذار وكاميرات مراقبة للمتحف الوطني حتى تكون كل معروضات المتحف الوطني وبما فيها هدايا الرئيس الحمدي حيث تسعى الهيئة إلى إقامة جناح يليق بالرئيس الحمدي وتجهيزه بفترينات ووسائل عرض حديثة حتى ديكورات الجناح ستكون مختلفة عن باقي أقسام وأجنحة المتحف هذه الهدايا الثمينة تحتاج إلى تعامل خاص كونها من الذهب والفضة والنحاس معظمها, وحقيقة الأمر فإن المياه الراكدة حول مقتنيات وهدايا الرئيس الحمدي تركت ولن تتوقف حتى يتم إعادة العرض وإعادة الاعتبار لهذه المقتنيات التي طال غيابها وتحديدا من العام 1987م عندما تم نقل مقر المتحف الوطني من دار الشكر إلى دار السعادة لم يتم عرضها في المقر البديل وإلى الآن.
ما ينبغي الإشارة إليه أن الأخ مهند السياني كان عضواٍ في اللجنة التي قامت بنقل محتويات المتحف من دار الشكر إلى دار السعادة وعمل بعدها نائباٍ لمدير المتحف الوطني في تلك المرحلة الزمنية التي ترافقت مع بداية اختفاء هذه المقتنيات ولهذا طلبنا منه توضيح المسألة وعن الأسباب وراء هذا الاختفاء: يقول السياني كنت حينها موظفا حديث التوظيف عملنا عبر لجنة كبيرة تضم عددا من الجهات بما فيها الأجهزة الأمنية على نقل محتويات المتحف التي كانت آنذاك تزيد عن 3000 قطعة أثرية إِضافة إلى هدايا ومقتنيات الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وتم وضع برنامج على الجانب الهولندي الذي كان شريكا في هذه العملية على أن ينبغي عرض ما كان قائما مع التوسع في العرض نظرا لأن دار السعادة أكبر من دار الشكر وحقيقة لم نسمع آنذاك بوجود توجيهات أو ما شابه تنص على عدم إعادة العرض ولكن اعتقد جازما أن الجانب السياسي كان له دور في عدم إعادة العرض لأن الرئيس الحمدي أحرج بتصرفه هذا التمثل بإحضار كل هداياه ومقتنياته الخاصة إلى المتحف الوطني والتي تحصل عليها من زعماء وأمراء وملوك وشخصيات عالمية هامة هذه الخطوة أحرجت معظم زعماء الدول العربية وليس فقط الرؤساء اليمنيين الذين جاؤوا بعده فلا يوجد رئيس قام بهذه المبادرة إلا الرئيس إبراهيم الحمدي وهي رسالة نوجهها إلى كل زعماء العرب إذا أرتم تخليد ذكراكم فالمتاحف أنسب الأماكن لذلك.
هدايا الرئيس الحمدي موجودة وكاملة
وأضاف هي مناسبة لكي نوضح ونطمئن أسرة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وكل محبيه وأبناء الشعب جميعا أن كل الهدايا والمقتنيات موجودة وفي الحفظ والصون والدراسات والاستعدادات جارية لإعادة عرضها وإتاحتها لكل الناس من جديد وقد روجت الكثير من الإشاعات حول هدايا ومقتنيات الرئيس الحمدي منها ما تقول أنها فقدت وأخرى تقول بيعت وغيرها وهنا نحب أن نطمئن الناس جميعا أنها موجودة وأنا شخصيا على اطلاع مستمر عليها وكان آخر إطلاعي عليها قبل عيد الأضحى المبارك وهي موثقة توثيقا علميا دقيقا ولكن نحاول أن نوجد لها فترينات وإنارة وأجهزة رقابية وسرد السياني إحدى القصص التي حصلت حول هذه المقتنيات عقب الوحدة المبارك بأشهر قليلة حيث جاء القاضي إسماعيل الأكوع وكان حينها مستشارا لهيئة الآثار رحمه الله متسائلا عن هذه المقتنيات بعد أن وصلته معلومات بأنها تباع في باب اليمن فعلا فاجعة رغم أنهم يدركون أنها موجودة لكنهم أرادوا التأكد وهم مذعورون من هول هذا الخبر ولم يطئنوا إلا عندما وجدوها كاملة كما هي في مخازن المتحف.
وقدم السياني اعتذارا عبر الصحيفة لأسرة الشهيد الحمدي وكل محبيه وكافة أبناء الشعب اليمني لتلك الحقبة التي اختفت لها تلك المقتنيات والهدايا مشيرا إلى أن السياسية كان لها دور في عدم عرضها.
واتفق السياني مع ما قاله اليتيم حول الفترة التي سيتم فيها إعادة فتح المتحف الوطني وأن افتتاح المعرض سيدشن بالتزامن مع افتتاح الجناح الخاص بالرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وذلك خلال الفترة يناير أو فبراير 2015م على حد أقصى.
الجناح سيجسد ذكرى خالدة وطيبة
نجل الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي الأخ ذي يزن تحدث لـ”الثورة” عن المتحف الوطني وجناح مقتنيات والده الرئيس إبراهيم الحمدي بالقول: في البداية نترحم على الوالد الرئيس الشهيد ابراهيم محمد الحمدي. وانها لنعمة كبيرة أن يبقى الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي ذكرى خالدة وطيبة في أذهان وعقول شعبنا اليمني العظيم في جميع أرجاء هذا الوطن الحبيب. فبعد 37 عاما من الاغتيال الغاشم على الشهيد إبراهيم الحمدي وأخيه عبدالله الحمدي رحمة الله تغشاهما مازال الناس حتى هذه اللحظة صغيرا وكبيرا يترحمون على الشهيد ابراهيم ويذكرونه بكل خير رغم كل المحاولات البائسة لطمس اسمه الطاهر وذكراه الطيبة ليس فقط من تاريخ اليمن بل وحتى من قلوب الناس.
حقا انه لفخر لنا آل الحمدي حب هذا الشعب العظيم لوالدنا ابراهيم وترحم الناس عليه في كل مكان وزمان. وإني أشكر جميع الشرفاء الذين يجتهدون لإعادة تخصيص وفتح جناح خاص بمقتنيات الشهيد في المتحف الوطني. وتعتبر هذه الخطوة دعماٍ لحب الشعب ووفاء لهذا الزعيم. وبإعادة فتح هذا الجناح سوف يعزز معرفة الناس أكثر عن مقتنياته.