من المؤكد أن الإمبريالية تعرف ما الذي تفعله في شعوب العالم، طالما والعالم المُستهدف لا يعرف الاستقلال الاقتصادي غارقا في البكاء على الأطلال، وكقصيدة أحمد مطر عباس أين المتراس؟ ولم ينتج حتى فولةً يسد بها رمقه ..
وطالما هي ضمنت لنا سقف الحرية في القول فنحن نشعر بالرضا المؤقت على آدميتنا المنهوبة …كمخدرات لفظية لا تسمن ولا تغني من جوع .
وكيف نهضت الصين هل بالبكاء واكتشاف المؤامرة أم بالنهضة الاقتصادية والاكتفاء الذاتي ؟!
وهل كان يصعب على السعودية التي تمتلك النفط، أن تستقل اقتصادياً وتنتج وتعمل على خلق دولة محترمة يضرب بها المثل لا دولة معتدية جبانة ضعيفة يتحكم بقرارها نتنياهو!
لم تجتهد السعودية في النجاح والاستقلال الاقتصادي أو في الإبداع في الإنتاج المحلي، إلا في صناعة التمور وفي حربها الغاشمة على اليمن لذلك وإن بدت السعودية اليوم في أوج احتفالاتها هي لا تفعل شيئاً سوى كونها تبدو للعالم دولة مسلوبة الإرادة ضعيفة ….
وقد يبدو الأمر بعيداً كل البعد عن الدين، بينما من اختيار السياسة العالمية السعودية مطية لأهدافها نستطيع معرفة أن الدين الإسلامي هو المستهدف دائما وأبداً.
لو اختارت الإمارات حتى تصبح رائدة في مجال العلمانية قد نستطيع فهمها، وقد نؤول ذلك الأمر بحرية المصير لأي دولة …ولا نعترض..
ولكنها اختارت أكثر الأماكن المقدسة بالنسبة للمسلمين والتي تستفزهم…. لو كان الأمر بالمعكوس واختيرت دولة تحمل تاريخاً مقدساً للمسيحيين سيثير ذلك كل مسيحيي العالم ويصبح الأمر كأنه استهداف لهم!
الهالوين كعيد مسيحي أو وثني ارتبط بعيد القديسين المسيحيين في الواحد من نوفمبر واختيار ليلة الواحد والثلاثين من أكتوبر هي تنتج عن اعتقاد أن هذه الليلة أكثر ليلة فيها انغلاق على عالم الأرواح.
وقد تطورت هذه العادات حتى أصبحت في أمريكا متعلقة في الشعب الإيرلندي وأفكارهم المتوارثة عن الزرع والحصاد وأنهم يمنعون الأرواح الشريرة قبل دخول موسم البرد من إتلاف المحاصيل الزراعية، كل هذا منطقي ولكن تحول الأمر إلى أن أمريكا حولتها لاحتفالات علمانية تحمل أبعاداً شيطانية لا يعلمها الإنسان إلا على المدى البعيد!
أؤيد أن ذلك شأن أمريكا، وأمريكا لم تجعل الأمر كحرية شخصية ولكنها أقمحت كل منزل في العالم في لعبة الأرواح الشريرة عبر إنتاجها لمئات الألوف من مسلسلات الرعب وتحضير الأرواح ….المتابع غير واع، المتابع سطحي ولكنه يتأثر بتلك الرسالات المبطنة ويجد نفسه يمارس طقوساً لا يعلم أصولها التاريخية وآثارها النفسية على النشء والشباب، ضرورة تعليم النشء بمدارس أجنبية حتى يصبح مستقبلهم أكثر ضماناً هي أيضاً سبب في نشر سياسة القطب الواحد لكل العالم…..بالمختصر، أنت لن تأكل إذا لم تتعلم الثقافة الأمريكية واللغة العالمية الإنجليزية!
هنا، نعود للنقطة الأصل، من حق أمريكا أن تحتفل ومن حق كل شعب أن يمارس معتقداته واحتفالاته الدينية, ولكن لم تفعل السياسة الدولية سوى مبدأ الفرض النفسي على الشعوب المخالفة لاتباع عاداتها، بينما أصبح المسلم مضطهداً وهو يمارس حقه الديني لأنه قد يوصف بالمتشدد.
وأخيراً ..
أصبح هنالك حظر في الأماكن المقدسة والاحتفالات الإسلامية المقدسة.. سياسة القطب الواحد تتمدد.. هي تفعل ما تريد.. وأنت قل ما تشاء..