لا أظن أحداً سيختلف على النظام الجمهوري اليوم، ولا أحد سيختلف مع أهداف حركة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م، ولكن خلافنا مع ما ٱلت إليه أوضاع البلد بعد ستة عقود، وسنختلف مع كل أدعياء الانتماء السبتمبري وهم في كنف العمالة والارتزاق، الأهداف تعبّر عن تطلعات شعبية في وطن حر ومستقل وطن لكل اليمنيين، وطن شراكة تحت سلطة حكم عادلة، وهذه الأهداف لن يختلف عليها أي عاقل.
وعليه، إذا رغبت سلطة صنعاء أن تسحب البساط من تحت أقدام شرعية العمالة والارتزاق وتدق آخر مسمار في نعشها؛ فعليها أن تقدم ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م ثورة تصحيح لكل نضالات شعبنا اليمني بكل منعطفاته التاريخية، ثورة تصحيح لأهداف ٢٦ سبتمبر وثورة تصحيح لمٱلات ثورة ١٤ أكتوبر التي بات أحفاد ثوارها في كنف العمالة والارتزاق، ثورة تصحيح للمنجز الوحدوي العظيم ٢٢ مايو ١٩٩٠م الذي نهبه عصابة وحولته إلى ضم وإلحاق وفيد وغنيمة، ثورة تصحيح للتضحيات التي قدمها شباب ثورة ١١ فبراير ٢٠١١م، وإجمالاً ثورة تصحيح للتاريخ اليمني المعاصر كله، وفي هذه المناسبات يجري احتواها والاحتفال بها وتضمينها الخطاب السياسي لقيادتها كل عام، اجعلوا من ٢١ سبتمبر ثورة للشراكة الوطنية، وهذه الشراكة تبدأ من جعل تاريخنا تاريخاً مشتركاً للجميع، جدوا قاسماً مشتركاً للتاريخ الوطني يصنع لحمة وطنية، وأكسروا كل ما يفرق وجدان اليمنيين، ولن يتوحد الوجدان الجمعي إلا بخطاب جامع يعكس شراكة وطنية حقيقية بعيداً عن الاستئثار، ولا تجعلوا الذاكرة الوطنية مجزأة وتحت طائلة الاستئثار، إنها ذاكرة لكل الأجيال الحالية والقادمة.