ما يطلبه اليمنيون من بعضهم

عبدالله الصعفاني

مقالة


عبدالله الصعفاني –

مقالة

الناس طيبون في هذه البلاد بشهادة احتضانهم لبعض في شهور المواجهات رغم تعطل آداء مؤسسات الدولة نهائيا حيث أثبتت الغالبية الساحقة فشل مساعي استدراجها إلى المعارك والأزمات فتداعت غالبية المواطنين إلى إطفاء الحرائق وحالت دون اتساع الفجوة بين اليمن وبين أحلام شعبه الطيب.
> وحتى لا تكون الآمال مجرد أحلام معقدة أو مؤجلة ينبغي أولا استحضار كبار القوم للنوايا الحسنة الإيجابية التي لا تقود إلى جهنم ولا تكون مجرد قراءة لخواطر السوء في النفس وإسقاطها على الآخر وإنما نوايا القدرة على فتح صفحة جديدة مع الذات ومع الآخرين فيمد الجميع أياديهم للجميع دون أن تأخذ أي طرف العزة بالإثم.
> أما ما بعد النوايا الطيبة فهو أن الناس يحبون أن يكون أي قرار قائما على المعلومات وليس على الوشايات.. ويحبون أيضا الحلول العملية لمشاكلهم.. وفي نفس الوقت يريدون من كل من يتحدث عن الفساد أن يكون قدوة ومن يتحدث عن حرية التعبير أن لا يصادر على الآخرين آراءهم المسؤولة ومن يتحدث عن الوطن أن لا يستمرئ في الخرق المتكرر لسفينته.
> ولو حاول أحدنا أن يقوم بعملية اختزال تقريبي لما نريده من بعض في هذا الوطن المسكون بالآلم المشدود إلى الأمل لما خرج الوعي الشعبي عن القول وبصورة تراتبية: الشعب يريد من الرئيس عبدربه منصور هادي أن يواصل العمل بهذه الروح التوافقيه «الحاسمة» متسلحا بطلب العون من الله وبقوة هذا الإسناد الشعبي والإقليمي والدولي.
> ولو اختزلنا وعي المواطنين بالحكومة لتصدرت مطالبهم المثابرة الجادة في معالجة المشكلة الأمنية وحلحلة ما تيسر من ملفات الحياة والمعيشة ومؤسسات حكومية قادرة على إطلاق بشائر القانون وبشائر المساواة ووضع الخطوط العازلة بين الأمل وبين شحن الناس بالأفكار السلبية ورفض اتساع الفجوة بين اليمنيين وبين أحلامهم.
> وكما أنه لا غنى عن الإعلاء من شأن القضاء ونقل أعضاء هذا السلك من شرانق الشكوى إلى مواقع الملجأ الأمن لكل أفراد الشعب فإن أمام أكثر البرلمانات في العالم عمرا مهمة الاشتراك مع الحكومة في نبذ موجهات العمل على أساس حزبي فأبناء الدائرة يقيمون ممثلهم في البرلمان من قدرته على المواءمة بين متطلبات خدمة أبناء الدائرة الذين انتخبوه وبين قوة انتمائه إلى الشعب وليس من خلال قوة استجاباته لغمزات رئيس الكتلة الحزبية.
> اليمن يعيش أزمات خانقة وهي أكبر من اختزال حلها في شخص رئيس الجمهورية لأن الحديث حول ما يريده الشعب من الرئيس وما يريده من الحكومة أو البرلمان يقود بالضرورة إلى السؤال حول ما يريده كل هؤلاء من الشعب وليس الشعب الا الجميع في المدن وفي الأرياف.
> لقد انطلق القطار وبقي أن يصل إلى محطاته بانتظام ودون مشاكل وهو ما أراه مشروطا باستحضار التواصل بين كل قوى الوطن بعيدا عن أي أعطاب في الإرسال أو الاستقبال أو فيهما معا.. وليس من زوائد الحاجة التذكير بمخاطر اجترار دعاوى التضخم أو التورم بما لها من الارتدادات بذات أهمية الإدراك لأهمية الحاجة إلى الوقت ومد الجميع أياديهم إلى الجميع.. وحسبنا استذكار حقيقة أن الوقت هو المادة التي تتشكل فيها الحياة .. وليس انشغال بعضنا بكونهم يحتاجون إلى وقت للتفكير في الكذبةú الجديدة.

قد يعجبك ايضا