قطار الخسران لن يحمي الأنظمة

رياض الزواحي

 

قطار التطبيع الذي تنتهجه البحرين هل سينقذ البحرين من شعب البحرين. مفارقة غريبة يصر النظام البحريني على خوضها رغم الرفض الشعبي الكبير لهذه الجريمة في حق القضية الفلسطينية وفي حق قيم المجتمع البحريني المسلم المحافظ على قيمه الدينية والوطنية والأخلاقية التي تأبي أن تمد جسور الانبطاح للكيان الغاصب، في حين يتجرع أبناء الشعب الفلسطيني المجاهد والصامد صنوف التنكيل والقمع على أيدي قوات هذا الكيان الذي يمثل الغدة السرطانية في قلب الوطن العربي منذ تأسيسه بمجرد وعد بلفور الذي أعطى :”مالا يملك لمن لا يستحق”.
حيث يتوافد بعض العرب المتصهينين لدعم هذا الكيان وكأن الارتماء في احضانه ستعطيهم الأمان للاستمرار في حكم شعوبهم رغما عن إرادتها.
أما في البحرين، فالقضية أكبر من مجرد البحث عن حماية نظام متهالك بل يشعر بأنه يحتضر ويبحث عن القشة التي قد تنقذه كما يظن في أحضان الصهاينة تارة وتارة أخرى في السعي للارتهان في جلباب النظام السعودي الذي ستدوسه عجلة القمع والاضطهاد الذي يمارسه بكل بشاعة ضد شعبه.
فهل بعض قادات الأنظمة العربية غائبون عن الوعى أم هي العمالة؟!
فبالأمس شاهدنا زيارة رئيس أركان سلاح الجو الإسرائيلي إلى البحرين والتي أبرزتها بعض وسائل الإعلام العربية وأعلن عنها جيش العدو ، وتفاخر ، أفيخاي أدرعي المتحدث باسم هذا الجيش ، في بيان نشره بحسابه على موقع “تويتر ليؤكد أنها سابقة هي الأولى من نوعها بأن يشارك جرينبويم في مؤتمر قادة القوات الجوية في البحرين” الذي استضافه قائد سلاح الجو الملكي البحريني مع ، كل من نائب قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية ونائب قائد القوات الجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة وممثلين رفيعي المستوى من الهند وإيطاليا وبريطانيا والبرازيل وغيرها.
جرأه في العمالة وصل اليها هذا النظام ليتحدى ويستفز مشاعر شعبه والشعوب العربية.
في نفس الوقت يناقش النظام البحريني آليات جديدة للارتهان للنظام السعودي ومناقشة توحيد البحرين مع السعودية كما ذكرت وسائل إعلام عربية استنادا إلى وثائق مسربة من الديوان الملكي البحريني، فهل يكون الارتهان هو طوق النجاة للحكام من شعوبهم.
انهم كالمستجير من الرمضاء /
في نظرة سريعة لما يدور في اليمن قد يكون حال هذا البلد العريق عبرة يتعلم فيها الحكام ابلغ الدوس وهم يشاهدون ما يعانيه اليمن نتيجة ارتهان بعض القوى المحلية للخارج فباتوا رئيسا وحكومة مشردين في عواصم الخارج وشعبهم يعاني اكبر كارثة إنسانية على مستوى العالم أيضا وموارد وطنهم ينهبها بن سلمان وبن زايد لصالح الدول الكبرى
فلم يحصدوا سوى الذل الهوان من هرولتهم للخارج فبعض قادة ما تسمى الشرعية يسجنهم بن سلمان وكأنهم فراخ لا حول لهم وقوة فأي أمان هذا الذي حققه بن سلمان لليمن ولقادة سلموا رقابهم للسعودية فاستعبدتهم وأذلتهم وقتلت الآلاف من أبناء شعبهم واحتلت جزءاً كبيراً من وطنهم ولا يستطيعون حتى تنفس رائحة الكرامة التي جعلها الله سمة للأسوياء من البشر أم من رفعت عنهم الكرامة فهم في حكم الدواب التي تحدث عنها وزير الداخلية الإسرائيلي واصفا فيها العرب السائرين في قطار التطبيع وهذا لا يعني الشعوب بل بعض الحكام الذين سحقهم الخوف وتركتهم الحكمة أيضا وهذا ما بدا عليه المشهد في مملكة البحرين التي لم يتعلم نظامها إلى الآن من الواقع والتاريخ الذي فيه عبرة لابد من استيعاب دروسها قبل أن يجد نفسه تابعا وخادماً وخانعاً لليهود وصنيعتهم النظام السعودي، فمن ابتغى العزة بغير الله وشعبه ذل والفرصة لن تتكرر لمن أضاعها وبالله استعينوا هو نعم المولى ونعم النصير, قبل أن تستفزوا الشعب البحريني المسلم الحر وتصبحوا على ما فعلتم نادمين وعندها لن يجد اليهود الوقت لتكفيف دموع الدواب.

قد يعجبك ايضا