بدأت نتائج مقاطعة الشركات الغربية التي تدعم الكيان الصهيوني المجرم تظهر في الواجهة ، وبدأ الانخفاض الكبير في الإقبال على المطاعم أو المنتجات والسلع التي تنتجها شركات ودول تدعم الكيان الصهيوني المجرم يبرز في مختلف أنحاء العالم ، حيث لوحظ امتداد التداعيات والتأثيرات الاقتصادية السلبية إلى مساحة واسعة من الدول والشعوب العربية والإسلامية ، وحتى الدول الغربية ، التي تتعاطف مع الشعب الفلسطيني ، وترفض السردية الإسرائيلية التي بدأت تتكشف أكاذيبها يوماً تلو آخر منذ بداية طوفان الأقصى في أكتوبر الماضي ، لا سيما بعد مشاهدة الجرائم الفضيعة بحق المدنيينa من خلال الإبادة الجماعية وسياسة التهجير والتجويع والحصار وغير ذلك من الجرائم الواضحة والجلية التي يرتكبها الكيان الغاصب في غزة وفلسطين .
الثورة / أحمد المالكي
وفي وجه التحركات المنحازة للشركات الغربية، اختارت شعوب الدول العربية والمسلمة، وحتى الجماهير المناصرة لفلسطين في الغرب، سلاح المقاطعة رداً على دعمها للكيان الصهيوني المجرم. وهو ما أثّر بشكل سلبي على مداخيلها، ودفع إداراتها للتحرك من أجل إنقاذ الموقف.
وتؤكد تقارير اقتصادية غربية وعربية أن حملة المقاطعة في الدول العربية وخارج المنطقة العربية بل وحتى داخل أمريكا وأوروبا بدأت تتوسع ، كما اتسع نطاق تأثير دعوات المقاطعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو “ما دفع المستهلكين المحليين إلى البحث عن بدائل محلية الصنع”.
ونقلت رويترز على لسان موظف بمطاعم شركة ماكدونالدز في مصر ، بأن “مبيعات ماكدونالدز مصر في شهري أكتوبر ونوفمبر انخفضت بنسبة 70 % على الأقل مقارنة بنفس الأشهر من العام الماضي”.
وفي ماليزيا أيضاً، نقلاً عن ذات الوكالة، قال عامل في مطعم ماكدونالدز في بوتراجايا، العاصمة الإدارية للبلاد، أن الفرع الذي يعمل به يستقبل عدداً أقل من العملاء بنسبة 20 % .
ومؤشراً على شعور هذه الشركات بآثار المقاطعة، سارع كثير من فروعها في الدول العربية إلى نشر بيانات تتبرأ فيها من دعم إسرائيل، كما أطلقت عروضاً مغرية للترويج لمنتجاتها.
وحسب الخبير في مجال الإشهار والتسويق تييري بوكارت، فإن المقاطعة عملية فعالة جداً، ولها “جانب قصير المدى وهو الذي يمس حجم المبيعات . ثم هناك الجانب طويل المدى، الذي يكون في بعض الأحيان أكثر ضرراً، إذ يمس بسمعة وصورة العلامة التجارية لمدة طويلة”.
مسارعة
وعقب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، سارعت سلسلة مطاعم الأكلات السريعة الأمريكية ماكدونالدز ، في إسرائيل إلى إعلان دعمها لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بإرسال آلاف الوجبات المجانية إلى أفراد الجيش، مبررة ذلك بأنه “من واجبها الانخراط مع الجميع في حماية البلاد”.
وهو الإجراء الذي فعلت مثله سلسلة المتاجر الكبرى الفرنسية كارفور، التي تبرعت هي الأخرى بآلاف سلال الطعام إلى الجنود الإسرائيليين، من أجل دعم مجهودهم الحربي خلال العدوان الذي يشنونه على غزة.
وتورطت سلسلة المقاهي الأمريكية، ستارباكس، هي الأخرى في دعم إسرائيل، بقمع تضامن عمالها مع الشعب الفلسطيني. فبعد نشر نقابة العمال لبيان أدانت فيه «جميع أشكال الاحتلال والتهجير والفصل العنصري، ومخاطر الإبادة التي يواجهها الفلسطينيون»، انتقمت الشركة الأم منهم برفع قضية اتهمتهم فيها بالاستخدام غير المشروع لعلامتها التجارية.
سلاح المقاطعة
وفي تقرير لها، كشفت وكالة رويترز، أن مطاعم سلسلة ماكدونالدز بالقاهرة أصبحت مهجورة، بعد أن كانت تعج قبل شهر بالزبائن. مشيرة إلى أن ماكدونالدز، وعدداً من الشركات الغربية الأخرى، يشهد جميعها حملة مقاطعة شعبية، عفوية إلى حد كبير، بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
نطاق تأثير
ونقلت الوكالة على لسان حسام محمود، عضو حركة المقاطعة في مصر، قوله: «إن حجم العدوان على قطاع غزة غير مسبوق. وبالتالي فإن رد الفعل، سواء في الشارع العربي أو حتى الدولي، غير مسبوق أيضاً».
وتظاهر محتجون في العاصمة اللبنانية خارج فرع ستارباكس، حيث وقفوا بصمت ووزعوا منشورات تدعوا إلى حملة المقاطعة. وفي تصريحاته لصحيفة واشنطن بوست، قال عبد الرحمن طيارة، وهو طالب جامعي كان من بين المشاركين في الاحتجاج: «اخترنا ستاربكس لإرسال رسالة».
وفي المغرب، وخلال المظاهرات المنددة بالعدوان على غزة والمطالبة بإسقاط التطبيع، كانت الدعوات إلى مقاطعة سلسلة متاجر كارفور الفرنسية حاضرة. واستنكرت الناشطة المغربية كوثر دازين، في حديثها لصحيفة لوموند، «تبرع كارفور بآلاف الطرود الغذائية لجنود جيش الاحتلال، في وقت يتعرض فيه سكان غزة للقصف والحصار الخانق».
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن المناضل المغربي المناهض للصهيونية سيون أسيدون، قوله أن: «ما ننتقده لدى هذه الشركات، ليس فقط أنها تتبرع للجيش الإسرائيلي، بل وقبل كل شيء أنها تنشط داخل مستوطنات الاحتلال، وهو ما تفعله شركة كارفور، التي تمارس نشاطها التجاري منذ سنوات في الأراضي المحتلة والتي نطالبها بوضع حد لهذه الأنشطة».
استجابة واسعة
وحتى خارج العالم العربي، فإن مقاطعة الشركات الغربية الداعمة لإسرائيل سارية. وفي إندونيسيا استجابت قطاعات واسعة لدعوات المقاطعة. واحد من هؤلاء كان آدي أندريان، الذي أخبر موقع الجزيرة بالإنجليزية، أن «الوجبة العائلية لماكدونالدز كانت طلبي المفضل، لكن الآن لا أذهب إلى ماكدونالدز منذ أن اكتشفنا أن ماكدونالدز إسرائيل كانت تقدم المساعدة والخصومات للجيش الإسرائيلي».
في وقت سابق من شهر نوفمبر، قرر البرلمان التركي مقاطعة منتجات الشركات التي تدعم «العدوان الإسرائيلي» على قطاع غزة، وإتلاف الموجود منها بحوزته..
وفي أوروبا والولايات المتحدة أيضاً، تتزايد دعوات مقاطعة الشركات الغربية الداعمة لإسرائيل. وفي فرنسا وبلجيكا، دعت جمعيات مناصِرة لفلسطين إلى مقاطعة متاجر كارفور، وأظهرت عدد من الفيديوهات المتداولة على منصة «تيكتوك»، مطاعم ماكدونالدز ومقاهي ستاربكس في الولايات المتحدة وهي فارغة، مرجعين ذلك إلى الاستجابة الكبيرة لحملة المقاطعة.