الصهاينة والأمريكان وشيطنة إيران

عبدالفتاح علي البنوس

 

لست معنياً بالدفاع عن إيران، فلديها من الوسائل والقنوات والكوادر الإعلامية والصحفية ما يمكنها من القدرة على الدفاع عن نفسها، والتصدي للحملات الإعلامية والتحريضات السياسية التي تشن ضدها من قبل الإدارة الأمريكية واللوبي اليهودي والصهيونية العالمية وأدواتها وأذرعها في المنطقة العربية، رغم أن الأخيرة تدرك تماما أن من مصلحتها أن تكون علاقتها مع إيران حميمية قائمة على احترام حق الجوار والسعي للحفاظ على المصالح المشتركة، وتعزيز أوجه التعاون معها في مختلف المجالات، من أجل ضمان الاستقرار في المنطقة، ولضمان إفشال كافة المؤامرات التي تستهدفها من قبل الأعداء الحقيقيين وفي مقدمتهم أمريكا والكيان الصهيوني الإسرائيلي وبريطانيا ومن دار في فلكهم .
إيران دولة إسلامية تربطنا معها رابطة الدين والإخاء، وتربطها حدود جغرافية مع عدد من الدول العربية، ومن الغباء الذهاب نحو استعدائها وأخذ مواقف سياسية تجاهها، خدمة لأمريكا وكيان العدو الصهيوني وتنفيذا لتوجيهاتهما، ومن السذاجة أن تبني بعض الأنظمة العربية حالة العدائية المفرطة تجاه إيران على أوهام وخيالات واتهامات كاذبة وشائعات لا أساس لها، والأكثر سذاجة وسخفا أن يكون العداء لإيران مجرد إرضاء لنزعات وتوجهات طائفية ومذهبية رخيصة، لا تمت بصلة للدين الإسلامي ومبادئه السمحاء، وقيمه النبيلة، وعقيدته الصحيحة، وفكره المستنير القائم على الوسطية والاعتدال .
قد تحصل خلافات أو تباينات بين إيران وأية دولة أخرى، كما يحصل بين بقية الدول، وهذا وارد وخصوصا في ظل الارتهان من قبل العديد من الأنظمة العربية للقوى الاستعمارية الكبرى، وهناك أطر قانونية، وطرق إيجابية لاحتواء وحل ومعالجة هذه الخلافات والتباينات، فعلى المستوى العربي هناك جامعة الدول العربية، وعلى المستوى الإسلامي هناك منظمة المؤتمر الإسلامي، وبحكم طبيعة المهام الموكلة لهما، كان من المفترض أن تسهما في حل أي خلافات أو إشكاليات قد تحصل بين الدول العربية والإسلامية، ولكن المشكلة أن هذين الكيانين تحولا إلى وكرين للتآمر والتخابر على الدول العربية والإسلامية، وأدوات لتعميق الخلافات العربية- العربية، والإسلامية- الإسلامية .
شيطنة إيران من أولوياتهما، وتلميع وتجميل صورة كيان العدو الصهيوني من أبرز مهامهما تحت يافطة التعايش والسلام والتقارب وغيرها من المسميات التي دأب أبواقهما للترويج لها، يطبعون مع كيان العدو الإسرائيلي بكل جرأة ووقاحة ويرون في ذلك انفتاحا وضرورة من أجل السلام المزعوم، في الوقت الذي يستعدون إيران الدولة الجارة لهم والتي تجمعها بهم رابطة الدين وتربطهم بها علاقات تجارية وتجمعهم بها مصالح مشتركة، ولكنهم يذهبون لاسترضاء واشنطن وتل أبيب باستعداء وشيطنة إيران .
الأمريكي والإسرائيلي يستعديان إيران لأنها تقف ضد مشاريعهما في المنطقة، ولأنها تقف إلى جانب إخواننا في فلسطين وبقية دول محور المقاومة المناهضة للغطرسة والهيمنة الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية في الشرق الأوسط، ويرى الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني ومن معهم بأن ما تقوم به إيران الإرهاب، وينساق البعران خلف ذلك ويسخرون جل إمكانياتهم من أجل محاربة إيران والتشنيع بها والتحريض ضدها، والمشكلة أن هذه الأنظمة العميلة الخانعة الخاضعة الذليلة، تعمل جاهدة على تصدير ثقافة (فوبيا إيران) إلى دول وشعوب المنطقة العربية بشتي السبل والوسائل، في الوقت الذي تذهب لتجميل كيان العدو الإسرائيلي والتقرب منه والتطبيع والتحالف معه، بل والذهاب للدفاع عن جرائمه وتبريرها وتقديمه في صورة الحمل الوديع، والضحية المعتدى عليه، وتوجه سهام وبوصلة العداء نحو إيران .
بالمختصر المفيد، شيطنة إيران سياسة عاف عليها الزمن، في زمان كشف الحقائق وسقوط الأقنعة، لقد كشف العدوان والحصار الصهيوني على قطاع غزة المستور، ووضع النقاط على الحروف ولم يعد هناك من مجال للخداع والزيف والتدليس والتلبيس، لقد تجلت الحقائق بكل وضوح، ولم تعد تنطلي على الشعوب العربية والإسلامية خزعبلات وهرطقات أمريكا وإسرائيل وأنظمة التطبيع والتصهين ضد إيران، لقد عرفت فلسطين من يدعمها ويقف إلى صفها، ومن يخذلها ويتآمر عليها، غزة كانت الفاضحة لأدعياء العروبة والإسلام، والأيام القادمة كفيلة بأن تقدم المزيد من الشواهد والأدلة الدامغة على ذلك .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا