الأعراس الجماعية.. وسيلة مثلى لمواجهة غلاء المهور وتكاليف حفلات الزواج الباهظة:
شخصيات اجتماعية وعلماء ومسؤولون لـ »الثورة« :
كشفت الجهات المسؤولة مؤخرا عن عدد من التدابير الممكنة والمزمع اتخاذها لمعالجة ظاهرة غلاء المهور، ومن بين هذه التدابير تزويج الشباب المعدمين والذين لا تسمح ظروفهم بتحمل تكاليف الزواج، من قبل الهيئة العامة للزكاة، ومن بين هذه الحلول إقامة عدد من الأعراس الجماعية ستتوجها غدا الاثنين بعرس جماعي لـ9600 عريس وعروس من الفئة الأشد فقراً والأكبر سنا.. ضمن مشروع كبير يستهدف فئة الشباب والقضاء وعلى ظاهر غلاء المهور ومحاصرتها.. إضافة إلى تنفيذ برامج توعوية وإرشادية وإعلامية لتسليط الضوء على مخاطر ظاهرة غلاء المهور على المجتمع والحد من آثارها المجتمعية وجمع البيانات والمعلومات عن المبادرات في مختلف المديريات التي يتم من خلالها توقيع مبادرات تحدد أسعار المهور وتمنع المغالاة فيها تنفيذا لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى الجهات العليا بمعالجة هذه الظاهرة ..نقرأ تواليا دور الإعلام والمجتمع في المساهمة في معالجة هذه الظاهرة.. فلنتابع :
الثورة/ حاشد مزقر
الملاحظ وبكل أسف تفاقم ظاهرة غلاء المهور تحت مبررات مادية ليست في الأصل أساسا منيعا لحياة زوجية سعيدة من بين هذه المبررات وضحية ذلك عشرات الآلاف من الشباب ذكورا وإناثا، وفي الواقع لا شيء يخفى على الجميع أن هنالك أخطاراً كبيرة على حياة الكثيرين منهم وخصوصا ونحن نعيش في زمن القنوات الفضائية والإنترنت الذي أصبح أهم سلاح لاستهداف الشباب العربي وليس هناك من سبيل لمواجهة ذلك إلا بتحصين الشباب بالزواج.
تحرك فاعل
في إطار المواكبة للعرس الجماعي الثالث الذي تقيمه الهيئة العامة للزكاة ومن أجل التوعية الإعلامية الفعالة بمعالجة ظاهرة غلاء المهور، أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين أهمية انعقاد ندوة تناقش قضية اجتماعية مهمة هي غلاء المهور والتي عقدت مؤخراً، بما يسهم في معالجة ووضع الحلول لتحصين الشباب المعسر وحمايته من الحرب التي يشنها الأعداء وتستهدف قيم وأخلاق المجتمع.
وشدد على ضرورة تكثيف الجهود وتسخير الطاقات والتفاعل الرسمي والشعبي لإيجاد الحلول المناسبة واللازمة للحد من مشكلة غلاء المهور وتكاليف الزواج الباهظة والتأسي برسول الله الذي دعا إلى التيسير في الزواج خاصة في ظل الحرب المفتوحة والانفتاح والفساد الأخلاقي الذي يشهده العالم اليوم، ما يتطلب التحرك الفاعل لمواجهتها بكل الوسائل والطرق.
ودعا العلامة شرف الدين رجال المال والأعمال إلى دعم مثل هذه المبادرات الاجتماعية التي تتبنى تزويج الشباب المعسرين، وتسهيل إكمال نصف دينهم والمساهمة إلى جانب الدولة والمجتمع في تيسير أمور الناس وقضاء حوائجهم.
واعتبر السعي في ذلك من القربات إلى الله تعالى كونه يصب في جانب تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي .. لافتاً إلى أن الإسلام رعا واعتنى بمسألة الزواج لارتباطها بحياة الناس، وبناء الأسرة التي تعد نواة لبناء المجتمع.
الوعي المجتمعي
من جانبه، أشاد رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان بدور رابطة علماء اليمن في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية تسيير الزواج وتخفيف معاناة الفقراء والمساكين ومحاربة الظواهر السلبية في الأعراس كالتبذير والإسراف.
وأكد أن المغالاة في المهور والمبالغة في تكاليف الزواج جريمة اجتماعية تجعل من الأعراس والأفراح محطات مشحونة بالهم والحزن والألم.
وأشار إلى العقبات التي تقف في طريق الزواج نتيجة عادات وتقاليد سائدة في المجتمع، بعضها قديمة وأخرى وافدة على المجتمع وجميعها تتنافى مع الشريعة السمحاء وتتعارض مع الصالح العام، لما تسببه من مشاكل خطيرة تهدد المجتمع وتدمر منظومة الأخلاق والقيم، وتقود الشباب إلى وحل الخطيئة.
ولفت أبو نشطان إلى أهمية دور العلماء في التوعية إلى جانب دور الإعلام في إرشاد الناس وتعزيز وعيهم في محاربة الظواهر والعادات السيئة المتمثلة في رفع تكاليف الزواج والعمل على تيسير المهور، بما يسهم في تحصين الشباب.. مبيناً أنه سيصل خير الزكاة ليشمل تزويج تسعة آلاف و400 عريس وعروس في مختلف المحافظات.
مسؤولية مجتمعية
بدوره أشار مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح إلى أهمية المسؤولية الشعبية والرسمية في تيسير الزواج.
وأكد ضرورة إيجاد حراك فكري وثقافي لتسهيل أقدس شعيرة اجتماعية والحد من تكاليف الزواج التي تمثل عبئاً على كاهل الأسرة والمجتمع.
واعتبر العلامة مفتاح غلاء المهور وتعسير الزواج والمبالغة في الاحتفال بالأعراس ظاهرة اجتماعية سلبية ومقيتة ينبغي على الجميع تحمل المسؤولية لمحاربتها.. لافتاً إلى الآثار السلبية التي تسببها هذه الظاهرة على واقع حياة الفرد والمجتمع.
وأكد أهمية التوعية التي تسهم في تعزيز ترابط وتماسك المجتمع وفي مواجهة المؤامرات التي تستهدف إفساده وإبعاده عن قيمه وعاداته المنبثقة من الدين الإسلامي الحنيف.
دور الهوية الإيمانية
فيما تناول نائب وزير الإرشاد العلامة فؤاد ناجي دور الهوية الإيمانية في توعية المجتمع بمخاطر الحرب الناعمة، كون ذلك سلاحاً فعالاً في مواجهة هذه الحرب من خلال التمسك بقيم وتعاليم النبي الكريم والدين القويم.
واعتبر تيسير الزواج جزءاً من الهوية الإيمانية للأمة.. مبيناً أن الأمة تتعرّض لغزو فكري يصدّره الأعداء للسيطرة عليها وحرفها عن مسارها الديني والثقافي والاجتماعي، ونشر الفوضى وسلخ الجيل المسلم من معتقداته وهويته.
وأكد ناجي أن التمسك بالدين الإسلامي وتعاليمه واتباع ما جاء به الله على لسان نبيه ومن ذلك تيسير الزواج إحدى وسائل مواجهة الحرب الناعمة.
مواجهة الحرب الناعمة
في حين تطرق عضو رابطة علماء اليمن طه الحاضري إلى سبل مواجهة الحرب الناعمة التي يمارسها الأعداء، وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل، على الشعوب بأساليب وطرق عديدة ومختلفة بهدف تجريد المجتمع الإسلامي من إيمانه وارتباطه بالله.
وأشار إلى أن من أهم المداخل التي يركز عليها الأعداء في الحرب الناعمة مفهوم الحرية وما تنطوي عليها من مفاهيم وسلوكيات، كالزواج الذي تم تصويره على أنه نوع من أنواع القيود وغير ذلك من المسميات الرامية إلى تلميع ونشر العادات والثقافات السيئة والمنحلة.
واعتبر الحاضري تيسير الزواج أداة من أدوات المواجهة لخطر الحرب الناعمة إلى جانب الاقتداء والتأسي برسول الله واتباع تعاليم الإسلام الذي يحفظ للناس كرامتهم، ويعد النظام الحقيقي لتنظيم حياتهم وسعادتهم، وتحصينهم من الانحراف والأفكار الضالة.