سوريا ومؤتمر الأصدقاء

اسكندر المريسي –
جاء انعقاد المؤتمر الذي اصطلح على تسميته بمؤتمر أصدقاء سوريا بالعاصمة التركية اسطنبول بكل تأكيد التفافا◌ٍ واضحا◌ٍ على المبادرة التي سبق وأن قدمها المبعوث الدولي وقبلت بها سوريا بشأن التسوية التي تشهدها حاليا◌ٍ دمشق¡ كما يعني ذلك الملتقى في تقديرات مجريات اللحظة الراهنة أن الأزمة السورية بكافة مفاعيلها الراهنة قد دخلت مرحلة التبريد الحقيقي¡ وبالتالي كان لابد من إنعاشها من خلال تحريك أحد أهم مفاعلها بالعودة إلى نقطة البدء وذلك عبر استكمال أوراق ما يسمى بمؤتمر أصدقاء سوريا الذي سبق انعقادة في تونس بمؤتمر أصدقاء سوريا بتركيا والذي حضرته ما يقارب 70 دولة وأحيط به مجاميع غفيرة من الجالية السورية في تركيا المؤيدين لنظام بشار الأسد تظاهرات ضد انعقاد ذلك المؤتمر.
لذلك فإن دعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته إلى اخضاع الأزمة السورية ومعاقبة النظام بموجب أحكام الفصل السابع من ميثاق هيئة الأمم المتحدة والذي يجيز استخدام القوة العسكرية هي بالتأكيد دعوة جسدها ملتقى أصدقاء سوريا وتنطوي تلك الدعوة بشكل واضح على رفض مبادرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان والذي قبلت به القيادة السورية برغم أن هناك جهلا◌ٍ مركبا◌ٍ إزاء حقيقة ذلك الفصل السابع من ميثاق هيئة الأمم المتحدة¡ لأنه يتعلق في قضايا النزاعات الدولية بين دولتين عضويتين في الأمم المتحدة وعلى هذا النحو ووفقا◌ٍ لعلم العلاقات الدولية يجوز استخدام الفصل السابع.
بينما ما يجري في المشهد السوري ليس إلا صراع سياسي يدور بين سلطة قائمة ومعارضة لهم ارتباطات خارجية يسعون لاسقاط نظام الحكم في سوريا واستبداله بنظام من أولئك المعارضين والمرتبطين بقوى خارجية.
وبالتالي فإن الدعوة لاستخدام الفصل السابع من ميثاق هيئة الأمم المتحدة بقدر ما هي دعوة منافية للحقيقة فإنها تعكس وجود جهد اقليمي ودولي لاستخراج قرار أممي من مجلس الأمن الدولي ويتم بموجبه انقاذ الشعب السوري من ذلك بحسب وصف الإعلام الدولي.
وهذا يعني بدرجة أساسية تأكيد واضح لما تقوله القيادة السورية بإنها تتعرض لمؤامرة خارجية وأن استهدافها بات واضحا◌ٍ من بين كافة الدول العربية¡ لأنها حاضنة المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني في المنطقة.

قد يعجبك ايضا