علينا أنú نراهöن على وحدةö الشعبö التي أضرتú بها وحدة الحكام

* يرى رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الدكتور مبارك سالمين أن المشهد الثقافي سيزدهر إذا روعي في الهيكل الاتحادي احترام خصوصية الناس الثقافية. ويشير في حديث لـ”الثورة” إلى أن الوحدة كانت حلم الأدباء والمبدعين والذين تصدوا وحدهم للنضال من أجلها كحلم من أحلام الشعب.
ويدعو سالمين إلى اجتثاث السياسات التي أدت بالبلد إلى الدرك الأسفل مؤكداٍ على ضرورة المراهنة على وحدة الشعب التي أضرت بها وحدة الحكام.. وهذا نص اللقاء:

• كيف تنظر لمستقبل المشهد الثقافي في ظل الدولة الاتحادية¿
– أولاٍ لا ثقافة تزدهر وهي مْسيِجة بالقهرº فالدولة الاتحادية ليست بالضرورة هي ما يطمح إليه الشعب اليمني. والقول بأنِها خيارْهْ الوحيد قولَ مفارق للحقيقة لكنها آخر الدواء ( الكي بالنار ) كما يْقال, وإذا رْوعيِ في الهيكل الاتحادي احترام خصوصية الناس الثقافية والابتعاد عن التمركْز حول نمط واحد يتسيِد المشهد السياسي والثقافي للبلادº فإنِ المشهد الثقافي سيكون رائعاٍ بالتأكيد ومْعبِرِاٍ عن التنوع الثقافي للجهات الثقافية وإذا لم يحدث هذا فإنِ الثقافة ستعيش مرحلة سيئة ورمادية وقد تدخل في غيبوبة إذا استمر حال الإقصاء والنبذ لكل القيم الثقافية الإنسانية كما هو حادثَ اليوم والبلاد تتهيأ للدولة الاتحادية.
منشآت ثقافية
* كيف تْقيم حال المشهِد الثقافي في عهد الوحدة منذ قيامها ????م¿
– لقد كانت الوحدة حلم الكْتِاب والمبدعين في الشمال والجنوب وهم وحدهم مِن تصدروا النضال من أجلها كحْلم من أحلام الشعب اليمني وقد ارتبط قيام الوحدة الاندماجية, في 22مايو 1990م , بالديمقراطية والتعددية الحزبية كضمان لاستمرارها, وازدهار الثقافة في إطارها, غير أنِها ومنذ عامها الأول اصطدمتú بالصراع بين ذهنيتين: ذهنية خاضعة ومتشربة نسبياٍ للنظام والقانون كأساس للدولة في الجنوب, وذهنية تقوم على التمايزات القبلية العميقة والتراتب الاجتماعي الصارخ في الشمال وتؤسس له كي يعم البلاد برمتها. وأصبح من الصعب في إطار المرحلة الانتقالية التي حْددِتú بثلاث سنوات أنú يتم إنجاز الاندماج التام, خاصة على مستوى القوات المسلحة والأمن, و حتى على مستوى بعض الأجهزة المدنية, التي بقيتú كما هي في عدن تحت مسمى فروع للأصل في صنعاء. وقد ظهرتú ملامحْ تعثْر هذه الوحدة المستعجلة التي نسيتú أنِ حال اليمنيين على المستوى السياسي لم يكن موحداٍ وأنِ الوحدة اليمنية- حالها كحال الوحدة العربية- لم تكن قائمة من قبل, لكي تتحقق بسهولة, فهي حلم وأمل كما هو حال الوحدة العربية والإسلامية.. هذه الأجواء التي صبغتú الوحدة بروح التوتر والحذر والاحتراب لم تسمح لها بإضافة شيئاٍ يْذكر بل إنِ المؤسسات الثقافية كثيراٍ ما أْصيبِتú بالعطب. وشواهد المنشآت الثقافية والمقرِات التي تمِ تدميرْها أو الاستيلاء عليها في عدن مازالتú قائمة ويمكن استثناء الحدث الرفيع في ولاية خالد الرويشان لوزارة الثقافة عندما أْعلنِتú صنعاءْ عاصمةٍ للثقافة العربية عام 2004م.
ترميم الصدع
* وكيف لنا ترميم ما انصدِعِ في جدار الوحدة¿ ومِن يتحمِل وزúرِ ذلك¿
– الحديث عن ترميم ما تصدع حديث تبسيطي للمسألة وعلينا كيمنيين أنú نشكرِ الله ليلِ نهار لأنِ اليمن ووحدته بعد كل التعديات والقهر والإقصاء مازالا موجوديúن على خريطة الأرض. لقد ماتتú وحدة 22مايو السلمية, وكأنِما كانتú هي المِحك الرئيسي للسلطة وعندما فشلت السلطة استبدلتها بوحدة الحرب (الوحدة أو الموت) وحدة الفقر والبطالة في عموم اليمن حيث ساءتú أحوالْ الناس ووْضعِتú اليمنْ على قائمة أسوأ اقتصاديات العالم, وحْوصرِتú حْريِة الصحافة وتم التضييق على النشاط الحزبي المعارض الحقيقي وبالتأكيد يتحمل وزرِ ذلك القيادة السياسية والحكومات المتعاقبة التي أفقرت البلادِ ليس اقتصادياٍ وحسب بل حتى ثقافياٍ وعلى مستوى الحاضر والمستقبل.
إنِ العملية لا تحتاج إلى ترميم ولكنِها تحتاج إلى اجتثاث السياسات التي أودتú بالبلد إلى الدرúك الأسفل اجتثاثاٍ جذرياٍ ومهما كانت الدولة وشكلها علينا أنú نراهن على وحدة الشعب التي أضرتú بها وحدةْ الحْكِام.
نضال الأدباء
* أليس معيباٍ في حق الأدباء أنú يعودوا للتمترس خلف دعوات مناطقية وجهوية بعد أنú كانوا اللبنة الأولى التي أسستú للكيان الوحدوي¿
– الوحدة ليستú قْرآناٍ مْنزِلاٍ من رِب العباد وليستú غاية لذاتها إنِها وسيلة لإحقاق الحق ونِيúل كرامة العيش للإنسان في بلاده والأديب الذي هو ضمير الأْمِة والشعب هو ليس مْنúبِتِاٍ عن بيئته المحلية ويحلم بالوحدة العربية والإنسانية, ولكن إذا لامسِ الضيمْ أهلِهْ وأبناءِهْ فإنِهْ ينتصر لهم أولاٍ لأنِ الانتصار لهم تصويب لمعادلة الوحدة فالجنوب مثلاٍ وتهامة مثلاٍ لا يرضى أدباؤها بما وِصِلِ إليه الحْكِام من السفه وامتهان كرامة الإنسان باسم الوحدة وتحت مظلتهاº لأنِ كرامة البشر هي في الصدارة من نضال الأدباء والكْتِاب عبر تاريخ هذا البلد وحتى نضالهم وتضحياتهم من أجل الوحدة لم تكن مْجرِدة من نضالهم من أجل الإنسان ومستقبل العدالة الاجتماعية التي هي صنو الموِاطِنة ومحرك الأدب الرئيسي.
خلل بنيوي
* لا يزال المثقف اليمني يراوحْ مكانِهْ ولم يتجاوز الحدود رغم امتلاكه لكل المقومات التي تجعله في المقدمة.. برأيك لماذا¿
– ربما, هذه معضلة حقيقية متصلة إلى حد كبير بطابع وأْسْس الديمقراطية اليمنية التي تعتمد على التوافق وإزاحة الخصوم وضيق الأْفْق أكثر من اعتمادها على الحرية والمبادرة. هناك خِلِل بْنيوي في هذه البلاد فقد تسلِمِ زمامِها مِن لا يْقدر قيمتِها واختلطِ فيها الحابل بالنابل غير أنِنا لم نخرج من تدافْع الحياة انتصاراٍ لقيم الحق والتقدم ونْبúل العيش لإنسان هذه الربوع ويحتاج أمر الوصول إلى صدارة المشهد المزيد من الكدح والإخلاص والتضحيات.
وحدةْ الشعب
* باعتباركِ رئيس اتحاد الأدباء والكْتاب اليمنيين.. هذا الكيان الوحدوي الأوِل.. ألا تراهن على مقدرة الاتحاد في تنقية الشوائب التي علقت بجسد الوحدة الوطنية ليكونوا هم أصحاب المبادرة كما كانوا من قبل¿
– لقد حْوربِ الأدبْ والرأيْ الحْـرْ في السنوات السابقة ومات بعض الأْدباء وهم من المؤسسين للكيان الوحدوي كِمِدِاٍ وماتِ بعضْهم دون حبة دواء واشترت السْلطة بعضهم وراهنتú على البعض الآخر وأْثخنِ جسدْ الاتحاد جراحاٍ وتمِ تقليصْ موازنته التشغيلية وإذلاله في متابعاتها وأْبعدِ اتحادْ الأْدباء من واجهة المشهد الذي تصدِرِهْ وحتى فيما يْسمى بالحوار الوطني الشامل لم يْدعِ إلى قوام اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار في محاولةُ لتهميشه. وتم تمثيله بشخصين فقط غير أنِ الوقت لم يفْتú بالنسبة لنا في الاتحاد, فنحن الآن بصدد التحضير للمؤتمر العام الحادي عشر الذي نراهن عليه في استعادة دور الاتحاد وتعزيز مبادراته الاجتماعية صوناٍ لما تبقى من الوحدة الوطنية وأقصد هنا وحدة الشعب وليس وحدة الدولة.
هبِة وطنية
* ما الحِل من وجهة نظرك لكْل ما سبقِ مناقشتْه معك¿
– لم يتبقِ سوى الإنسان الإنسان الذي أْهدرِتú كرامتْه.. فالسياساتْ السابقة ثقافياٍº وبالذات قطاع الشباب قدُ أودتú به إلى الوقوع في شراك الإرهاب والمخدرات وضعف الانتماء للوطن وتربوياٍ إلى مرابع الجهل والعودة إلى ما قبل العصور السابقة على الجمهورية. وبالتأكيد لن نستيقظ ذات صباح لنكتشف أنِ مجتمعنا قد تعافى. ولهذا فإنني أستغل صحيفتكم الموقرة لأوجه باسم اتحاد الأْدباء والكْتِاب اليمنيين نداءِ استغاثة أخير لإنقاذ هذا البلد وهو نداء لكل القوى الحية من مثقفين وأدباء وعلماء دين حقيقيين ومؤسسات بحثية ومنظمات مجتمع مدني وجامعاتº لأنú يهبوا هبة وطنية لإنقاذ روح هذا الشعب العظيم بصرف النظر عن شكل دولته.
* شيء تريد اختتام هذا الحوار به¿
– نحن نراهن على وحدة الأدباء ودورهم الفعال لكي ندفع بالاتحاد نحو مؤتمره العام الذي سيحدد الأْدباء والكْتِاب فيه مصير العمل الثقافي في الاتحاد ومصير هيكلته ونظامه الأساسي.

قد يعجبك ايضا