رجب الأغر

نوال عبدالله

 

تعود الذكرى العطرة، لتحل نسائم البُشرى المبشرة بدخول الأنصار دين الله أفواجاً قال تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}، ما إن يأتي شهر رجب الأصب إلا وتأتي معه تلك النفحات الإيمانية وتحمل تلك الأنباء التي أسعدت قلب الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم، حتى سجد حمداً وشكراً لهذه البشارة بدخول أهل اليمن من الوهلة الأولى دين الله واعتنق الإسلام، حينها قال الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله في اليمانيين : «هم أرق قلوباً وألين أفئدة»، «الإيمان يمان والحكمة يمانية».
رجب الأصب يحل على أهل اليمن ليخص الله تعالى بفضله ومنه وكرمه وعطائه غير منقطع النظير، ليحكى لنا أجدادنا تلك المواقف والشواهد ورقة قلوب أهل اليمن وتصديقهم للمبعوث الإمام علي حينما دعاهم للإيمان منذ للوهلة الأولى انشرحت صدورهم ورقت أفئدتهم، وبسرعة البرق تجمعوا في سوق الحلقة حول الإمام علي عليه السلام، مرحبين به ينطقون الشهادة، لتهل على اليمن شمس النبوة.
ها نحن نحيي هذا الشهر الأغر بفرحة بالغة وسعادة عارمة وبسمة مرسومة، فقد تجسدت هويتنا الإيمانية اليمانية في أنصع صورها وأرقاها ونحن على خطى الرسول محمد صلى الله عليه وآله ماضون، وعلى نهجه متبعون متمسكون بهويتنا الإيمانية وقيمنا ومبادئنا حتى قيام الساعة.

قد يعجبك ايضا