السياحة العيدية تشهد تراجعا ملحوظا بسبب الأوضاع التي تمر بها البلد


> كلفنا أحد مراكز الدراسات بأعداد خطة لتطوير وتنمية السياحة الداخلية

> حاولنا تطبيق تجربة إحدى الدول في السياحة الداخلية لكن عدم تعاون الوكالات أفشلها

تنشط السياحة الداخلية هذه الأيام حيث يعيش الناس إجازة عيد الأضحى المبارك ولكن الغالبية العظمى منهم لا يدركون أنهم يمارسون نزعا من أنواع السياحة الداخلية سواءاٍ عند زيارة مناطقهم أو زيارة الحائق والتنفسات التي تقع في نطاق مدنهم أو حتى عندما يسافرون إلى مدن ومناطق ساحلية مثل عدن والحديدة والمخاء بتعز وهذا القصور في الفهم لدى الناس قد تتحمل الجهات المعنية وتحديدا وزارة السياحة جانباٍ كبيراٍ من المسؤلية فيه .
وحول هذا القصور وتوجهات وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي إزاء تنشيط السياحة الداخلية خاصة أيام الأعياد , وحقيقة ما يقال أن مجلس الترويج السياحي يهتم فقط بالترويج للسياحة الخارجية بينما السياحة الداخلية خارج حساباته التقينا الأخت فاطمة الحريبي المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي .

بداية تحدثت فاطمة الحريبي عن بعض الإجراءات التي تقوم بها بعض مكاتب السياحة في المحافظات خلال أيام العيد وتحديدا مكاتب السياحة في عدن والحديدة وتعز باعتبارها أكثر المحافظات التي يقصدها الناس لزيارتها وقضاء إجازة العيد فيها للاستمتاع بشواطئها الجميلة , وأضافت: تعمل المكاتب في تلك المحافظات على النزول الميداني المستمر للفنادق والنزل السياحية للإشراف على نظافتها ومدى الاستعداد لاستقبال الزوار والخدمات التي ستقدمها لهم والنظر في الشكاوى أو الملاحظات التي يدلي بها الزوار كما تقوم تلك المكاتب بإصدار بعض البروشورات الترويجية والتعريفية بالمناطق السياحية بحسب ما تمتلكه تلك المكاتب من إمكانيات .
عدن والحديدة أبرز الوجهات خلال العيد
وعن دور مجلس الترويج السياحي في السياحة الداخلية خلال إجازات عيدي الأضحى والفطر المباركين أم أن دور المجلس يقتصر على الترويج الخارجي والتي يعرف الجميع بأن السياحة الخارجية تواجه عقبات كبيرة جدا خلال الفترة الراهنة وهو ما يجعل المعنين على السياحة اليمنية العمل من أاجل تنشيط السياحة الداخلية كبديل مناسب للسياحة الخارجية , قالت الحريبي: وجودنا في المناشط الدولية والمعارض من أجل أن تبقى اليمن في الخارطة السياحية العالمية وعدم شطبها من السوق السياحي وبالنسبة للسياحة الداخلية حقيقة الأمر تحتاج إلى أمن واستقرار وخلو الطرقات بين المدن من التقطعات وكذلك ينبغي أن يكون مستوى دخل الفرد يسمح له القيام برحلات سياحية داخلية ومعظم المواطنين اليمنيين يعانون من انخفاض مستوى الدخل وبالتالي يركزون على الأشياء الضرورية والسياحة تعتبر بالنسبة لهم من الأشياء الكمالية ولهذا تفضل الغالبية العظمى من الناس الذهاب إلى مناطقهم أو البقاء في منازلهم خلال الأعياد وهناك أسر أو أشخاص ممن لديهم الإمكانيات المادية يفضلون القيام برحلات سياحية إلى المناطق السياحية التي تعد المدن الساحلية أبرز وجهاتهم وعلى رأسها بالطبع عدن والحديدة وفقا للإحصائيات التي ترفعها المكاتب بعدد الزوار في هاتين المدينتين كما أن هناك أسر تأتي من المناطق الساحلية إلى صنعاء لقضاء إجازة العيد فيها والاستمتاع باعتدال مناخها وهربا من إرتفاع درجة الحرارة في مناطقهم , أما عن دور مجلس الترويج في السياحة الداخلية فقد عمل المجلس على نشر الكثير من الفلاشات الترويجية والتوعوية في عدد من الصحف والفضائيات اليمنية , كما عمل المجلس على تكليف مركز دراسات متخصص لإعداد دراسة عن السياحة الداخلية في اليمن والسبل الكفيلة بتطويرها وتنشيطها ومازال المركز يعد هذه الدراسة ولم تصل بعد إلى المجلس للبدء بتفيذها ,والسياحة الداخلية تحتاج في الواقع إلى تعاون مجتمعي ووعي لدى العامة والخاصة ولدى مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني التي ينبغي عليها أن حريصة على تنظيم رحلات سياحية لموظفيها خلال أيام الأعياد .
المبادرة الأولى
طيب لماذا لا تمسك وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي زمام المبادرة وتتواصل مع تلك المؤسسات الحكومية لتعريفهم بأهمية السياحة الداخلية والحرص على تسويق وترويج برامج سياحية أو على الأقل تبدأ الوزارة والمجلس تنفيذ برامج للسياحة العيدية لموظفيها¿¿
تجيب المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي قائلة : الكثير من الموظفين يفضلون قضاء إجازة العيد مع أسرهم وأقاربهم في مناطقهم ولا يحبون أبدا قضاء إجازاتهم في رحلات سياحية كما انه لا توجد في موازنة المجلس شيء مخصص لمثل هذه الأشياء وهذا الأمر مهم بالفعل وقد يكتب له النجاح إذا ما تم تنظيم رحلات سياحية للموظفين مع عائلاتهم ولكن هذا يحتاج إلى موافقة مجلس إدارة الترويج السياحي وهي خطوة هامة إذا ما قمنا بها سنعمل على تحفيز الكثير من الجهات الحكومية كما أنها ستجعل موقف المجلس أقوى في إقناع تلك الجهات على تنظيم برامج مشابهة خلال أيام العيد.
وتوقعت الحريبي أن تواصل السياحة العيدية هذا العام وتحديدا لمدينتي عدن والحديدة وكذا مدينة المخا تراجعها بسبب الأوضاع التي تمر بها اليمن وكذا تردي الأوضاع المعيشية لدى الكثير من المواطنين .
الحكم بالفشل قبل التجربة
وفي ردها على سؤال لماذا لا يتم الاستفادة من تجارب الدول التي استطاعت أن تسجل تقدما كبيرا في تنشيط السياحة الداخلية لاسيما أن مجلس الترويج يشارك في الكثير من الفعاليات الدولية التي تحضرها دول كثيرة ¿¿
أجابت فاطمة الحريبي أن المجلس اطلع على العديد من تجارب الدول في السياحة الداخلية والتي سجلت نجاحات كبيرة في هذا المجال وقد تم التوصل إلى أن تجربة السياحة الداخلية السورية هي الأقرب والأنسب لليمن وبالفعل حاول المجلس تطبيقها ولكن للأسف الشديد لم تتجاوب وكالات وشركات السياحة مع المجلس لتنفيذ هذه التجربة التي حكموا عليها بالفشل قبل أن يقوموا بتجريبها ومن ثم الحكمعليها بالنجاح أو الفشل .
وفيما يتعلق بأنشطة المجلس وتركيزها على الترويج السياحي خارج البلد أوضحت أن المجلس يقوم بالكثير من الأنشطة والبرامج داخلية وخارجية حيث يشارك في عشرة معارض سياحية دولية هذا العام ويقوم بطباعة المواد الترويجية من بروشورات وكتيبات وخرائط سياحية وهدايا سياحية مختلفة لمعالم يمنية مشهورة كما يقوم المجلس بإصدار مجلة السياحة كل شهرين وباللغتين العربية والانجليزية فضلا عن الاستمرار في طباعة الموسوعة السياحية اليمنية بالإضافة إلى إسهامه في تمويل إقامة المهرجانات السياحية في عدد من المحافظات منها مهرجان صيف صنعاء السياحي ومهرجان البلدة بالمكلاء ومهرجان اسعد الكامل بذمار ومهرجان إب السياحي ومهرجان قرناو بالجوف وغيرها وهذه المهرجانات الهدف منها تنشيط السياحة الداخلية كما عمل المجلس على إقامة العديد من الدورات التدريبية السياحية لعل آخرها تدريب 40 من أبناء محافظة سقطرى في ثلاثة مجالات سياحية وقام يتمويل إنشاء عدد من المشاريع أبرزها الاستراحات السياحية في عدد من ابرز الطرقات بين المحافظات وتبنيه إقامة استراحة بيئية و (22) حماما في تسع محميات في محافظة أرخبيل سقطرى وغيرها من الأنشطة والأعمال وهذا ما يؤكد أن المجلس يقوم بدوره على أكمل وجه ومستمر بأنشطته وبرامجه رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلد .
المهرجانات والسياحة الداخلية
تحدثتم عن دعم إقامة المهرجانات السياحية ولكن الكثير يعلم أن المهرجانات لم تعد تقام منذ سنوات باستثناء مهرجان صيف صنعاء الذي توقف لعامين متتاليين قبل أن يعاد إقامته هذا العام والعام الماضي, وهنا تؤكد فاطمة الحريبي أن المجلس لا يتحمل المسؤولية في عدم إقامة تلك المهرجانات السياحية بل على العكس من ذلك فهو على أتم الاستعداد لدعمها إذا ما حرصت المحافظات على إقامتها وهناك ميزانية لدعم هذه المهرجانات ولكن لم تقدم المحافظات التي تقام بها تلك المهرجانات أي طلبات للمجلس كما هي العادة تتطلب فيها من المجلس دعما لإقامة المهرجانات وأي محافظة تطلب دعم لذلك لن يتأخر المجلس في تقديم الدعم المناسب لها .
ونفت في ختام حديثها أن يكون المجلس سببا في عدم إقامة تلك المهرجانات وان المحافظات نفسها هي من تؤجل إقامتها وربما تواجه ظروفا معينة حالت بينها وبين أقامت تلك المهرجانات .

قد يعجبك ايضا