هل من مهرجان سنوي للنخلة اليمانية
في التراث والفكر الإنساني القديم والحديث هناك مقولة تردد وهي على جانب كبير من الصحة والعلميه تقول هذه المقولة: إن المخلوقات كافة عبارة عن سلسلة من المراتب المشاهدة في حياتنا وفي الطبيعة تبدأ من الجماد فالنبات إلى الحيوان وتنهي بالإنسان أعلى مراتب المخلوقات المعروفة لنا وبحسب ما نملك وما لدينا من علم ومعارف وخبرات تراكمية مكتسبة وفي داخل كل منها أي هذه المخلوقات أنواع وأنواع وأنماط ونماذج وألوان لا حصر لها ولله تعالى في خلقه شؤون وشؤون وكل شيء وكل شيء يضج بالحياة ويسبح بحمد الله من حيث ندري أو لا ندري.
ولا نحب الدخول في تفاصيل هذا الموضوع الكبير والشائك ولكن في مجالات النبات التي لا تحصى ولا تعد بمقاساتنا البشرية فإن صور النبات ومراتب تطوره بإذن ربه وخالقه جل وعلا يتمثل في ما يسمى بكرام الشجر الشجر الكريم مثل: الأعناب والبرتقال والرمان وغير ذلك من أشجار الفاكهة المتميزة وتأتي النخلة المباركة على قمة كرام الشجر فهي الملكة المتوجة بلا منازع على كرام الشجر وقد كرمها الله في القرآن الكريم عدة مرات (والنخل باسقات طلعها نضيد) وأشيد برطبها وثمرها وتحتها والى جوارها ولد السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام كما جاء في قوله تعالى (ِفأجِاءهِا الúمِخِاضْ إلِى جذúع النِخúلِة قِالِتú يِا لِيúتِني متْ قِبúلِ هِذِا وِكْنتْ نِسúيٍا مِنسيٍا23/19فِنِادِاهِا من تِحúتهِا أِلِا تِحúزِني قِدú جِعِلِ رِبْك تِحúتِك سِريٍا24/19وِهْزي إلِيúك بجذúع النِخúلِة تْسِاقطú عِلِيúك رْطِبٍا جِنيٍا25/19فِكْلي وِاشúرِبي وِقِري عِيúنٍا) سورة مريم.
وهذه الشجرة المباركة كلها فائدة وخير وبركة ثمراٍ وجذعاٍ وسعفاٍ وهي تعطي وتثمر بلا حدود إذا أحسنت العناية بها ووفر لها الحد الأدنى من ظروف ومقومات الحياة والنماء وهي وثيقة الشبه بحياة الحيوان والإنسان فهي تموت إذا قطع رأسها أو سممت مشيمتها التي تقع في أعلى رأسها وأعلى جذعها ولها إعزاز ومحبة كبيرة لدى كل وجميع أبناء الجزيرة العربية لارتباطها الوثيق بمقومات حياتهم الطبيعية منذ القدم وقد أوصى الحبيب المصطفى نبينا ورسولنا محمد صل الله عليه وسلم بالنخلة خيراٍ وعناية وتكريماٍ وقد جاء في الحديث النبوي الشريف قوله صل الله عليه وسلم ” أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من الطينة خلق منها آدم”.
التمر مسامير الركب
هذه العبارة كانت تقال وتردد في كل أنحاء وعموم الجزيرة العربية من شرقها لغربها ومن شمالها إلى جنوبها فآباؤنا وأجدادنا قديماٍ وعلى مدى مئات السنين وقبل حياتنا الحاضرة التي نعتمد فيها كثيراٍ على عوائد النفط والغاز الطبيعي المالية, فآباؤنا وأجدادنا قديما كان التمر أحد ركائز حياتهم ومقوماتها اليومية إلى جانب السمك وبعض لحوم وألبان الإبل والبقر والغنم والماعز التي يحرصون على تربيتها والعناية بها في مساكنهم وأماكن تجمعاتهم المختلفة التمر كان المرتكز الأول لحياتهم في ساحل الخليج العربي وعلى سواحل البحر الأحمر وفي جنوب الجزيرة العربية وفي وسطها إلى منطقة الجوف وبلاد الشام في الشمال وأنواع التمر كثيرة في كل هذه الأماكن والبلدان بعضها متكرر وبعضها له خصوصية البيئة الخاصة وثمرة الرطب والتمر رائعة المذاق والطعم وشهية في أكله وهو يحتوي على كل أنواع الفيتامينات ومواد أقوى مفيدة للجسم والصحة.
نخيل وتمور اليمن.
كانت غابات النخيل في اليمن تنتشر بكثافة في حضرموت والمهرة وأرخبيل سقطرى وعلى طول ساحل تهامة الإيمانية ومما يؤسف له ومما يثير الحزن في النفس أن زراعة النخيل في اليمن والعناية بالنخيل وثماره المتنوعة العجيبة والجميلة والمفيدة قد تآكلت وتناقصت بسبب الإهمال وبفعل الاعتماد على حياة الاغتراب والعمل في دول النفط العربية المجاورة لتأمين المعيشة وأسباب الحياة بطرق أسهل وأيسر وأربح وحتى من يعش داخل اليمن فإنهم يعتمدون في الغالب على تحويلات وصدقات الأقارب المغتربين المالية وتغير لون غابات النخيل وحدائق النخيل من اللون المعتم بالسواد والخضرة إلى اللون الأصفر والأغبر الباهت المحتضر وغابت عن أعين الناظرين مواسم الخريف والنخل الزاهي بالحياة والثمر وكأنه عرائس متعددة الألوان والجمال تتنافس فيما بينها في الثمر والخضرة والجاذبية.
مطلوب مهرجان سنوي
الدعوة واجبة وطنيا لأحياء تجديد ومضاعفة وجود وعطاء هذه الثمرة المباركة كما ونوعا وتوفير منتوج النخلة اليمانية الفائق الجودة والتميز في السوق الداخلية بدلا من بعض المنتوجات المستوردة رديئة الجودة والمذاق والمهرجانات المفتوحة يمكن إقامته سنوياٍ من مكان لآخر مرة في تهامة وأكثر من مرة في حضرموت وفي المهرة وأرخبيل سقطرى وغيرها يجب أن تعود العناية بزراعة النخيل في اليمن وفقاٍ للأنواع الموجودة وتطعيم هذه الزراعة بأنواع جديدة أخرى من الدول الشقيقة نأخذ من الغير ونعطي للغير نستورد من الغير ونصدر للغير ولمصلحة وخير الجميع ولا أدري لماذا لا يتبنى التجار ورجال المال والأعمال مثل هذه الأفكار تنظيماٍ ودعماٍ وتمويلاٍ بالمال والجوائز التشجيعية لها من أجل المصلحة العامة ومصلحة الوطن والشعب.
هل من مهرجانات يمانية أخرى¿
ونعني ونقصد بذلك إلى جانب مهرجانات النخلة اليمانية السنوي إقامة مهرجانات أخرى لكرام الشجر الأخرى الأعناب والكروم والرمان والبرتقال والمانجو والموز الخ فهذه المهرجانات عظيمة النفع والفائدة والخير لأنها تنهض بالقطاع الزراعي والرقعة الزراعية في اليمن السعيد نمواٍ وتنمية ولا حد لفوائدها وقيمتها ونفعها للوطن والدخل القومي من خلال توطيد دعائم وأواصر التواصل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وتنمية الخبرات والمعارف والنهوض بالسياحة الداخلية والتعرف على مختلف ربوع السعيدة وأقاليمها ومحافظتها وحواضرها ومدنها التاريخية العريقة وبمناسبة مهرجان كرام الشجر اليمانية السنوي فإننا ندعو كذلك إقامة مهرجان سنوي لأشجار البخور واللبان والمر والعسل والورس اليمانية ويدخل في هذه الدعوة الاهتمام بأشجار الزهور العطرية كالورد والفل والياسمين والنرجس والريحان وغيرها فاليمن الأخضر اليمن السعيد غني بخيراته وثماره وموارده الكثيرة والمتنوعة والتوجه المطلوب يجب أن يكون رسمياٍ وشعبياٍ وهو عندنا لا يقل أهمية ومنفعة عن المهرجانات الرياضية فلن ينهض باليمن في كل المجالات وعلى جميع الصعد والأصعدة غير شعبها والمسيرة تحتاج إلى إرادة صادقة وعزيمة نافذة ولكل قافلة ولكل مسيرة روادها المخلصون وأمالنا كبيرة للغاية في اليمن الجديد القادم من الديمقراطية والحرية والعزة والمساواة لكل أبنائه وبلا تمييز بين المواطن وآخر بسبب اللون أو الجنس أو الطائفة أو العرق أو المذهب إنه يمن الجميع ولخير ومصلحة الجميع.