الليلة هي ليلة الـ 27 من شهر رمضان المبارك، حيث ترجَّح غالبية الروايات أنها ليلة القدر التي امتن الله سبحانه وتعالى بها على الناس وجعلها خيراً من ألف شهر.
– يوضح المهتمون بعلم الحسابات والأرقام أن هذه الليلة تعادل أكثر من 83 عاما وأن الساعة الواحدة تساوي ثماني سنوات والدقيقة خمسين يوما، وكل تلك الحسابات ماهي إلا معادلات تقريبية واجتهادات بعيدة كل البعد عن حقيقة هذه المنّة الربانية على عباده المؤمنين، إذ أن فضل هذه الليلة أكثر بكثير.
-ما أحوجن- وقد هرمت همومنا وأحزاننا وغلّف اليأس والإحباط أسوار أرواحنا وصدأت نفوسنا- إلى نفحة ربانية ومحطة إيمانية كهذه المتاحة بين أيدينا الليلة، لنغسل خطايانا وذنوبنا ونجدد ما بلي من قيم ومُثل إنسانية عليا في أعماقنا..
– العبادة والتقرب إلى الله في هذه الليلة العظيمة بالطاعات والإحسان والصدقات وصلة الأرحام والأعمال الصالحة يزيد أجرها- كما يقول العلماء عن الأعمال الصالحة- لإنسان عَبْدَالله كأحسن ما يكون لأكثر من 83عاما، فهي الليلة التي تتنزَّل فيها الملائكة برحمة الله وسلامه وبركاته، وترفرف فيها رايات السلام بكل معانيه ومضامينه السامية حتى مطلع الفجر- كما أخبرنا القرآن الكريم – لنبتعد قليلا عن صخب الحياة وعن غثاء الدنيا وعن السياسة ورزاياها وعن اللهث وراء المصالح المادية الجوفاء، ونجعل من هذه الليلة المباركة لحظات عبادة وطاعة وصلاة وذكر ودعاء وصدقات وصلة رحم وفعل الخيرات، لعل الله يقيل عثراتنا ويتقبلنا في عباده المحسنين ويمّن علينا بشيء من فضائل وبركات هذا الكنز الثمين وهذه اللحظات النفيسة التي لا تقدّر بثمن، ولا يكون من أهلها ويدرك نفحاتها إلّا ذو حظ عظيم.
-جميع أيام ولحظات الشهر الكريم هي مباركات ومضاعف فيها الأجر والثواب، لكن التماس ليلة القدر تكون- بحسب العلماء- في الليالي الوترية من العشر الأواخر التي ينبغي في جميعها الاجتهاد والتشمير عن السواعد لفعل الخيرات قدر المستطاع، خصوصا وأن دخول شهر رمضان يختلف- كما بتنا نشاهد اليوم- من بلد لآخر، بحيث تكون الليالي الوترية في بعض البلدان زوجية في أخرى ما يجعل من الاجتهاد واجباً في الليالي العشر كلها، وإبداء كل الحرص لعدم خسارة منح وهبات الليلة العظيمة.
-نسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى، ما علمنا منها وما لم نعلم ونبتهل إليه سبحانه باسمه الأعظم- الذي إن سُئل به أعطى وإن دُعي به أجاب- أن يجعلنا جميعا من أهلها وممن يدركون خير ونعيم ليلة القدر وأن يمن علينا بألطافه ونعمائه التي لا تُعد ولا تُحصى وأن يكتب لنا ولشعبنا وبلادنا النصر المؤزر والفرج القريب وحسن الخاتمة والمآل الجميل وألّا يحرمنا خير ما عنده بسوء ما عندنا إنه سميع مجيب.
Prev Post