عودة سميرة مارش.. انتصار للقيم

إكرام المحاقري

 

عنفوان عُرفت به المرأة اليمنية عبر التاريخ، وقد تمثل في عراقة وأصالة اليمنيين عبر تلك المواقف الراقية التي خطها القرآن الكريم لمكانة المرأة في قصة الملكة السبئية «بلقيس»، وها هي ابنة محافظة الجوف الأبية: «سميرة مارش» تجدد تلك المواقف لتثبت للتاريخ المعاصر بأن المرأة اليمنية كانت وما زالت وستبقى شامخة على مر العصور والأزمنة.
كانت ابنة الجوف الأبية قد مثلت لقوى العدوان نقطة خوف، ورادعاً لمخططاتهم القذرة في المنطقة، فهي زوجة شهيد قبل أن تكون «أسيرة» وينالها شرف الجهاد في سبيل الله، فقد تمكنت من تعرية ورقة العدوان في إخماد ثورة المرأة اليمنية وإسكات صوت الصمود والحرية، وما كان بهم إلا أن كبلوا كلتا يديها بالأغلال، وأن يخفوها قسرا عن العيان، وبذلك ارتكبوا العيب الأسود بحق بنت اليمن الشامخة، ما أدى إلى فضيحة مجلجلة حلت عليهم وجعلت من تلك الحادثة سبباً لانكشاف ذل موقفهم أمام أبناء تلك المناطق والمحافظات الذين أدركوا سوء مخططات العدوان المرتبطة بتاريخ بني أمية، والذين لم يكن لهم أن يحققوا شيئاً تافهاً إلا باستهداف النساء وسبيهن.
بعد أسر دام لـ 5 أعوام، ها هي الأسيرة المحررة «سميرة مارش» تعود إلى حضن الوطن بالنصر المؤزر، شامخة كشموخ جبال مران وهيلان، لم تنكسر أمام كل ما لاقته خلف القضبان السعودية من أليم العذاب والمعاناة، فقد كان حضورها هو الأبرز سواء بعد خطفها أو حتى تحريرها وعودتها، بعكس أولئك المرتزقة الأنذال الرخاص، الذين بدا على ملامحهم العار والخزي والهوان، فلم يكن حالهم وكأنهم ينتمون لهذا الوطن، بل أصبحوا كالكلاب المتشردة والتي لا تملك أي رصيد من الأخلاق والقيم.
ختاماً:
حتى وإن حاولت قوى العدوان – والتي هي امتداد واضح لليد الصهيونية القذرة في المنطقة – أن تستهدف المرأة اليمنية، فلن تلاقي  غير الفشل والخزي والخسران، فالمرأة اليمنية بثقافتها القرآنية تأبى الخنوع والانكسار والانجرار خلف تلك المخططات الشيطانية، ومن  الواجب على المسلمين بشكل عام هو النظر إلى الملف الإنساني الخاص بالأسيرات الفلسطينيات اللاتي يقبعن في السجون الصهيونية، فهن على رأس قضيتنا وكرامتنا وشرفنا، وسيتحقق لهن النصر والحرية مهما طال أمد الاعتقال.. والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا