الثورة / إسكندر المريسي
يسعى الكيان الصهيوني من خلال عدوانه على غزة إلى تحقيق جملة أهداف أبرزها تكريس سياسة الفصل بين القطاع والضفة الغربية وكذلك تصفية القضية الفلسطينية وتقويض حل الدولتين عبر إطالة أمد الصراع والعنف وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان اللقيط لليوم الـ 87 على التوالي.
حيث قالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعمل على تبرير الإبادة الجماعية لشعبنا في قطاع غزة، ويظهر من خلال التصريحات والمواقف التحريضية التي يطلقها، كما يخلق مناخات لتسهيل جريمة الضم التدريجي للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، من خلال محاولاته ضرب صورة السلطة الوطنية الفلسطينية والتشكيك بشرعيتها.
وأضافت الخارجية في بيان، أمس الجمعة، أن نتنياهو يمارس أبشع الأساليب لإضعاف السلطة الوطنية، في مؤامرة كبرى تهدف لتكريس الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتصفية القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا.
وأشارت إلى أنه بات واضحا، أن نتنياهو يسابق الزمن في بناء طموحاته الشخصية، وتمريرها على إطالة أمد العدوان ودوامة العنف والفوضى، لخدمة أطماعه الشخصية وبقائه في الحكم.
وأدانت الخارجية، حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال لليوم الـ 77 على التوالي ضد شعبنا في قطاع غزة، بما في ذلك التصعيد الحاصل في ارتكاب المجازر الجماعية بحق المدنيين، وتدمير جميع المراكز الصحية في شماله، وتهجير ما تبقى من سكانه إلى الجنوب، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا، والقنابل الضخمة التي تقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين، وتصعيد جرائم القصف والتهجير من وسط قطاع غزة وجنوبه باتجاه رفح، في ظل عديد التقارير الأممية التي تؤكد أن 90% من المدنيين يواجهون أزمة جوع حقيقية.
كما نددت بالانتهاكات وجرائم الاحتلال والمستعمرين ضد المواطنين في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وحملات التحريض التي يديرها اليمين الإسرائيلي المتطرف وأتباعه من المستعمرين لتفجير الأوضاع فيها، وخلق حالة من الفوضى، لاستخدامها كمبرر لضرب مناطق واسعة من مدنها، وفرض حالة من النزوح على مواطنيها خاصة في شمال الضفة.
وطالبت الوزارة مجددا، بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا، وتأمين احتياجاته الأساسية، وتوفير الحماية الدولية له، داعية الدول كافة لإبداء أعلى درجات الحذر من مخططات نتنياهو وأزماته الشخصية والعمل على لجمها فوراً ومحاسبته على جرائمه، بما يؤدي إلى وقف العدوان، وإجبار دولة الاحتلال على الانصياع لإرادة السلام الدولية.
وفي نفس السياق قال المتحدث باسم منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، كاظم أبو خلف، لبرنامج غزة امس إن جميع الناس في قطاع غزة بحاجة إلى مساعدات عاجلة.
وأوضح أبو خلف أن الناس يتسابقون على المساعدات من الشاحنات دون انتظار حتى أن يتم توزيعها، وهو ما اعتبره “مؤشراً على مدى المأساوية في الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل عام”.
ولدى سؤاله عن تفشي حالات الجوع والعطش في قطاع غزة، قال: “كنا تحدثنا عن انتقال الأوضاع من سيء إلى أسوأ منذ أسابيع، وأجرى برنامج الغذاء العالمي مسحاً أفاد فيه بأن هناك مؤشرات على أننا نتجه، من ضمن ما نتجه إليه، إلى مجاعة”، مشيراً إلى أن لغة الأرقام تؤكد “أن هناك 38% من الناس الذين طالهم المسح قالوا إنهم يشعرون بالجوع الشديد، والآن أصبحت هذه النسبة 56%”.
وأضاف: “هذه كلها مؤشرات، هناك 91% من الناس قالوا إنهم ينامون جوعى، و63% قالوا إنهم يقضون أياماً دون طعام، وهذه مؤشرات في الحقيقة خطيرة جداً”.
وأكد أنه “يجب التعامل قدر المستطاع مع هذه الكارثة ووقف الحرب”، موضحاً أن توقف الحرب يعني دخول مساعدات “بشكل سريع وبشكل كبير وبشكل مستمر غير مسبوق غير بطئ”، ومشيراً إلى أن آثار ما جرى “ستمتد لبعض الوقت قبل أن يستعيد القطاع بعضاً من توازنه.
إلى ذلك أكدت كتائب “عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس، أن هدف إسرائيل المعلن في الحرب التي تخوضها ضد الحركة في قطاع غزة “محكوم عليه بالفشل”
وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم الكتائب، في تسجيل صوتي إن “هدف العدو القضاء على المقاومة هو أمر محكوم عليه بالفشل، وقد باتت هذه حقيقة لا جدال فيها.
وشدد أبو عبيدة على أنه في ملف استعادة إسرائيل للمحتجزين “فقد أثبتت عمليات العدو الفاشلة والمرتبطة ما أعلناه منذ اليوم الأول للحرب أن مسار هذه القضية هو التبادل.
وأكد أن “استمرار العدوان لا يسمح أصلاً بإطلاق سراح الأسرى مطلقاً فضلاً عن إمكانية تحريرهم بالعمليات العسكرية المباشرة، لذلك إذا أراد العدو وجمهوره أسراهم أحياء فليس أمامهم سوى وقف العدوان”، في إشارة إلى القصف المكثّف والمتواصل على القطاع والعمليات البرية للجيش الإسرائيلي.
وأكد الناطق العسكري باسم “كتائب القسام” أنه “لا يمكن الإفراج عن أسرى العدو أحياء إلا بالدخول في التفاوض بمساراته المعروفة عبر الوسطاء وهذا موقف ثابت.
وحذّر من أن استمرار القصف على القطاع لن يؤدي سوى إلى “استمرار تساقط أسرى العدو قتلى بنيران جيشه.