ليس غريباً على الأمريكي أن يدعم الصهاينة في كل جرائمهم، وأن يقدِّم كل أشكال الدعم، وأن يقدم الصواريخ التي يقتل بها أطفال فلسطين، ونساء فلسطين، والقنابل، وقذائف الدبابات، ومختلف أنواع الأسلحة، ليس غريباً أن يقدم الأمريكي الدعم المالي والسياسي والإعلامي بشكل مستمر، وأن يعارض وقف الحرب في غزة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية نشأت على أشلاء ودماء مدنيين عزل في أمريكا، واستمرت أمريكا في ارتكاب الجرائم في كثير من دول العالم، ولذا قال السيد المولى عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- في كلمته الأخيرة يوم الخميس الماضي في السابع من شهر رجب حول آخر التطورات والمستجدات قال: (الأمريكيون لديهم تاريخهم الإجرامي الأسود، تجاه مختلف الشعوب، ليس فقط في العالم الإسلامي، بل وفي البلدان الأخرى، ومعروفٌ ما فعلوا حتى في أمريكا نفسها، وهم الذين أبادوا عشرات الملايين من السكان الأصليين في أمريكا، ممن كان يطلق عليهم (الهنود الحمر)، وما فعلوه بفيتنام، ما فعلوه في اليابان، ما فعلوه في بلدان كثيرة من العالم، معروفٌ عن الأمريكيين الإفلاس الأخلاقي، توجهاتهم السياسية ليس لها أي ارتباط بالجانب الأخلاقي، ولا تُعيره أي أهمية، ولا تعطيه أي قيمة، ويشطبونه بشكلٍ نهائي، لكن الدافع الأكبر والأهم من كل ذلك هو: التزامهم الصهيوني).
نشأت الولايات المتحدة الأمريكية على أشلاء ودماء مدنيين عزل في أمريكا نفسها، حيث أبادت الولايات المتحدة الأمريكية الملايين من الهنود الحمر من السكان الأصليين لأمريكا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
وفي الحرب العالمية الثانية أسقطت القوات الجوية الأمريكية وحلفاؤها 3900 طن من القنابل شديدة الانفجار والقنابل الحارقة على مدينة دريسدن الألمانية في أقل من خمس عشرة ساعة، تم القضاء خلالها على أربعة وثلاثين ألف مواطن، وقتلت أمريكا في برلين الألمانية أكثر من ثمانمائة ألف شخص.
في شهر أغسطس ١٩٤٥م ألقت أمريكا قنبلتين نوويتين على مدينتين يابانيتين وهما هيروشيما وناجازاكي بفارق ثلاثة أيام بين العمليتين النوويتين بأمر من الرئيس الأمريكي آنذاك (هاري ترومان)، واللتين أسفرتا عن مقتل (٢٢٠.٠٠٠) شخص، وإصابة مئات الآلاف من الأشخاص بأمراض خطيرة في السنوات التي تلت ذلك بسبب آثار تلك الكارثة.
وبين عامي ١٩٥٥م و١٩٧٥م شنت أمريكا حربا على فتنام قتلت فيها نحو ثلاثة ملايين فيتنامي معظمهم أطفال ونساء.
في عام ١٩٥٠م قتلت أمريكا وحلفاؤها الملايين في كوريا الشمالية، وفي الحرب الأمريكية الفلبينية قتلت أمريكا مليوناً وخمسمائة ألف شخص، وهذه بعض النماذج السيئة من الإرهاب الأمريكي للبشرية.
أدخلت أمريكا قواتها في عدة بلدان ككوريا وكولومبيا وبنما وغيرها، وغزت بقواتها بلدان ككوبا والمكسيك وهندوراس، واحتلت عدة مناطق في الصين والدومينيكان والصومال وأفغانستان والعراق، وقصفت ليبيا ودمرت مدنها وقتلت سكانها في طرابلس وبنغازي، ودعمت العدوان السعودي والإماراتي لارتكاب أبشع الجرائم في حق اليمنيين، ولقد ارتكبت أمريكا في كل بلد وصلت إليه بقواتها أبشع الجرائم في حق تلك الشعوب.
أمريكا لها الرصيد الإجرامي الهائل، امتد شرها إلى كثير من الشعوب، نكلت بجبروتها وطغيانها بالكثير من البشرية رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا، ولا حرمة للطفل ولا حقوق للمرأة في القانون العسكري الأمريكي، وغزة خير شاهد على إجرام وطغيان أمريكا وربيبتها إسرائيل.
ولن ننسى ما فعلته أمريكا في العراق وتنوع جرائمها في قتل الآلاف من الشعب العراقي، ولن ننسى جرائم الاغتصاب للنساء وللرجال، ولم يغب سجن أبو غريب عن ذاكرتنا، وكذلك سجن جوانتانامو شاهد على الوجه القبيح لأمريكا.
فلذلك نجد أن أكبر جرائم القتل والاغتصابات قامت بها أمريكا وإسرائيل والغرب الكافر، أكبر الإبادات الجماعية للناس كانت بالأسلحة النووية والأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليًا التابعة لأمريكا رأس الشر، فأمريكا هي الشيطان الأكبر، وهي من تثير الفتن والقلاقل، وتقف خلف الحروب والصراعات، فأمريكا وبريطانيا وإسرائيل هي جذور ومنابع الإرهاب، وهي منبع كل الشر والإجرام والظلم والطغيان، وهي أشر ما خلق الله، ونحن عندما نصنف الأمريكان بأنهم إرهابيون فتصنيفنا لهم بحق، لو لم يكن من إرهابهم إلا مشاركتهم في الإجرام الصهيوني لكان ذلك كافيًا، ونحن اليمنيين نصنف أمريكا وبريطانيا في قائمة الدول الحامية والراعية والداعمة للإرهاب الصهيوني.
فنحن في هذه المرحلة أتى دورنا لنواجه الإرهاب الصهيوني والاستكبار الأمريكي والغطرسة البريطانية، أتى دورنا لنواجه أمريكا وإسرائيل بسلاح الإيمان وسلاح الحديد، وليجعلن الله عذابهما على أيدينا بفضله الواسع.
أتى دورنا لنتحرك في إطار مصلحة أمتنا الحقيقية؛ لدفع أولئك الأشرار الطغاة المجرمين، الذين هم شر على أمتنا، أتى دورنا لنصرة المظلوم في مواجهة الظالمين المستبدين، أتى دورنا لنجاهد في سبيل الله، لنقاتل الذين يقاتلون في سبيل الطاغوت والاستكبار والعدوان، أتى دورنا لنتجاوز الاختبار الإلهي، لنثبت مصداقيتنا في انتمائنا الإيماني {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}.
أتى دورنا لنساند إخواننا الفلسطينيين الأعزاء في منع السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، أتى دورنا لنحاصر إسرائيل اقتصاديًا، كما هم يحاصرون إخواننا في قطاع غزة، أتى دورنا لنقاطع البضائع الأمريكية والإسرائيلية، أتى دورنا لندعم إخواننا المجاهدين في غزة بكل ما نستطيع حتى ولو نؤثر على أنفسنا ولو كان بنا خصاصة، أتى دورنا لنتبرأ من الأمريكيين والإسرائيليين ونلعنهم من فوق كل منبر وفي كل لقاء أو اجتماع، أتى دورنا لنواصل بشكل كبير وبلا كلل ولا ملل ولا فتور في الخروج الجماهيري في كل المسيرات التضامنية والمساندة لإخواننا الفلسطينيين، أتى دورنا لنؤهل أنفسنا ثقافيًا وعسكريًا لنكون بمستوى مواجهة اليهود.
ولا خير فينا إذا لم نقف في كل موقف ضد الصهاينة والأمريكيين، ولا رجولة فينا إن لم نعلنها أننا أعداء الصهاينة وأننا أعداء أمريكا، وكلنا ثقة بأن الله معنا وناصرنا ومخزي الكافرين والمنافقين.