حجاج بيت الله يبيتون في مزدلفة ويبدأون اليوم رمي الجمرات ومناسك النحر

 

الثورة /

ودع حجاج بيت الله الحرام أمس الثلاثاء التاسع من شهر ذي الحجة مشعر عرفات الطاهر، ليكملوا رحلتهم الإيمانية إلى مشعر الله الحرام في مزدلفة، حيث يبيتون في مزدلفة حتى صباح اليوم، ليبدأوا مناسك أول أيام التشريق.
وتعتبر «مزدلفة» ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج في رحلة إيمانية يؤدون فيها مناسك الحج، حيث تقع بين مشعري منى وعرفات، حيث بات الحجاج ليلتهم أمس فيها بعد نفرتهم من عرفات، ثم أدوا صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، وجمعوا الحصى لرمي الجمرات، ويمكث الحجاج في مزدلفة حتى صباح اليوم عيد الأضحى ليفيضوا بعد ذلك إلى منى، حيث يرمون جمرة العقبة.
ويواصل حجاج بيت الله الحرام اليوم الأربعاء -أول أيام عيد الأضحى المبارك (يوم النحر)- أداءَ المناسك، وعلى رأسها أداء طواف الإفاضة ورمي جمرة العقبة الأولى في منى.
وكان الحجاج قد باتوا ليلتهم في مشعر مزدلفة بعد أن أفاضوا من عرفات، حيث أدّوا الركن الأعظم من فريضة الحج يوم أمس الثلاثاء التاسع من ذي الحجة، في مشهد إيماني مفعم بالخشوع والسكينة.
ويبدأ الحجاج مناسكهم في يوم النحر -وهو يوم عيد الأضحى- برمي جمرة العقبة الكبرى، ثم يحلقون أو يقصرون، ثم ينحرون الهدي، ويتوجهون إلى البيت الحرام لأداء طواف الإفاضة، وبعدها يعودون إلى منى للمبيت بها بقية أيام التشريق.
ثم يقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 ذو الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى).
ويمكن للمتعجل منهم اختصار النسك إلى يومين، على أن يغادر منى قبل غروب شمس اليوم الثاني من عيد الأضحى، ويتوجّه إلى مكة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج، وتميز الحج هذا العام بالحضور الذي يصل إلى حوالي مليوني حاج للمرة الأولى منذ قام النظام السعودي بوقف فريضة الحج بذريعة جائحة كورونا.
وفي العامين الماضيين منعت السعودية المسلمين من الحج، وقامت بتقليص عدد الحجاج إلى حدّ كبير، حيث لم تسمح إلا لعدد 60 ألف مواطن ومقيم من السعودية، مقارنة ببضعة آلاف عام 2020، والعام المنصرم زاد العدد إلى أكثر من مليون، بينما هذا العام وصل إلى حوالي مليوني حاج.
وتبدأ غدا الخميس الحادي عشر من ذي الحجة أول أيام التشريق الثلاث، والتي تنتهي بمغيب شمس يوم الثالث عشر، وسميت بالتشريق لأن الحجاج كانوا يشرقون فيها لحوم الهدي والأضاحي، وكلمة التشريق في اللغة تعني تقديد اللحم، واللحم يقطع لأجزاء صغيرة، ويتم وضعه في الشمس لتجفيفه، وفي هذه الحالة يصبح اسم اللحم القديد، ويمنع ذلك تعفن اللحم وفساده حتى يتمكن الحجاج من الرجوع به معهم إلى بلدانهم.
واختفت عادة تشريق لحوم الأضاحي في مشعر منى، بعد ظهور أجهزة التبريد التي تجمد اللحوم وتحفظها من التعفن والفساد، فأيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تأتي عقب أول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك، المعروف بيوم النحر، وهي أيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، يقضيها الحجاج بمشعر منى، وتعرف أيضاً بالأيام المعدودات.

أعمال أيام التشريق
أول أيام التشريق معروف بيوم القر، وسُمي بذلك لأن الحاج يقرّ ويمكث فيه بمنى، يرمي الجمرات بدءاً من الجمرة الصغرى فالوسطى ثم الكبرى.
أما اليوم الثاني من أيام التشريق يعرف بيوم النفر الأول، وذلك لأن الحاج يجوز له أن يتعجل وينفر من منى بعد رمي جمرة العقبة الوسطى، والتوجه إلى الحرم المكي لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج، شريطة أن يكون الخروج من منى قبل غروب الشمس.
اليوم الثالث من أيام التشريق يعرف بيوم النفر الثاني، يرمي فيه غير المتعجلين الجمرات الثلاث قبل الخروج من منى، سُمِّي بذلك كدلالة على أن من تعجل ونفر من منى في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر أيضاً لا يكون عليه أي إثم.

قد يعجبك ايضا